حالة من الغموض تحيط بمستقبل مسابقة الدوري هذا الموسم بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مباراة الزمالك وإنبي ضمن الجولة العشرين من المسابقة والتي راح ضحيتها ما يقرب من 20 مشجعا ينتمون للقلعة البيضاء. تأتي هذه الحالة في ظل قرار مجلس الوزراء بتأجيل المسابقة لأجل غير مسمي. ورفض قيادات وزارة الداخلية أي حديث عن عودة محتملة وقريبة للمسابقة أو منح المسئولين في اتحاد الكرة أي مهلة زمنية محددة لاستئناف البطولة من جديد. ورغم المحاولات التي يبذلها مسئولو الاتحاد بالتعاون مع خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة مع المسئولين في الجهات الأمنية ومجلس الوزراء من أجل تحديد موعد مبدئي لاستئناف المسابقة من جديد في أسرع وقت. إلا أنه حتي كتابة هذه السطور- لم يظهر أي جديد وتستمر الحالة الضبابية التي تلقي بظلالها علي الشارع الرياضي بأكمله. من جانبه حذر محمود الشامي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة من استمرار تأجيل مسابقة الدوري الممتاز بدون تحديد موعد لاستئنافها من جديد وهو ما يهدد بإلغاء المسابقة. لأن التأجيل لأسبوع جديد بعد منتصف الشهر الجاري قد يدفع الاتحاد إلي اتخاذ قرار بإلغاء المسابقة نظرا لصعوبة توفير مواعيد بديلة لإقامة المباريات في ظل المطالبات الأمنية السابقة بتأجيل البطولة أثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ. بالإضافة إلي تأجيل المباريات أثناء انتخابات مجلس الشعب المنتظرة وهو ما يعني أن المواعيد المقررة لإقامة المباريات محدودة ولا توجد فيها خيارات أو بدائل يمكن للمسئولين في الاتحاد التعامل معها. الشامي أكد أن الحديث عن إلغاء البطولة هذا الموسم سيكون له أثارا سلبية عديدة علي الكرة المصرية التي تعاني بشدة في السنوات الأخيرة من قرارات عشوائية وخاطئة أدت في النهاية إلي تراجع أداء المنتخبات الوطنية المختلفة وغيابها عن مختلف البطولات القارية والمحلية. وفي حال استمرار حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المسابقات المحلية منذ أكثر من ثلاث سنوات وأدي إلي عدم مشاركة المنتخب الوطني الأول في مسابقة كأس الأمم الأفريقية في النسخ الثلاث الأخيرة من البطولة. مشيرا إلي أن المنتخب الوطني مقبل علي المشاركة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 حيث من المقرر أن تبدأ التصفيات التمهيدية في شهر سبتمبر المقبل. كما أن توقف البطولة سيضر بمختلف الأندية التي تعاني من أزمات مادية طاحنة. وهذه الأزمة قد تقضي علي كيانات رياضية كبيرة. مطالبا المسئولين في الدولة وعلي رأسهم خالد عبد العزيز وزير الرياضة بالتدخل لإنقاذ الأندية والرياضة المصرية بوجه عام من كارثة جديدة في حال إلغاء المسابقة. موضحا أن فكرة الاستعانة بشركات أمنية خاصة لتأمين المباريات لا تعني الاستغناء عن خدمات الداخلية والحصول علي موافقتها لعودة النشاط من جديد. خاصة أن الاستعانة بشركات أمنية سيكون من داخل الملاعب فقط أما الخارج فبالتأكيد هو مسئولية الداخلية. لهذا فموافقتها علي استئناف النشاط شرط أساسي لعودة المسابقة من جديد. وهو قرار ومسئولية لا يمكن أن يتحملها اتحاد الكرة بمفرده أو شركات امن خاصة. ولكن يبنغي أن يكون توجه دولة حريصة علي عودة الاستقرار والحياة الطبيعية إلي كافة المجالات من جديد.