تقاس قوة الشعوب بوحدتها وتماسكها ولذلك يجب أن نقوم بعملية حسابية صغيرة لنقيس مدي قوتنا ونبدأ بسؤال هام ما هو مدى تماسك وترابط المجتمع المصري الآن؟ تفكر وتتعمق في الشارع المصري وتقوم بتشريحه لتخرج بنتيجة هامة ألا وهي أننا لسنا على وفاق في شئ وأننا دائما منقسمين فريقين ,فريق يؤيد وفريق يعارض وهذا حال سائر البلاد والمجتمعات ولكن بمصر الوضع مختلف ..جداً منذ بداية ثورة -25 يناير- ولن أقول المجيدة ,العظيمة,الملهمة لأنها مصطلحات مجرد كلمات تصف ولا تعطي شئ حقه , ونحن على اختلاف بين أن النظام السابق كان له أخطاء ولكنها ليست جسيمة وكان يجب تداركها وغفرانها لأن ما قدموه أكثر بكثير مما أهدروه وفريق آخر يرى أن ذلك النظام السابق كان لابد من محوه ومحاسبته على كل جريمة قام بارتكابها في حق الوطن من فقر وظلم ومرض وانتهاك حقوق الأنسان الذي لم يستطع العيش بكرامة طوال مدة حكمه . وإنقسمنا الى ( إحنا آسفين ياريس ) و ( مش هتشمت فينا ياريس ) ثم جاء الاستفتاء وظهرت فذاعة أخرى باسم الدين فهناك من يقول لا من الشبطان ونعم من الأيمان وتلاعبت بنا أيديهم بين نعم ولا وبالنهاية ضرب بكلتا الكلمتين عرض الحائط ,هذا لا يمنع إضافة بعض البهرات على الوجبة الشهية مصر لإثارة الرأي العام والدولي مثل فتنة طائفية وتهديد باللجوء الدولي وقضايا النوبة , وهذا منبعث من الموروث الديني بمصر ,قالها لي رجل عجوز منذ 4 سنوات نحن بمصر لسنا متدينين ولكن نلجأ الى الدين لأنه الملاذ الأخير دائما فالكثير لا يعرف ربه سوى في الأزمات والمشكلات نصلي ليغفر لنا الله الذنوب ونتضرع الى الله ليخفف عنا وطأة الفقر والظلم ونسينا أن الله هو الله في السراء والضراء لذلك يسير الشعب المصري وراء كل من يبدأ حديثة باسم الله ولكن لا نبحث فيما وراء ذلك ونسلم به. الأحداث المؤسفة في العباسية جاءت نتيجة الأنقسام ولا نعلم من وراءه حتى الآن ولا أعلم كيفية الصدام بالجيش والمجلس العسكري الآن وتخوينه لأنه آخر ما تبقى لحماية الظهر ,البيان الذي جاء من المجلس العسكري كان مخيب للآمال لأنه لا يجوز ولا هو من الحنكة السياسية في شئ ,لأنه لا يجب أن نلقي بالتهم حول أي حزب أو جماعة أو شخص بدون دليل مادي ملموس يقدم للرأي العام لأنه لم يعد مغيبا بعد الآن ولا يأخذ أي شئ على أنه حقيقية مسلم بها ولا داعي لأثارته مرة أخرى وغير مبرر أيضا الكلام المرسل عن تمويلات خارجية خاصة أنها طالت أثنان من مرشحي الرئاسة الحاليين فاكشفوا عن الأسماء والأدلة التي تحت أيديكم لترتاح قلوبنا ونتأكد من هذا فنقول لعن الله 6 أبريل أو لعن الله من أطلق هذه الشائعة أكثر ما قد يغضب الثائر أو صاحب الحق هو اتهامه بالخيانة لأنها تعد طعنة نافذة بقلبه ولأن قلب الوطن مازال مجروح فأتوسل أليكم أرحموه جففوا دموع الأمهات والأطفال وابعثوا بالطمأنينة في قلوبهم ,حركة 6 أبريل من أول الحركات السياسية التي نادت بالثورة على الظلم والظالم وبثت روح جديدة في أنفس المصريين فعند اتهامها بالخيانة أصحبوها بالدليل والا فلتصمتوا دهرا . أخشى على مصر من الفتنة التي بدأت بوادرها فهناك من أصيب بأحداث العباسية وهناك من حطمت سيارته- بيد من – هذا هو ما نريد أن نعرفه ,حدث في رواندا مجزرة عام 1994 استمرت 100 يوم .. راح ضحيتها ما يقرب مليون شخص 800 الف موتى و100 الف معتقلين و100 الف فاريين خارج البلاد , وكانت نتيجة الحرب الأهلية بين قبيلتين قبيلة التوتسي وقبيلة الهوتو التوتسي هي واحدة من ثلاث شعوب تعيش في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية وخصوصاً في رواندا وبوروندي، اما الشعبان الآخران هما الهوتو و التوا ويبلغ تعداد شعب التوتسي 2.5 مليون معظمهم كاثوليك وأقلية مسلمة. ويمثل التوتسي ما نسبته 15% من سكان رواندا بينما يمثل الهوتو 84% وقد تعرض التوتسي إلى إبادة كبيرة خلال الإبادة الجماعية في رواندا قتل فيها مئات الألاف من التوتسي الإبادة وقعت في إبريل 1994 حيث تعرضت الامة الأفريقية الصغيرة في رواندا الي أكثر الابادات الجماعية في التاريخ في القرن العشرين. تمت بواسطة حدث سياسي خطير قام علي أساس الدعاية العنصرية من مجموعة الأغلبية هوتو وقاموا بذبح أكثر من تمانئة الف فرد من جماعة الاقلية التوتسيي في مدة 100 يوم بواسطة استخدام المنجل ويذكر أن كانت قبيلة الهوتو تمتلك اذاعة فكانت تستخدمها في هذه الحرب الأهلية حيث تعرف بمكان تواجد أفراد من قبيلة التوتسي فتذيع مكان تواجدهم فيهرولوا الى هناك لإبادتهم. وقد تم تفسير هذه الصراع علي أساس التنافس القبلي بين الجماعتين الممتد منذ قرون , هذا نتيجة التخبط وغياب الثقافة والفقر لا نريد مصر بهذا الشكل ,مرة أخرى أرحموا مصر أخرجوا علينا بالدليل القاطع والبرهان ليرحمكم الله .