أحيانا بيكون في حياتنا ناس زي أمهاتنا، ممكن تكون مجرد صديقة للعيلة أو الخالة أو العمّة، ممكن تكون الدكتورة بتاعتنا أو ناظرة المدرسة أو جارتنا في العمارة.. وممكن تكون "ميس عزة"...!! من يوم ما اتولدت، وهى كانت معايا، كانت جارتى فى العمارة، ساكنة فى الدور اللي فوق منى على طول، الأول كانت فاتحه عندها فى البيت حضانة لأولاد العمارة الصغيرين، علشان لما أهلهم يروحوا الشغل ما يقعدوش لوحدهم. وماما كانت بتوديني عندها، أقضى عندها اليوم كله لحد لما لما ترجع من الشغل وتاخدنى، يعنى عشت فى بيتها فترة ما قبل المدرسة دى كلها، كل يوم ما عدا الجمعه يعنى، وزمان ما كانش السبت أجازة ولا حاجة،كانت بتأكلنى وتلعب معايا وتنيمنى كمان، ولما كبرت شوية ودخلت المدرسة، كانت هى المُدرّسة بتاعتى، من أول ما دخلت الحضانة ولحد ما وصلت 3ابتدائى، خمس سنين ورا بعض، بروح معاها المدرسة الصبحية، وبتدرس لى فى الفصل، ولو فيه حاجة مش فاهماها كنت بطلع لها وهى تشرحها لى وتفهمها لى. خمس سنين كانت بتدرس لى كل المواد، ماعدا الإنجليزي والقرآن من أولى حضانة ولحد تالتة ابتدائي، ميس عزة جزء من تاريخى ومن طفولتى، أثرت فى شخصيتى بطريقة كبيرة، سواء أدركت ده أو لأ، كنت بحبها قوى وبحب أقلدها فى كل حاجة، طريقة مشيتها وطريقتها فى الكلام، كنت شايفة إن الحب إنى أقلّدها، وأحاول أبقى زيها، وكنت كمان بحب أى حد فيه شبه منها من قريب أو من بعيد. من فترة كده طويلة شوية، كذا سنة لورا كده، أنا سافرت سنة بعيد عن العمارة، ظروف عائلية بقى، ولما رجعت لها لقيت ميس عزة عزّلت، مشيت وسابت العمارة وما أعرفش عنها أي حاجة خالص، ولا معايا نمرة تليفون ليها ولا عنوان ولا أي حاجة. مش عارفة أوصل لها، بس ممكن بأى طريقة تقرأ الموضوع بتاعي،وممكن حد يعرفها يقرأه ويوصلهولها،أنا بجد عاوزة أقول لها: "أنا بحبك قوى يا ميس عزة ووحشانى قوى، إنت فعلا من الناس القليلة اللي أثّرت فى حياتى وفى شخصيتى مع إنى كنت طفلة صغيرة، بس صدقينى لحد دلوقتى بفكر فيكى وأحيانا كمان بحلم بيكى بالليل، وعلى فكرة أنا لسّه فى نفس العمارة، بس كبرت شوية ومابقتش فى نفس المدرسة، أنا دخلت الجامعة دلوقتى،وقربت أتخرج كمان. نفسى لما أتخرّج أعمل حفلة كبيرة وأعزمك، ونفسى لما آجى أتجوز أعزمك على فرحى، علشان تشوفى بنتك الصغيرة وهى عروسة كبيرة، ونفسى أشوف محمد ووائل إخواتى الكبار، وأشوف ولادهم (ما هم أكيد اتجوزوا وخلّفوا). نفسى أشوفك بجد، وحشتينى". نشرت بمجلة كلمتنا شهر 5 / 2010