ما يمر به نادي الزمالك منذ سنوات ليس وليد الصدفة لكنه نتاج مجموعة من العوامل اجتمعت كلها لتؤدي في النهاية لمعاناة زملكاوية علي كل المستويات سواء مجلس الإدارة أو اللاعبين أو الأجهزة الفنية أو الجماهير وبات لدي البعض يقين بأن النادي لن يعود للطريق الصحيح طالما بقيت العوامل المؤدية لتدهور النتائج والمستوي حيث أن المجلس يتهم اللاعبين والجمهور يتهم المجلس والأجهزة الفنية تري القصور مشترك من الجميع أما اللاعبين فيرون أنهم يؤدون ما عليهم لكنهم لا يحصلون علي المقابل اللازم للاستمرار ومن هناك حرصت ¢الكورة والملاعب¢ علي إلقاء الضوء علي أبرز الأسباب التي أدت إلي الانتكاسة الزملكاوية التي تعاني منها القلعة البيضاء منذ سنوات والتي أدت إلي حصول الزمالك في آخر عشر سنوات علي بطولة وحيدة هي كأس مصر حيث نجمل الأسباب فيما يلي : المستحقات لم يواجه الزمالك أزمة أكبر من المستحقات في السنوات الأخيرة لاسيما بعد 25 يناير 2011 حيث أن الأزمة المادية هي سبب كل الأزمات التي توالت علي النادي و التي كان أشهرها حالة التمرد من جانب بعض اللاعبين التي أدت في النهاية لرحيلهم وكان آخرهم عبد الله سيسيه وأليكسيز موندومو اللذان قررا فسخ التعاقد والرحيل أما إبراهيم صلاح وصبري رحيل الثنائي اللذان انتهي عقديهما فقد قررا الرحيل لأندية أخري بعد فشل الزمالك في توفير مقدم التعاقد بسبب الأزمة المادية التي تعصف بالنادي. أزمة المستحقات جزء من أزمة أكبر يعاني منها مجلس ممدوح عباس وهي الأزمة المادية التي منعته من التجديد لصلاح ورحيل كما حالت دون احتفاظه بعد الله سيسيه وموندومو ورزاق بالإضافة إلي أنها حتي الآن تمنع الزمالك من التعاقد مع رأس حربة يسد الفراغ الموجود حيث يمتلك الزمالك في قائمته أحمد جعفر كمهاجم وحيد وهو ما جعل حلمي طولان المدير الفني يطلب التعاقد مع رأس حربة لسد الفراغ الذي يعاني منه حيث سجل الزمالك هدفين في ثلاث مباريات واستقبلت شباكه 6 أهداف في ثلاث جولات من دوري المجموعات بدوري أبطال أفريقيا . ومازالت أزمة المستحقات تؤثر سلبا علي أداء الزمالك وأدت إلي استبعاد عبد الواحد السيد من قائمة الفريق في لقاء ليوبار بعد مطالبته بتوفير مستحقات اللاعبين علي الرغم من محاولات مجلس عباس توفير المستحقات علي الأقل للاعب أو اثنين قبل كل جولة في دوري الأبطال ويعلم الجهاز الفني أن الأزمة المادية وتحديدا أزمة المستحقات متواجدة منذ سنوات وسبق وعاني منها حسام حسن وحسن شحاتة وجورفان فييرا لكنها لم تظهر علي السطح بالشكل الواضح سوي في عهد المدرب البرتغالي وبدأت ظاهرة انفراط عقد اللاعبين من خلال فسخ التعاقد والرحيل بسبب المستحقات في الظهور في عهد فييرا واستمرت مع قدوم طولان وفي تقريره الأخير الذي رفعه المدير الفني للزمالك للمجلس الأبيض نوه طولان إلي أن أزمة الزمالك الرئيسية تكمن في المستحقات فإذا ما تمكن المجلس من توفير جزء منها يمكن توجيه تركيز اللاعبين نحو الأداء الجيد وتحقيق نتائج طيبة في دوري الأبطال لكن استمرار أزمة المستحقات يؤثر سلبا علي معنويات وأداء اللاعبين. الثقة المفقودة انعدام الثقة واحدة من أخطر الأزمات التي قد تواجه أي مدير فني أثناء مشاركة لاعبيه في البطولات الكبري وفي حالة الزمالك فإن طولان أمام تحد صعب منذ توليه المسئولية لاسيما وأن معظم لاعبيه لم تعد لديهم ثقافة الفوز فمع ضياع البطولات ع القلعة البيضاء منذ سنوات وتدهور نتائج الزمالك في مشاركاته الأخيرة في دوري أبطال أفريقيا قلت ثقة اللاعبين في قدرتهم علي تحقيق البطولات وتولد لدي الجميع شعور بأنه حتي في حالة نجاحهم في استعادة نغمة الانتصارات واقترابهم من منصات التتويج فإن الظروف المحيطة تعمل ضدهم كما حدث في بطولة الدوري التي تم إلغاؤها بعد أن صعد الزمالك للدورة الرباعية الفاصلة وكان الأقرب للتتويج. طولان عقد أكثر من جلسة مع لاعبيه لمنحهم الثقة المطلوبة قبل كل مباريات دوري المجموعات بدوري الأبطال لكن النتائج التي انتهت بها مباريات الفريق تؤكد أن الفريق يعاني من أزمة ثقة حاول كثيرا حسام حسن المدير الفني الأسبق التغلب عليها ولعب علي وتر الفوز علي الأهلي لكنه فشل في هذا الأمر فلم يحقق الزمالك الفوز علي الأهلي في عهده ولا في عهد من خلفوه كما حاول شحاتة التغلب علي هذه الأزمة من خلال نقل الزمالك لمرحلة جديدة من الأداء بعد فترة طويلة قضاها المعلم مع المنتخب لكن الخلافات حالت دون تحقيقه لهدفه ثم داء جورفان فييرا الذي أعاد للاعبين الثقة في قدرتهم علي الأداء الجيد وتحقيق النتائج المطلوبة لكن النهاية جاءت عكس ما توقع بعد رحيل معظم اللاعبين لعدم ثقتهم في قدرة المجلس الأبيض علي الوفاء بوعوده بتوفير المستحقات لذا عاد الزمالك لنقطة الصفر ليبدأ حلمي طولان المدير الفني الحالي رحلة استعادة الثقة المفقودة منذ سنوات والتي كانت أحد أبرز أسباب تدهور نتائج الفريق علي مستوي كل البطولات. غياب الاستقرار كلمة لها مفعول السحر في أداء ونتائج أي فريق في العالم ودائما ما يُضرب المثل في مصر باستقرار النادي الأهلي لكن هذه الكلمة ترتكز علي عدة نقاط فالاستقرار قد يكون مادي أو إداري أو فني والثلاثة لم يتوفروا للزمالك خلال السنوات الماضية وكان غياب الاستقرار سببا واضحا لما آل إليه الوضع في الزمالك من تدهور للنتائج فالفريق تعاقبت عليه أربعة أجهزة فنية خلال سنتين فقط وهو الأمر الذي يهدد الاستقرار الفني حيث كانت البداية بحسام حسن ثم حسن شحاتة ثم فييرا وأخيرا طولان والأجهزة الأربعة لم تحقق أي بطولات للنادي وخرجت خالية الوفاض من الدوري والكأس ودوري الأبطال وهو ما كان سببا في لجوء مجلس الزمالك للتغيير ليزيد من عدم الاستقرار الذي يعاني منه النادي . أما علي صعيد اللاعبين فإن كل مدير فني يعتمد علي مجموعة معينة فقد كان لحسام حسن لاعبيه في الزمالك وكذا حسن شحاتة أما فييرا وطولان فقد فرض عليهما التعامل مع مجموعة من اللاعبين تم التعاقد معهم بناء علي وجهة نظر الأجهزة الفنية السابقة ولم يعد في إمكان مجلس الزمالك التعاقد مع لاعبين جدد في ظل الأزمة المادة الطاحنة التي يمر بها الأبيض حتي مع رحيل أكثر من لاعب في ظل حالة عدم الاستقرار المادي لم يتمكن الزمالك من تعويضهم ولا أدل علي ذلك من الرباعي رزاق أوتوميوسي وعمرو زكي وأحمد حسام ميدو وعبد الله سيسيه خط هجوم الزمالك الذي رحل بالكامل ولم يتبق سوي أحمد جعفر الذي كان قاب قوسين أو أدني من الرحيل لولا تجديد تعاقده وبات المهاجم الوحيد في فريق يسعي للفوز بدوري أبطال أفريقيا وبالتالي افتقد الزمالك للاستقرار الفني والمادي وكذا الإداري مع كم من الخلافات بين أعضاء المجلس وبعضهم بعد بحجة انفراد البعض بقرار تعيين جهاز فني وكذا مع انفراد البعض الآخر بالسفر مع الفريق كرئيس للبعثة في كل رحلات الزمالك الخارجية أو الداخلية وهو الأمر الذي كان له تأثير مباشر علي اللاعبين والأداء في الملعب.