أريد حبا وحنانا

متستغربوش من العنوان .. أصل أنا قعدت أدور هو إيه اللي المفروض الواحد يريده في الزمن ده.. لقيته قليل قوي ويكاد أن يصبح معدوما!!
يعني مش معقول هكون إنسانة مبذرة، وأروح أميّل على حبيبي وأهمس له في ودنه بكل حب ورومانسية وأقول له: "حبيبي ... أريد خبزا وحنانا"!! لإنه هيرد رد مقنع جدا وهيقول لي: "يا حبيبتي هو يعني إيه خبز اصلا!! أنا آخر مرة سمعت عنه كانت أيام الابتدائية وكان على طشاش كده!"
ولا أكون إنسانة بتحب الفشخرة مثلا وأقول له: "أريد طماطما وحنانا"!! ساعتها وشه هو اللي هيبقى لون الطماطم، وهيزنهر ويقول لي: "يا حبيبتي بلاش تبقى مادية !! طب بذمتك أدخل عليكي بكيلو طماطم، ولا بسندوتش طعمية أحسن؟".. الصراحة بيعجبني منطقه جدااااا، أكيد الطعمية أحلى وأوفر وألذ في بعض الأحيان!
ومش معقول برضه أكون مش حاسة بيه لدرجة إني أقول له: "حبيبي أريد لحما ودجاجا وحنانا"!! ساعتها مش متوقع إيه هيكون رد فعله، بس أكيد هيثور ويجول ويتحول ويقول لي: "أموت وأعرف إنتي بتجيبي المصطلحات المنقرضة دي منين؟"
حيث أن الأغرب والأعجب لما أروح اقول له بقى: "يا حبيبي يا نور عيني أريد بصلا وحنانا!! ثوما وحنانا!! فاصوليا وحنانا!! كوسة وحنانا!! خوخا وحنانا!!"
حبيبي مصدقش اللي بيتقال له.. من صدمته فقد القدرة على النطق مؤقتا وكتب لي رسالة نصها الآتي: :حبيبتي مالك؟ بقالك كام يوم مش عاجباني؟ وبتقولي كلام غريب عجيب ومش منطقي.. دجاجا ولحما وبصلا !! يا حبيبتي تحبي أوديكي لدكتور نفساني!"
بعد كل ده المفروض إني أروح له تاني أقول له أريد خروجا وحنانا مثلا!! لا يفتح الله .. الواحد ياخدها من قصيرها أحسن وميريدش حاجة من أساسه .. ولو إني إكتشفت إن أرخص حاجة حاليا هي المشاعر .. وليها مميزات كثيرة مش موجودة في أي منتج .. فهي متوافرة دائما .. مالهاش موسم ... تكاد تكون ببلاش (مش ببلاش قوي يعني) .. ليس لها تجار احتكار ... بعيدة عن أنظار الحاكومة ... تزرع بأقل التكاليف، وأقل الإمكانيات المتوفرة، فابتسامة واحدة تكفي لطرح خزين أسبوع !!
طب تعالوا فكروا معايا كده.. إيه المشكلة لو فطرنا حنان وحب! واتغذينا عشق وهوى ! ومش ضروري نتعشى ننام.. خفيف خفيف
على فكرة .. إحنا شعب مادي جدا ويفتقر إلى التفكير الصائب .. يعني الحلول متوفرة وفي متناول الجميع أهي .. بس إحنا اللي مبنشوفش النعمة اللي في ايدينا !!!
خسارة يا بلد!!!