لم يكن أحد يتخيل أن تتعقد مشكلة الجهاز الفني لفريق النادي الأهلي بهذه الطريقة. إذ في الوقت الذي كانت فيه لجنة الكرة بالنادي تسعي لاحتواء حسام البدري المدير الفني وبذل الجهد المطلوب لتحقيق طلباته سواء في التدعيم أو الاستقرار جاءت زيارة البرتغالي مانويل جوزيه إلي القاهرة لتكون بمثابة ¢كرسي في الكلوب ¢. زيارة جوزيه لم تكن من أجل خطف مكان البدري في تدريب الفريق وإنما كان هدفها الأول هو مطالبة مجلس ادارة النادي الأهلي ببقية مستحقاته المالية حيث إن جوزيه غادر النادي الأهلي ويتبقي له حتي الأن راتب 3 أشهر وكذلك الأمر بالنسبة لبيدرو بارني المدرب العام وفيدالجو مخطط الأحمال وأوسكار المحلل الفني. وبالفعل جلس بشكل ودي مع حسن حمدي رئيس النادي وخالد مرتجي عضو مجلس الإدارة مطالبا بما له لدي النادي وتحديد موعد معين للسداد إلا أن حمدي ومرتجي أكدا له أن الوضع في النادي حاليا غاية في السوء بسبب توقف الموارد المالية الحيوية للنادي ووعدوه بسداد الجزء الأكبر من هذه المستحقات بعد الحصول علي قيمة البث الفضائي لبطولة الدوري العام الحالية. لكن هذا الوضع لن يستمر كثيرا فمن الممكن أن تنقلب الطاولة ويتوجه البرتغالي الذي لم يحقق نجاحا واحدا يذكر خارج أسوار القلعة الحمراء إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم ¢فيفا ¢ لتقديم شكوي في النادي الأهلي بسبب هذه المستحقات خاصة أنه ¢خالي شغل ¢ منذ فترة بعد فشله في تجربة بيروزي الإيراني الأخيرة. ولعل المشكلة الأكبر التي كانت سببا في تحول الموقف مع حسام البدري تمثلت في ليلة لقاء الأهلي ووادي دجلة الأخير في الدوري. عندما أحضر خالد مرتجي مانويل جوزيه للملعب لمتابعة اللقاء معه وهو يعلم أن حسام البدري كان موقوفا وسيجلس هو الآخر بالمدرجات وكان في هذا إشارة واضحة وتهديد صارخ للبدري الذي يعلم جيدا مدي صداقة جوزيه ومرتجي وأن الاخير كان السبب في جوزيه في آخر مرة بعد رحيله من تدريب الفريق. لهذا أصر البدري علي الجلوس بعيدا عنهما وعدم الذهاب إليهما في المدرجات من أجل متابعة المباراة وتقديم الحلول الفنية خلال وقتها. لكن الوضع تفجر لدي البدري عندما علم أن جوزيه انتقد أداء بعض اللاعبين وهو يشاهد المباراة وتحدث لاحدي وسائل الإعلام عن عيوب في الأداء. وفي اليوم التالي مباشرة قام البدري بالاتصال برئيس نادي أهلي طرابلس وطلب حضوره للقاهرة للجلوس معه من أجل إنهاء جميع الاتفاقات تمهيدا للرحيل عن القلعة الحمراء. وبالفعل حضر السيد ساسي بوعون رئيس النادي الليبي للقاهرة وعقد جلسة مع البدري كانت بمثابة صفعة قوية للجنة الكرة ومجلس الإدارة لأنها كانت قبل ساعات من مباراة الفريق الهامة أمام سموحة في الدوري ب24 ساعة. وخرج البدري ليؤكد علي تلقيه عرضا مغريا من النادي الليبي وأنه يفكر بالفعل في مغادرة الأهلي. وترددت أنباء أن النادي الليبي قام برفع قيمة العرض المادي المقدم للبدري من مليون دولار إلي مليون و200 ألف دولار في الموسم أي ما يعادل 7 ونصف مليون جنيه في الوقت الذي تعرض عليه إدارة الأهلي التوقيع علي عقد لمدة موسمين بقيمة 200 ألف جنيه شهرياً أي ما يعادل 2,5 مليون جنيه في السنة أي أن العرض الليبي يمثل أربعة أضعاف العرض المقدم من الأهلي.