تعيش الكرة المصرية سنواتها العجاف فبعد سنوات من الانتصارات المتتالية وتسيد القارة السمراء بقيادة المعلم حسن شحاتة بداية من 2006 حتي 2010 يواصل المنتخب الوطني الأول سلسلة الإخفاقات ويفشل في التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة علي التوالي. ويبدو أن معاناة الكرة المصرية المتواصلة ستستمر لسنوات قادمة. فبعد أن كان الحلم الأصعب هو التأهل إلي كأس العالم بات الوصول إلي كأس الأمم حلم صعب المنال بعدما فشل الفراعنة في التأهل إلي البطولة للمرة الثالثة علي التوالي لأول مرة في تاريخ البطولة منذ عام 1957. الأزمة التي تعيشها الكرة المصرية سببها الأساسي هو حالة التخبط والعشوائية التي يدار بها اتحاد الكرة. فجميع المنتخبات الوطنية خرجت من كل التصفيات ولم تشارك في أي بطولة منذ تولي مجلس الإدارة برئاسة جمال علام المسئولية عام 2012 لم يحقق أي منتخب أي إنجاز يذكر. ورغم الإخفاق الأخير الذي حققه المنتخب الأول إلا أن هناك حالة من الانقسام داخل مجلس الإدارة حول استمرار الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب حتي نهاية التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 حيث انقسم المجلس إلي جبهتين الأولي بقيادة جمال علام رئيس الاتحاد تري ضرورة الإطاحة بالجهاز الفني بالكامل وبدء البحث عن مدير فني جديد يقود المنتخب خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 مع إمكانية البحث عن مدرب أجنبي صاحب خبرات وتاريخ كبير يستطيع أن يقود المنتخب إلي المونديال بعد نكسات كروية عدة أصابت الفراعنة في الفترة الأخيرة. أما الجبهة الثانية وعلي رأسها حسن فريد نائب رئيس الاتحاد فتري ضرورة إتاحة الفرصة كاملة للجهاز الفني بقيادة غريب خاصة أنه تولي المسئولية في توقيت صعب للغاية وينبغي حصوله علي فرصة كاملة من أجل تصحيح الأوضاع. المعاناة التي واجهها المنتخب الأول لا تختلف كثيرا عن الأزمات التي واجهتها منتخبات الشباب والناشئين خلال الفترة الماضية وأدت إلي خروجهم من التصفيات وعدم تأهلهم إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية ولكن التركيز الإعلامي علي المنتخب الأول غطي كثيرا علي الفضائح التي تحدث في منتخبات الشباب والناشئين. فمنتخب الناشئين مواليد 98 بقيادة جمال محمد علي لحق بمنتخب الشباب مواليد 95 بقيادة ياسر رضوان وفشل هو الأخر في التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية للتواصل الأزمات والمشاكل التي تعاني منها الكرة المصرية التي باتت تدفع الثمن باهظا نتيجة تخبط المسئولين في الاتحاد وعدم التخطيط السليم وتدفع فواتير المجاملات في اختيارات الأجهزة الفنية. وكما جرت العادة اكتفي مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام بتوجيه الشكر لجمال محمد علي المدير الفني وجهازه المعاون معلنين تحملهم المسئولية كاملة بدون حتي التفكير في العقبات والمشاكل التي واجهت الجهاز الفني خلال مدة عمله القصيرة. وهو ما حدث من قبل مع ياسر رضوان والجهاز الفني لمنتخب الشباب. فخروج المنتخب أمام جنوب أفريقيا لم يكن مفاجئة كبيرة خاصة بعد الهزيمة بهدفين مقابل هدف في مباراة الذهاب في جوهانسبرج ففرصة التأهل كانت ضعيفة منذ البداية. ولم ينجح المنتخب في الفوز في مباراة العودة في القاهرة وتعادلا بهدفين لكل فريق. الإهمال الذي عاني منها منتخبا الشباب والناشئين من تجاهل طلبات الأجهزة الفنية في تنظيم معسكرات ومباريات ودية قبل المباريات كانت أبرز أسباب الخسارة. حيث أكتفي مجلس الإدارة بتنظيم معسكرات قبل المباريات رغم حاجة الأجهزة الفني لخوض مباريات ودية لزيادة التعرف علي مستوي اللاعبين وحدوت الانسجام والتفاهم بينهما. الأخطاء الفنية التي ارتكبتها الإدارة الفنية لاتحاد الكرة برئاسة فاروق جعفر من إلغاء عدد كبير من مسابقات الناشئين مواليد 93 و 94 هذا بالإضافة إلي عدم وجود أجندة مباريات لإعداد المنتخبات بشكل جيد.