علي ما يبدو.. "فهمي علي قدي"؟ أحاول أن أفهم. ولكن بعض الأمور استعصي علي فهمها حتي الآن. حاولت سابقا أن أفهم سبب كل هذه الدماء التي سالت في أحداث مجلس الوزراء احتجاجا ورفضا لتعيين رئيس وزراء كنا نعلم جميعا أنه ومجلسه ذاهب.. ذاهب فهو مجلس مؤقت.. فلماذا تصاعدت الأحداث ودفع هذا الثمن الفادح.. "دماء الشهداء" وتكرر الأمر في أحداث محمد محمود لأسباب لم تتضح حتي الآن.. وتضاعف ثمن الدم فيها. كما حاولت أن أفهم سبب كل هذه الأزمة بين مجلس الشعب ومجلس الوزراء ورئيسه وطالب المجلس بسحب الثقة منه وعزله. وهو نفسه د. الجنزوري الذي كرم فيما بعد وتم الاحتفاء به من نفس الأغلبية والإشادة بسياساته بل وتطبيق الشق الاقتصادي منها تقريبا؟! فلماذا كان الخلاف الذي مازلنا نتحمل تداعياته. ثم حاولت أن أفهم أسباب أكبر كارثة إنسانية رياضية عبر التاريخ. والتي راح ضحيتها 74 شهيدا في عمر البراءة والشباب نتيجة غدر وإجرام لم تتضح أسبابه. وقد تتضح علي ضوء ما يصدر من أحكام يوم 26 يناير. لا أصدق أنه "فقط" نتيجة عن خلافات وصراعات بين شباب الألتراس هنا وهناك. المسألة لا يمكن أن تسفر عن كل هؤلاء الضحايا الأبرياء.. 74 شهيدا في 17 دقيقة.. لا تحدث في أقصي المعارك الحربية.. ولا يمكن أن يكون الضحايا كلهم من جانب واحد فقط. إلا إذا كانت نتيجة مؤامرة وغدر "مبيت بليل" كما يقولون. لم أفهم حتي الآن حقيقة المحرضين.. وهل تسفر عنهم الأحكام.. أتمني الخير لهذا البلد. وحتي يرتدع الآثمون ولا تتكرر هذه الأحداث الإجرامية وأين؟.. في ساحات الرياضة. كما لم أفهم أنني لم ألمس ندما أو اعتذارا ليس فقط من المجرمين.. والمتهمين بالقضية. ولكن قبلهم كل من كان مسئولا وقتها.. حتي ولو لم يكن مسئولا عنها!! ألم يكن الشعور بالأسف والندم والاعتذار كفيلا بأن يخفف من وطأة الإحساس بالغضب والأسي لدي أسر الشهداء وذويهم؟.. ألم يكن هذا الشعور كفيلا حتي بتخفيف الضغوط علي المدينة التي شاء سوء حظها أن تكون مكاناً لهذه الأحداث الكارثية البائسة؟ بالعكس شاهدنا مسئولين - بلا مسئولية - يذكون نار هذه المأساة لدغدغة مشاعر مجموعة من أهل هذه المدينة التي نقدرها كلنا والتي أكرر - شاء سوء الحظ أن تكون مسرحا للأحداث - متناسية مسئوليتهم عن مصالح المدينة ومعظم أهلها.. مازلت لا أفهم؟! كما مازلت لا أفهم كل هذا الغضب عن سوء النتائج والأداء للمنتخب القومي أمام غانا وكوت ديفوار هل جاء اللقاءان ونحن في أحسن درجات الاستعداد وفي قمة الجاهزية والبدنية؟! طبعا لأ.. حتي لاعبو الأهلي وهم الأجهز بين لاعبي مصر. شاركوا في هاتين المبارتين.. عقب العودة من إجازة قاربت الأسبوعين. وبعد نهاية مشوار شاق إفريقيا وعالميا قدموا فيه ما يفوق المنطق والطاقة. أقول في هؤلاء شاركوا وهم يعانون من الإرهاق وفقد اللياقة البدنية والذهنية.. حتي من كثرة الإصابات فهل كان متوقعا أن نبدع ونجيد ونفوز علي فريقين هما الأقوي إفريقيا. والأكثر جاهزية بما يملكانه من نجوم عالمية. بل وهم في أقصي درجات الاستعداد فهما مقدمان بعد أيام علي خوض منافسات بطولة الأمم الأفريقية. هل كان متوقعا أو مطلوبا الفوز في ظل هذه الظروف؟ زعلانين ليه.. وبأمارة إيه؟ حد فاهم.. أنا مش فاهم! عدلي