عشق الصين .. حضارة تستحق القراءة المتأنية .. فى أطار فعاليات النشاط الثقافي بين مصر والصين تقام أحتفالية كتاب " عشق الصين " للكاتبة همت لاشين بقاعة الصالون بدار الحرس الجمهورى فى الثالث من ديسمبر القادم تحت إشراف الباحث يسرى الخطيب ومناقشة حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير مجلة الصين اليوم والشاعر محمود الديدانومى والناقد نادر عبد الخالق .. وجدير بالذكر أن الكتاب يعد موسوعة شديدة الأهمية لفهم أبعاد النجاح الصينى فى شتى المجالات ولعلنا نجد بين ثنايا مقدمة الكتاب الكثير من الكنوز التى نبحثها عنها بين ربوع الشعب الصيني حيث تقول همت لاشين : ثلاثون عاماً في حدائق الصين الثقافية، أنهل من ثمارها وأشم رحيقها، وأتعرف على عاداتها وتقاليدها، لأعرف هذا الشعب العظيم، الذي كانت له إسهامات عظمى في صنع الحضارة الإنسانية القديمة.. وما زال حتى يومنا هذا يدهش الحضارة الإنسانية المعاصرة بسرعة تطوره ونجاحه وكثرة إنجازاته وإبداعاته. كلما زرت أثراً من آثار الصين وأوابدها، أو اطلعت على إحدى مخطوطاتها، أو حتى قرأت جانباً من كتب الأدب الصينى قديماً وحديثاً، ازددت احتراماً وتقديراً لهذا الشعب صاحب الحكمة والتاريخ العظيمين. لكن، هل دراسة اللغة الصينية كانت تكفي وحدها للتعرف على هذا الشعب العظيم؟ الإجابة بالتأكيد: لا؛ فلكي تقترب من أي شعب، لا بد لك من التعرف على عاداته وتقاليده، وماذا يحب وماذا يكره، وما الذي يبكيه وما الذي يضحكه، وكذلك على حِكَمِه ومأثوراته ومعتقداته وأخلاقياته.. فعندئذٍ فقط يمكن أن نقول إنك اقتربت من طبائع هذا الشعب وأصبحت تفهم قضيته وطموحه. فالصينيون شعب يتكلم بالحكمة ويعتز بتاريخه حتى يومنا هذا؛ لذا فهو يحتاج إلى شكل خاص في التعامل، وهم طيبون وصبورون، ومن خصالهم البساطة والقناعة. ولكن بعد الانفتاح الأخير على العالم أصبحت طموحاتهم لا حدود لها، فهم حرفيون مهرة وتجار بارعون ورجال أعمال طموحون. لقد غزوا أسواق العالم في السنوات العشر الأخيرة بكل ما يحتاج إليه البشر وفي كافة المجالات وجميع شؤون الحياة، فقد انطلق المارد الصيني العملاق فوقفت الأمم المتقدمة مبهورة أمام ما يحدث في الصين، وباتت كل الدول تحسب ألف حساب للتنين الأصفر وتخطب وده وتتمنى رضاه، كيف لا والصين اليوم دولة كبرى، فضلاً عن أنها طرقت أبواب الفضاء وأرسلت الرحلات لاستكشافه.