على مستوى العالم فيه آلاف الفنانين، لكن قليل جداً منهم اللي يصلح إنه يكون أسطورة، رمز لوطنه، علامة من علامات الجيل اللي ظهر فيه، ومن القليلين جداً دول... عمرو دياب . من أول "حمد الله عالسلامة" سنة 1986 لحد "أصلها بتفرق" سنة2010 وعمرو دياب بيغني وإحنا معاه، وكإنه بيحط الموسيقى التصويرية لقصة حياة جيل بأكمله، جيل كان ممكن يفضل تايه وبلا هوية، بعد ما كانت الصورة العامة للمطرب بعد عبد الحليم حافظ إنه يا إما واحد بيغني أغاني هابطة، يا إما واحد هيموت و يبقى عبد الحليم في غير زمن عبد الحليم . لحد ما جه عمرو دياب عشان يكون صوتنا و شخصيتنا، بعد ما أثبت - بموهبته وطموحه وذكائه - إن الجيل ده يستحق إن يكون له فن خاص بيه بيجمع بين رقي الماضي وروح العصر،يعنى إحنا مش بنتكلم عن واحد بيغني وخلاص, إحنا بنتكلم عن حد وضع بصمة قوية في تاريخ الفن . حد لما تسمع أغانيه تحترمه لأنك بتستشف منها على طول إنه بيحترمك وبيسَخَّر كل موهبته وإحساسه وفكره - اللي بيتطور طول الوقت - عشان يهديك في النهاية أغنية تستمتع بمزيكتها, تحس كلامها, تعيش مع الصوت.. أغنية تستحق إنها تبقى جزء من تاريخك الشخصي، ولأن دايماً فيه فرق بين النجاح والتفرد.. فهي دايماً أغنية مش زي أي أغنية تانية . حتى لما مثِّل.. التمثيل ما كانش نقطة قوته صحيح، لكن أفلامه كانت علامات،زي"أيس كريم في جليم" اللي أرسى دعائم السينما الشبابية، في وقت كانت السينما بتئن فيه من أمراض الشيخوخة، فيلم ببساطة عن شاب عايش في كوخ صحيح.. لكن فاتح دراعاته للدنيا اللي بتلطش فيه يمين وشمال عشان يحقق أحلامه، وفيلم "ضحك ولعب وجد وحب" مع عمالقة التمثيل.. العالمي "عُمر الشريف" و "يسرا"، واللي بيقول إن الحب يقدر يخلي اتنين ضايعين يعملوا عيلة . لما نتكلم عن عمرو دياب نبقى بنتكلم عن فنان عالمي، مش بمفهوم الجوايز فقط.. ولكن لأن فنه كان على درجة من الجودة والتفرد خلاه يكون سفير لمصر في كل مكان، وخلى الناس في تركيا وفي الهند - اللي في أقاصي الأرض - تترجم أغانيه للغاتهم، ويخليك لما تشوفه في حفلة أو في أي حدث في أي مكان.. تتنفس وترفع راسك وتقول "ربنا يحميك يا ابن بلدى يا جامد" . ومن نجاح لنجاح.. عُمْر النجاح ده ما أغراه إنه يكرر نفس الفكرة مرتين، لأن فيه فرق بين حد عايز ينجح السنة دي وحد عايز يصنع تاريخ، ويعبر جداً عن الفكرة دي.. إنك بتواجه صعوبة لما تحاول تحدد أغنيتك المفضلة لعمرو دياب، لأن كلهم على قدر عالي من الروعة، عمرو دياب مش مجرد مطرب تحبه و تعلق له بوستر على الحيط، ولكنه من القليلين اللي لما تشوفهم يخلق فيك الحماسة إنك تبقى كويس, تبقى زيه كدة بتحب شغلك و مميز فيه وعندك أخلاق، وتظهر حبك لعيلتك طول الوقت . عمرو دياب فنان استطاع على مدى سنوات وسنوات.. ولحد اللحظة اللي بتتكتب فيها السطور دي إنه يضع إسمه بين عمالقة الفنانين في العالم برصيده الضخم من الفن الراقي، وفكره المتجدد، كل ده خلى نجاح عمرو دياب أشبه برقم قياسي يستحيل كسره، ويخلينا وإحنا كعادتنا مستنيين ألبومه بلهفه، نقول له "ربنا يحميك يا ابن بلدنا يا جامد"، مش لإننا بنحبك.. لكن لإنك رصيد لمصر .