أنا من ناداني الفرح فأعرضت عنه، حتى لا أحزن لفراقه فيرحل النوم عن أجفاني، فاسْتَعْجَبَ الفرح من أمري.. قلت لماذا تتعجب وأنا أسيرة زماني، وزماني يرفض الفرح وأنت يأمرك زماني، فاتركني لأن الحزن في جذوري قد عاش، وظهر على أزهاري فأذبلها بعدما نما في أغصاني، غربت شمسي وغاب قمري فمن أين النور؟ وكيف الأماني؟ . ناداني الفرح والحزن معاً.. لكنْ الحزن كان صوته أعلى فسمعته أولاً، وعندما ناداني الفرح.. نسيت ابتساماتي، فكان الأجدر لي أن أطيع الحزن لأنه أول من ناداني، والحزن قاسي فأجبرني على الدموع وسهر الليالي، وأدخلني عالم الخوف الذي انغرس في أعماقي، واليأس صاحبني وأصبح جزء من إحساسي، طلبت من عالمي الحنان حتى لا أخضع لكابوس المآسي، وحتى لا يَضيع الأمل فرأيت عالمي أناني . كدت أخضع لطلب الرحمة لكن زماني عند الرحمة بخيل.. فكيف ينطق لساني، اختبأت وراء مجهول وناديت ولم يصغي أحد لندائي، لكني عزمت الصمود ولن تهزمني أساطيل زماني، سأتحداه وأكون كالأسد في ثباتي، فأخبرني أيها الفرح من هو الجاني .