كان كل شيئ في هذه البلد بحاجة لثورة .. ثورة موازية نخلع بها أنظمة التفاهة والأسفاف التي تغلغلت في كل المجالات.. الإعلامية والفنية والثقافية والأخلاقية .. تلك الأنظمة المسئولة عن تسطيح وتغييب عقول الالاف منا كنا نصنع نجوما من عجوة يصدعوننا نهاراً ونأكلهم ليلا عندما يشيبون .. لم يكن من المستبعد أن تصبح نجماً عندما تلبس بعضا من ستائر بيتك البالية .. أو أن تطل علينا بشعر صدرك الكثيف فتصبح فارس الأحلام .. و أحيانا أن تهذي ببعض الكلمات الغير مفهومة هي ضالتك المنشودة .. أو أن تتغني بكلمات إباحية مستترة المعني أو صريحة المعني لا يهم فانك في ثوان ستُعلق صورك علي كل الحوائط .. أن تغلق عينيك وتفتحها ببطء مع تنهيدة بسيطة في ثوان ستصير ملك الرومانسية والسهوكة في السينما المصرية .. والغريب بأن كل هؤلاء وحدهم هم من وقفوا ضد الثورة ودافعوا عن النظام الفاسد !!!! اليست تلك مفارقة ؟ عندما كنت أقابل فناناً من إياهم .. و اسأله : بعد أن أصبحت الآن نجماً وتخطيت مرحلة الإنتشار ما الصعب الآن أن تقدم فناً جيداً و بصورة محترمة. أبتسم أحدهم ثم رفع يديه إلي أعلي وقال : ابداً سيحدث ذلك ثم نزل بيديه الي الأسفل قائلاً زيووووووو وأصبح هناك فريقين .. الفريق الأول الذي يقدم فناً ورؤية - وهم أقلية - يضحون بالنجومية والمال في مقابل تقديم ما يؤمنون به .. وفريقاً ثان نال النجومية والمال عندما روض فنه للإسفاف والأبتذال ورضي بأن يكون الفن له لقمة عيش فقط ... ووسيلة لنيل شهرة زائفة .. كنا بين الحين و الآخر نستمع إلي ألبوماً غنائياً جديراً بالإحترام ثم نعود لموجات الإسفاف والتفاهة مرة أخري ونعود لنسمع عملاًًًً جيداً ثم أعمالاً تافهة وهكذا دواليك الكثير من الحجج ساقها مقدمي هذه الأعمال الفنية تارة نزولاً علي ما يريده الجمهور ويقبل عليه .. و تارة التخفيف ع الشعب ماهو الشعب عايز يتبسط .. وتارة بتقديم موسيقي مختلفة وجديدة .. و بعدها لا هم قدموا ما يريده الناس فعلاً .. ولا هم أمتعوهم ولا هم حتي قدموا لنا موسيقي جديدة تحترم قبل ثورة يناير وأستسلم الغالبية منا ممن طالبوا بأن يقود الفن مهمة تغيير الذوق العام الي الأفضل بدلاً من الإنحدار به أكثر وأكثر بحجة تلبية رغبات الجماهير ..وأستوحش هذا الفكر والقائمين عليه وأخذوا يجروننا معهم لمزيد من الأنحدار ممن مرة إلي اخري حتي وصلنا الي الأسفاف الصريح والواضح والفج سمعاً ونظراً وأحساساً علقوا تفاهتهم وسطحية فنهم علي الناس وهم لا يعلمون أن الناس ربما يستمعون لهم كشيئ مسلي عابر لا يلتفون اليه يلتهمونه ك كيس لب يقزقزونه بلا أهتمام أو لم يدركوا انه عندما نفتح الثلاجة جائعين ولا نجد سوي حزمة كرفس ستناولها مرغمين ... لم يدركوا أن الناس مشتاقون لمن يحترم عقولهم وقلوبهم وسمعهم ويقدم له فناً اصيلاً غاب عنهم كثيراً إستمعت و إستمتعت للغاية بألبوم حمزة نمرة (( إنسان)) هذا الرجل الذي لم يرفع لنا شعر رأسة او يفرق بالموس حاجبية بل بكل بساطة اهتم بفنة وبما يقدمه لنا بعد ثورة يناير .. أحترم الثورة وآمن بها وأحترم بني قومة وأحترم نفسه قبل كل هؤلاء وقدم لنا فناً جميلاً كلاماً و لحناً و أداء ً كسر حمزة كل الحجج الفارغة التي صدعنا بها الكثير من المطربين من تقديم ما يريده الجمهور واللعب علي عواطف المراهقين والمجروحين والدامعين كسر حجة ان الناس لا تشتري البوما يتحدث عن الحياة و العمل والوطنية .. ف الوطنية يجدونها في اعياد اكتوبر .. و بطولات المنتخب القومي .. او وقوع حادث ارهابي حمزة قدم لنا معادلة فريدة في موسيقي راقية ومواضيع نعيشها و نمر بها يومياً .. ولم نسمعها من قبل في قالب غنائي بهذا الاحساس الصادق حمزة قدم لنا مايريد هو أن يقدمه ولم يلتفت إلي ما يريد الغاليية سماعه فأثري خيال وعواطف من كان ينتظر هذا القالب الغنائي .. واستقطب العديد ممن لم يكونوا يشعرون يوما انهم سيميلون لهذه النوعية من الاغاني .. واقتادهم بيديه لتغيير ذوقهم حمزة من الفنانين الذين أثبتوا صحة رؤيتنا بأن المجتمع في حاجة ماسة لهذا النوع من الفن الراقي وأن ما يسوقة هؤلاء المتاجرين بالفن حجج بالية وأعذار أقبح مما يقدمونه فنجاح وإنتشار أغانية أثبت بأن الفن قادر – وهذا دوره – بالنهوض بالفكر والذوق العام – وقادر أيضاً علي تغيير بوصلة إتجاه الشباب للفن الراقي الخالي من الإبتذال والألفاظ الأباحية .. هو ألبوم أقرب ما يكون لمحاضرات لذيذة للتنمية البشرية .. أقرب ما يكون لكبسولات وطنية تستطعمها بكل شجن وحماس .. روح جديدة بثها هذا الرجل في ستة عشر قبلة علي جبيننا ستة عشر كبسولة طاقة قدمها لنا حمزة الذي تحدث عن الإنسان البسيط و الحياة وعن الميدان والتعليم والغربة و الأمل واليأس والحب بين البشركل ذلك في قوالب موسيقية جديدة جمع في بعضها بين الموسيقي الشرقية والغربية بكل بساطة وبلا تفلسف أو ضجيج هل تصدقون إنه لم توجد أغنية واحدة رومانسية بالمعني الذي تعودنا عليه بين الرجل والمرأة .. ف حين أن كل أغاني المطربين الاخرين كل اغانيهم عن الحب فقط ؟؟ ألا ترون تلك مفارقة تستدعي التفكير .. في ألبوم واحد ناقش العديد من القضايا ومن خلال أغاني راقية ممتعة .. وألبوم آخر يتحدث عن شيئ واحد فقط و بلا طعم أو رائحة بداية معرفتنا به عن طريق فيديو بسيط لرجل يحمل جيتاره و يقف علي مسرح يغني أنا يا إسرائيل ويوجه رسالة من مصري بسيط الي إسرائيل دون المرور عبر القنوات الدبلوماسية البعيدة كل البعد عن أحاسيسنا .. من ذلك اليوم وتنبأنا بظهور فنان محترم توسمنا بان يظل علي نفس الطريق الذي رسمه لنفسه ولم يخذلنا بعدها حمزة .. كنا بحاجة وكما قلت من قبل الي العديد من الثورات الموازية .. نحتاج ثورة أخلاقية وثورة إنتاجية .. وثورة فنية بدأها حمزة والعديد غيره من الفرق الموسيقية المستقلة .. وبدأت تجني ثمارها بعد الثورة عن ذي قبل تحية لحمزة ولكل فريق العمل القائم علي هذة الكبسولات الفنية الرائعة و أقول للاخرين انظرو لتجربة حمزة وتدبروا .. ف حمزة .... راجل مش مان أخيراً .. حمزة والكثير من النجوم الحقيقون الذين قدموا لنا فناً محترماً مؤخراً هم نتاج الميدان ونتاج الثورة .. وك عظمة الثورة و نضالها وشرفها ظهروا هم كذلك وقد نالوا قبساً ليس قليلاً من شعلتها المقدسة علاء عزت يوليو2011.. http://www.facebook.com/actor.alaa.ezzat