لابد لأي محلل في كرة القدم أن يتوقف لبرهة من الزمن اذا اراد البحث والتدقيق عن شكل واداء فرق الدوري الممتاز.. اذ سيكتشف أن الجولة التاسعة التي انتهت وسط الأسبوع الماضي تعد من حيث الرصيد التزامني للمباريات هي الجولة السادسة لفرق والسابعة لفرق والثامنة لفرق والتاسعة لفرق اخري.. هكذا هو الحال للمسابقة التي يسعي القائمون عليها الي استمرارها رغم حالة التوقفات اللا ارادية التي تداهمها. وفي ظل التوقف الذي استمر قرابة ال 43 يوما لفريق مثل وادي دجله فان الجولة التاسعة قد تمثل له من الناحية التدريبة كانها الجولة الاولي . اذ من الظلم ان يتساوي فريق يلعب بانتظام مثل فريق سموحة ووصل بهذا الانتظام للوصول الي "التوب فورم" مع فريق لم يشارك 43 يوما في مباريات رسمية. لذلك.. من الظلم أن يعود دجلة كما كان في بداية المسابقة.. كما انه من الظلم ايضا ان نطلب من الكابتن حمادة صدقي العودة السريعة لفريق كان في فترة راحة ليس له يد فيها لانه مهما فعل من جهد في التدريبات والمبارات الودية فانه لن يصل بالحالة الجماعية للفريق فنيا وبدنبا الي المستوي التنافسي التي كان عليها قبل التوقف. ولو تأملنا ماحدث في الجولة التي اختتمت مباراياتها بمباراة الأهلي وحرس الحدود لوجدنا بعض الإيجابيات ويخري من السلبيات خاصة في الجانب الخططي. 1⁄4 من الإيجابيات الواضحة.. أن الاعداد الذهني والنفسي للاعبين من قبل الأجهزة الفنية والاداريه يعتبر جيدا. حيث وجدنا كفاحاً مستمراً داخل الملعب ورغبه في الفوز أو علي الاقل عدم الخسارة. مما اضفي علي الاداء الطابع الهجومي والحماسي. أيضا نسبة التهديف قياسا بالفرص تعتبر جيدة وهذا يدل علي تميز المهاجمين في اقتناص الفرص المتاحة. 1⁄4 أيضا من الأيجابيات.. ان مدربي الفرق كانوا متعايشين مع المبارايات بتركيز عال ووضح ذلك في التغيرات الجيدة والهادفة. وتميز في هذا تحيديدا كل من الكابتن حسام حسن والكابتن طارق يحيي والكابتن عماد النحاس رغم خسارة فريقه. 1⁄4 أما السلبيات فتتمثل ظاهرة تستوجب الدراسة وأيجاد حلول لها وهي تلك التي ترتبط بالية العمل الدفاعي للفرق جماعيا وفرديا. ومن يتفحص في فلسفة فرقنا في العمل الدفاعي سيجد ان هناك بعض اللاعبين متأثرين بالموروث الكروي من حقبة نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات. اذ مازالت بعض الفرق ومدافعيها يلعبون باسلوب رقابة رجل لرجل التي عفا عليها الزمن . كما ان البعض الاخر يؤمن بمراقبة مفاتيح اللعب مراقبه لصيقة وهنا يحضرني مقوله شهيرة جدا للمدرب الإيطالي الكبير "مارتشيلو ليبي" عندما سأله بعض الصحفيين في نهائي كأس العالم 2006 عمن سيراقب زين الدين زيدان فكان الرد ملخصا لفلسفة العمل الدفاعي في الكرة الحديثة حين قال " أنا لست ساذجا حتي أفسد نظام لعبي بسبب زيدان ".. قال هذا رغم ان زيدان كان في ذلك الحين في أوج عطائه وقمة نجوميته. ورغم مرور قرابة السنوات العشر علي ماقاله المدرب الايطالي عن زيدان الا ان بعص فرقنا في المسابقة المحلية يختارون اللعب بعيدا عنها وعن كل ماتبعها من تطور في الاداء الدفاعي. 1⁄4 مثلا.. فلسفة ساكي الايطالي لم تصلنا منذ 1994 حتي الآن. التي أطلقوا عليها "الشادو فوتبول " أو كرة الظل بمعني ان المسافات بين اللاعب وزميله من كل الاتجاهات قريبه جدا كالظل. العمل الدفاعي في العالم كله - في الكره الحديثه- يستند علي أسس منها التكوين بمسافات قريبه جدا مثل نظرية ساكي ثم التوجيه ثم الضغط الجماعي المتوالي ثم الاستخلاص وهذه العمليه مجتمعه في كرة القدم الحديثه عبارة عن لحظات في عمر الزمن . ففريق مثل برشلونه يؤدي هذه العمليه في ست أو ثمان ثواني. أما في فرقنا فقد رأيت في اخر الجولات فرقا يطالبون من المدافعين أن يستخلصوا الكرة بدون تكوين وبالتالي لايوجد توجيه المنافس ومن ثم لايوجد ضغط جماعي فيصبح الاستخلاص مرتبطا بكفاءة كل لاعب الفردية وليس عملا خططيا جماعيا. ولأن هذا الاسلوب يجعل المدافعين دائما هم خط الدفاع الأول فحتما تظهر أخطاء بالجملة طالما لم يجدوا مساندة وارتداد سريع من باقي عناصر الفريق. ومقولة أن المهاجم هو أول خط دفاعي تقال عند فرقنا نظريا أما عندما تشاهد تجد الفارق في المساحة بين المدافعين والمهاجمين مسافه يمكن ان يلعب فيها مبارايات كرة سداسية. وعلي سبيل المثال.. في مبارات سموحه والأهلي لوراجعنا الأهداف الثلاثة لسموحة وكذلك الاهداف الضائعه سنجد حسام غالي جري بالكرة في احدي المرات مسافات كبيرة حتي اقترب من مدافعين سموحه بل ومر بينهم بمهارته لكن في نفس الوقت لانه لم يجد أي ضغط جماعي. أيضا في مباراة المصري وأسوان.. نجد أن ثلاثة أهداف من الخمسة أهداف كرات عرضه ونجد انه علي الأطراف غالبا موقف واحد ضد واحد وغالبا ينجح المهاجم في لعب الكره العرضية هذا الموقف يجعلني أسترجع أحصائية اجريت في ألمانيا وكشفت عن انه عندما تصل الكرة في طرف امام دفاع منظم تكون فرصة تحويل الكرة من طرف الي الطرف الاخر بدقه لاتتعدي الأربع كرات كل ألف كرة.. أي اقل من نصف في المائة بسبب جماعية الضغط لذلك أصبحت تدريبات الاختراقات عن طريق " الاوفر لاب " علي الأطراف ليس لها قيمه كبيره الان كما كانت في الماضي.