كشفت مصادر مطلعة، أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" التي ستدخل المرحلة الأولى منها حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الثلاثاء تضمنت إجراء مفاوضات لاحقة لتحديد وضع "الأسرى الاستراتيجيين" بالسجون الإسرائيلية، وأبرزهم مروان البرغوثي القيادي بحركة "فتح"، وأحمد سعدات الأمين العام ل "الجاهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وعبدالله البرغوثي، وحسن سلامة القياديين في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس". وأضاف إن "حماس" تلقت ضمانات جدية من قبل مصر الراعي للمفاوضات، وأطراف أوروبية بإجراء مفاوضات مستقبلية حول هؤلاء الأسرى الذين لن تشملهم صفقة التبادل الحالية، وكان ذلك شرطًا لإبرام الصفقة. وأفادت المصادر أن الصفقة تضمنت كذلك تحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين وإنهاء كل الإجراءات الاستثنائية المطبقة ضدهم بالسجون الإسرائيلية في أعقاب أسر الجندي جلعاد شاليط، وإنهاء سياسات العزل لهؤلاء الأسرى ومن المقرر أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، حيث سيجرى تسليم مصر الجندي الأسير على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وستحتفظ به لحين الإفراج عن 477 أسيرا فلسطينيا، في إطار الصفقة التي تشمل الإفراج عن 1027 أسيرا على دفعتين، على أن يتم إبعاد 40 منهم إلى الخارج بينما سيتم إرسال 163 آخرين إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس". وأكد الدكتور طارق فهمي الخبير بالشئون الاسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن الجانب المصري يضمن بحسب الاتفاق التبادلية أو التزامنية بين تسلم شاليط والأسرى الفلسطينيين، لافتا إلى أن "حماس" تلقت ضمانات مصرية وأوروبية بالدخول في مفاوضات لاحقة لاطلاق سراح "الأسرى الاستراتيجيين"، خاصة وأن هذا الأمر مثل العقبة التي عطلت إبرام الاتفاق لفترة طويلة. وقال فهمي ل "المصريون" إن الجانب المصري سيتسلم شاليط أولاً، ثم يلي ذلك تسليم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم في المرحلة الأولى من الصفقة بحسب الاتفاق, مع تعهد إسرائيلي بعدم ملاحقتهم مجددا وهو أمر تضمنه مصر وأطراف أوروبية. ومن المقرر أن يكون وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس المكتب السياسي ل "حماس" خالد مشعل باستقبال الأسرى الفلسطينيين الشمولين في المرحلة الأولى لدى وصولهم إلى مصر. ويضم الوفد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق بالإضافة إلى نزار عوض الله ومحمد نصر وصالح العاروري وعزت الرشق ومن أصل الأسرى الأ 477 الذين سيتم الإفراج عنهم، سيسمح ل 131 فقط بالعودة إلى منازلهم في الضفة الغربية، على أن تفرض قيود على حركة نصفهم. وفي المقابل، سيتم ترحيل مجموعة مؤلفة من 203 فلسطينيين من الضفة الغربية، 145 منهم إلى قطاع غزة و40 إلى الخارج في دول لم يعلن عنها بعد. وسيرغم 18 آخرون على الإقامة في غزة لثلاث سنوات. وسيسمح لستة من عرب 48 بالعودة إلى عائلاتهم فيما يسمح ل 25 أسيرة بالعودة إلى منازلهن في غزة والضفة الغربيةوالقدس. أما الاسيرتان المتبقيتان، فستنقلان إلى الأردن وغزة بحسب ما أعلنت وزارة العدل. ومن بين الأسرى الذين سيفرج عنهم نائل البرغوثي المسجون منذ العام 1978 وأول امرأة في الجناح العسكري لحركة "حماس" أحلام التميمي التي حكم عليها ب 16 عقوبة مؤبد لتنفيذها عملية في مطعم في القدسالغربية أسفرت عن مقتل 15 اسرائيليا في التاسع من أغسطس 2001.