أصبحت كرة القدم هدفاً لكل شاب يبحث عن النجومية والشهرة والثراء السريع. وما من أب أو أم تسأله عن أمنياته لابنه في المستقبل إلا وقال بلا تردد.. أن يكون لاعب كرة شهير. لذلك وجدت مدارس الكرة إقبالاً كبيراً من الاطفال قبل الشباب. وتشاهد الآباء والامهات يجلسون أثناء التدريب وكأنهم أمام أبواب لجنة الامتحان ينتظرون نتائج أبنائهم.. لكن يبقي الحظ عاملاً أساسياً في لعب الكرة. وليس كل من لعب الكرة نجماً. وليس كل من يتألق يقبض علي فرصة النجومية. فكم من لاعب موهوب تاه في زحام اللاعبين. أو غضب عليه المدرب ونحاه جانباً. بينما هناك عشرات النجوم وصلوا إلي المنتخبات رغم تواضع مستواهم لانهم لم يجدوا الفرصة لإثبات نجوميتهم والتألق جماهيرياً. الامثلة كثيرة ومتعددة في ملاعبنا. فلولا موهبة الخطيب. ما انتقل من نادي النصر المجهول كروياً إلي الاهلي وسماء الكرة الافريقية.. ولولا الحظ لبقي أبوتريكة في الترسانة مجهولاً. ولولا رفض الزمالك شراءه في وقت كانت خزينة النادي خاوية.. مالعب أبوتريكة للاهلي والمنتخب ورفرف في سماء البطولات والالقاب.. ومن أدرانا لو لعب للزمالك النادي المتميز إدارياً.. هل كان سيكمل المشوار أم يتركه النادي وسط زحمة تغيير مجالس الادارة والمدربين؟! لكن يبقي وائل جمعة هو اللاعب الفريد من نوعه الذي حقق مالم يحققه لاعب مصري آخر سواء كان هدافاً أو صانع لعب. وائل جمعة الفلاح الاصيل القادم من المحلة لينتقل إلي الاهلي علي استحياء شديد. لم يتوقع له أحد علي الاطلاق أن يكون علامة فارقة في تاريخ الاهلي والمنتخب. والعجيب أن تأتي كل تلك النجومية من لاعب مدافع وليس هدافاً من لاعب فلاح أصيل وليس ابن ذوات يأكل بالشوكة والسكين!! وائل جمعة ثبت قدميه ورفض التخلي عن مكانه ومكانته. فحقق للأهلي عشرات البطولات مع زملائه حتي صعد إلي مرتبة الكابتن. المباريات الافريقية لعبته لأن أداءه يتسم بالقوة والرجولة.. رقابته للنجوم الكبار خاصة في النهائيات الافريقية ثبتت اقدامه وصنعت شعبيته التي نصبته زعيماً للمدافعين وعميداً للاهلوية.. سماته الشخصية رائعة. هدوؤه يشد الانظار. نادراً ان يخرج عن شعوره. يجيد فن الالتزام الاخلاقي مثل التزامه بواجباته حتي وصل إلي التاسعة والثلاثين ليملك كل الارقام القياسية هذا اللاعب الذي نال شعبية وحب الجماهير والصحافة ليست له عداوات طوال فترة وجوده. وعندما تغير وجه الحياة السياسية في مصر.. فضل أن تبقي مشاعره لنفسه وداخل وجدانه.. فلم يتحدث عن رابعة أو خامسة أو سادسة.. لأنه لا يفكر إلا في الملعب وممارسة هوايته في جمع الالعاب وها هو وصل إلي كأس العالم مع الاهلي من جديد. واعتقد أن المغرب هي أفضل محطة يهبط فيها بباراشوت مكتوب عليها نهاية سعيد ياجمعة.. وشكرا لك باسم الجماهير التي أسعدتها بمجهودك وبطولاتك.