أفاد مدرب غانا غوران ستيفانوفيتش في تقرير أن بعض لاعبيه قد لجأوا إلي أعمال السحر. وهذه عادات ليست جديدة في عالم كرة القدم الأفريقية. اذ لاتزال الفرق الأفريقية تلجأ إلي السحرة والمشعوذين طلبا للمساعدة أو لزعزعة الفريق المنافس.وكان مدرب غانا قد اتهم بعض لاعبيه باللجوء إلي هذه العادات. المسماة أيضا ¢جوجو¢. خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت مؤخرا. واستخدام السحرالأسود في حد ذاته في كرة القدم ليس جديدا. لكن الجديد في الأمر هو أن أفراد الفريق يستخدمونه ضد بعضهم البعض وليس ضد منافسيهم. ويري ستيفانوفيتش الذي شدد في تقريره علي الانقسامات العميقة السائدة داخل فريق غانا حيث قال ¢علينا جميعا أن نساهم في تغيير عقليات بعض اللاعبين الذين استخدموا ¢السحر الأسود¢ لتدمير بعضهم بعضا¢. هذه التصريحات لم تفاجئ أبدا سارفو غيامي اللاعب الغاني الدولي السابق الذي وصل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية في 1992 حيث قال ان هذه الأمور كانت دائما موجودة لكن اللاعبين كانوا يستخدمون أعمال السحر الأسود علي أنها وسيلة للحماية وجلب الحظ عموما ولم أسمع أبدا بأن اللاعبين يستخدمونها ضد زملائهم من الفريق نفسه. هذا وضع مشين للغاية¢. السحر حاضر بدرجة كبيرة في كرة القدم الأفريقية. لذلك فخلال المنافسات الرياضية المهمة التي تنظم في القارة. تلجأ المنتخبات الأفريقية إلي خدمات ساحرأوعراف يستخدم السحر الأسود ويخاطب الآلهة لزعزعة الفريق المنافس. وفي هذا الصدد. تدفن غالبا أشياء تحت أرضية الملعب حيث ستجري المباراة. وإذا وطأ أحد المنافسين بقدميه في المكان الذي دفنت فيه تلك الأشياء فإن توازنه سيختل! بعض المشعوذين يستخدمون أيضا خلال المباريات أنواعا من الشراب وأوراقا مدونا عليها تعاويذ ويرددون عبارات سحرية. طلب كثير من الرياضيين من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منع استخدام السحر الأسود لانه يسيء لسمعة كرة القدم الأفريقية. ومن ثم فإن العديد من الاتحادات الأفريقية. مثل الاتحاد السنغالي. تمنع عادات السحر هذه المسماة أيضا التحصين بالشعوذة في محيط ملاعب كرة القدم. وقال احد الاخصائيين انه حتي لو لم يؤمن لاعب من اللاعبين بهذه الأعمال فهو بحاجة إليها لكي يطمئن. هذا يشبه الدواء الوهمي. فمثلا لكي يؤدي اللاعبون مهمتهم علي الملعب علي أكمل وجه نجدهم يستحمون عدة مرات بطريقة تقوم علي السحر فيكون الحمام بواسطة أعشاب وجذور أعشاب. ولاننسي في مصر كان الكابتن محمود الجوهري رحمه الله يأمر اللاعبين بوضع ورقة مكتوب عليها آيات قرآنية وتلصق علي اليد ¢بالبلاستر¢ وكان المدرب الانجليزي الان هاريس مدرب الاهلي المصري يلبس نفس ¢التيشرت¢ في كل المباريات برغم انه اصبح قديما ومتهالكا. وحتي اعتزاله كان محمود الخطيب ينزل للملعب آخر واحد وحاولت انا في احدي المرات النزول بعده ولكنه اصر علي التأخر مما استدعي الحكم توجيه اللوم له. وكذلك كان يفعل طاهر ابو زيد مما حدثت بينه وبين الخطيب في كثير من المرات مواقف تأخرت فيها ضربة البداية. الفرق الأفريقية ليست وحدها من تلجأ إلي هذه العادات. إذ يستعين لاعبون أوروبيون أيضا منذ زمن بعيد بطقوس ومعتقدات خرافية لجلب قدر أكبر من الحظ خلال المباراة. وكان عالم الحيوانات ديسموند موريس قد طرح من قبل مسألة الدجل في كرة القدم الأوروبية وفي هذا الكتاب يعرّف موريس مختلف الطقوس مثل تقبيل عارضات المرمي أو فرك مقدمة الأحذية أو عدم الخروج من الملعب في آخر الصف. ويري موريس أن بعض هذه الطقوس يمكن أن يبدو غريباً لكنها تقوّي الثقة بالنفس عند اللاعب ومن ثم تعطيه الحماس. هكذا يعتقد البعض .. اما نحن فنذكر قول الله تعالي: "ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَي" - "طه: 69".