من بداية حكومتنا الالكترونية، وأنا بسأل نفسي هي ليه " الكترونية "، وبستغرب لما بدخل أي جهة حكومية ومبلاقيش ريحة أي حاجة " الكترونية " !! انهاردة بقى اضطرتني الظروف للذهاب إلى محكمة الأسرة لاستخراج صورة من إعلام وراثة، عصرت على نفسي ليمونة، وتمالكت أعصابي وأخدت نفسي على هناك، حيث المكان الذي تشعر وكأنه قبر وتحول لمحكمة ..مظلم ..قمامة في كل مكان، مكاتب متهالكة، وطبعاً لن أصف تعامل الموظفين؛حيث البيروقراطية وختم من هنا واطلع الدور السابع لتقدير الرسوم وانزل لختم الأوراق وأطلع تاني أمضي وهكذا.....!! المهم بمجرد وصولي لهناك؛ واقترابي من مبني المحكمة لقيت الناس بيقولولي " لا المحكمة اتنقلت من هنا "، !! قلت بصوت مسموع " طيب الحمد لله "، افتكرت في نفس المكان بس مبني مختلف، ولكني الحقيقة المرة انه كان في مكان تاني خالص.. المهم قلت " يلا مش مشكلة ومشوار يفوت وأخلص بقي الأوراق دي " ركبت الميكروباص حسب وصف الناس وطلبت من السائق ينزلني أمام المحكمة ... اللي عايز المحكمة " ده صوت السائق "، وأنا ببص يمين وشمال فين المحكمة دي؟! ايه ده ..ايه المبني النضيف ده ؟!، مكتوب محكمة حلوان ...يا سلاااااام فرحة ما بعدها فرحة . اقتربت بنشوة ودخلت لقيت صالة استقبال نظيفة، وكراسي للمواطنين، ومكتب وراء لوح زجاجي، وموظف يبستم للناس ..اقتربت منه - وأنا مش مصدقة نفسي – لو سمحت عايزة اعمل ....." وصف لي أروح فين وكمان ب" ابتسامة " يارب أنا بحلم ولا إيه ؟ وأخر الطرقة وجدت مكتب مكتوب عليه " للمساعدات القانونية " خبطت ودخلت ..ايه ده؟! يارب ده كتير !!! لقيت مكاتب نظيفة وشباب " زي الورد ". اقتربت من أحدهم وقلت " عايزة صورة من اعلام الوراثة " قال لي بطاقتك ولقيته فتح جهاز كومبيوتر وكتب لي طلب - أخيرا لقيت حاجة الكترونية - قلت في سري الحمد لله واضح ان " بلدنا فعلاً بتتقدم بينا" واننا ظالمين الحكومة وفيه تطوير بيحصل وادي البشاير. وأخدت الطلب وقال لي اطلع الدورالثاني ل" مدام مني " وطلعت الدور التاني عشان الاقي كل أحلامي بتقع مني على السلالم مع أول مكتب أدخله عشان اسأل على "مدام مني " حيث تلاشت الصورة الالكترونية التي انطبعت في ذهني من ثواني معدوده لأجد مكاتب عليها أوراق كثيرة ،وملفات أكل عليها الدهر وشرب، وطالع من بينها موظف ماسك بايده اليمين ساندوتش وايده الشمال كوباية الشاي . "لو سمحت فين مدام مني " ....محدش بيرد، قربت من موظفة تانية "لوسمحت مدام مني فين "، من غير ما تبصلي "، في المكتب اللي على اليمين. " حضرتك مدام مني ؟" - وابنك في سنه كام دلوقتي ؟ الموظفة بتكلم زميلتها - " لو سمحتى مدام مني فين ؟! - قالت لي " نعم انا ... - عايزة صورة من اعلام الوراثة والرقم اهو - ده من 2007 كنتي فين ده كله ... - لا حضرتك انا استلمته انا عايزة صورة " مع اني لسه قايله كده بس معلش اكيد هي مشغولة بحاجات أهم " - طيب فين الصورة اللي اخدتيها قبل كده - مع المحامي أنا محتاجة نسخة تانية عشان اجراء مختلف -هاتيها من المحامي - لا هو في محافظة تانية وأنا محتاجة الصورة دي انهاردة ضروري - وأنا مالي ...أعملك ايه يعني هاتيها وتعالي يوم تاني.. - وافرضي ضيعها أنا عايزة واحدة تانية - خلاص غيري المحامي - في سري طبعا" مش موضوعنا " ...طيب إيه الحل؟ وبعد ما حسستني انها هتعملي خدمة العمر، وهتتعب نفسها وتفتح الدفتر اللي قدامها، فتحت شوية ودورت، - بصيغة أمر " افتحي الدفتر ده ودوري فيه " انا طبعاً بسرعة نفذت الأمر ..مش عايزة انرفز سيادة الموظفة ...فتحت لقيت مكتوب 2009 وبقول لها حضرتك انا عايزة 2007!!! - حضرتك عايزة 2007 !!! - حضرتك عايزة 2007 !!! والله ما فاكرة قلت الجملة دي كام مرة بس أصل حضرتها مكانتش سامعاني كانت بتتكلم مع زميلاتها في الخضاروالعيال...أخيرسمعتني الحمد لله : - ايه بتقولي ايه ؟ - حضرتك عايزة 2007 - ياااااه لا يا حبيبتي كان نفسي اخدمك بس ده بقي هتلاقيه في "مجمع التحرير" - نعممممم. وطبعا الساعتين الأذن من الشغل انتهوا من زمان ...واخدت نفسي وأنا مش شايفة قدامي وركبت لأقرب مترو ألحق الشغل ..... تليفوني بيرن : دي ماما - ايوة يا ماما... - انا روحت مجمع التحرير قالوا لي " مش هنا " وانه موجود في " حلوان " حالة ذهول اصابتني وغالباً الضغط ارتفع وصوت من جوايا بيصرخ ...وعرفت ليه بلدنا حالها بالشكل ده !!