في الوقت الذي يشتد فيه الجدل حول موعد الانتخابات التشريعية في مصر ، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يؤيد انتخابات شفافة وقائمة على المشاركة وشاملة ومفتوحة في مصر،أما التسلسل والتوقيت فمتروك للشعب المصري ليقرره. سلطة مدنية جاء ذلك في رد لمارك تونر، المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية على سؤال بشأن احتمال تأجيل الانتخابات البرلمانية في مصر إلى شهر نوفمبر، القادم بدلا من سبتمبر المقبل. وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر عسكري ، أن الانتخابات التشريعية المصرية، قد لا تُجري قبل نوفمبر القادم ، أي بعد نحو شهرين من موعدها المقرر، في أعقاب دعوة بعض التيارات السياسية إلى تأجيلها. إلا أن المصدر قد أكد أن ذلك سوف يتم في ضوء الالتزام من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بتسليم البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة . وفي سياق متصل كشف استطلاع أجراه معهد زغبي الدولي، لصالح مؤسسة المعهد العربي الأمريكي، أن شعبية الرئيس الأمريكي، باراك اوباما والولاياتالمتحدة في مصر والعالم العربي قد تراجعت وذلك بعد عامين على الخطاب الذي ألقاه الرئيس في القاهرة، ودعا فيه إلى انطلاقة جديدة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي . صورة مهتزة أظهر الاستطلاع أن صورة الولاياتالمتحدة في العالم العربي أصبحت أقل مما كانت عليه نسبة التأييد في آخر سنة من إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، الابن ، الذي قادت الولاياتالمتحدة في ظل إدارته تحالفا دوليا اجتاح العراق في العام 2003 . يذكر أن الاستطلاع قد اُجري بعدما القى أوباما خطابه في 19 من مايو الماضي، والذي عبر فيه عن دعمه للحركات المطالبة بالديموقراطية في العالم العربي . وقد شمل الاستطلاع أكثر من أربعة الاف شخص ُسئلوا عن رأيهم في 6 بلدان عربية وهي مصر والاردن ولبنان والمغرب والسعودية والإمارات ، عن طريقة إدارة اوباما للملفات الرئيسية في الشرق الأوسط . وكانت نسبة الشعبية الأكبر للولايات المتحدة في السعودية حيث أعرب 30% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم عن موقف مؤيد للولايات المتحدة. وفي المقابل، فان النسبة الأدنى سجلت في مصر، حيث وصلت بالكاد إلى 5% من المصريين الذين شملهم الاستطلاع. ورغم أن واشنطن وضعت ثقلا كبيرا علي القضية الفلسطينية والحوار مع العالم الإسلامي, فإن الاستطلاع أوضح أنهما نالا أدني نسبة الموافقة, حيث أعرب نحو80% ممن شملهم الاستطلاع عن خيبة أملهم من تعامل إدارة أوباما مع هذه القضايا مقابل أقل من9% فقط الذين اعتبروا أن الإدارة عالجت هاتين المسألتين بشكل جيد . وقالت غالبية من شملهم الاستطلاع في مصر والاردن والمغرب إنه من أجل تحسين العلاقات مع العالم العربي, يجب علي الولاياتالمتحدة أن تحل القضية الفلسطينية, أما في لبنان فطالب البعض بحل القضية الفلسطينية, فيما دعا آخرون إلي انهاء الحرب في العراق . ويقول د. جيمس زغبي، مؤسس ورئيس المعهد العربي الأميركي بواشنطن، في مقال له نشرته صحيفة الاتحاد الاماراتية، أنه حسب أفراد العينة المستجوَبين، فإن ثاني أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في المنطقة هي "التدخل الأميركي في العالم العربي" . وهذا ما يفسر لماذا لا يُنظر إلى الدور الأميركي في إقامة منطقة حظر للطيران فوق ليبيا على نحو إيجابي في معظم البلدان، مثلما لا يُنظر إليه باعتباره يساهم في تحسين مواقف العرب تجاه أميركا. ويتابع زغبي أنه عندما قُدمت للمستجوَبين قائمة بعدد من البلدان (مثل تركيا، وإيران، وفرنسا، والصين، والولاياتالمتحدة.. إلخ) وطُلب منهم تقييم ما إن كان كل واحد منها يلعب دوراً بناءً "في تشجيع السلام والاستقرار في العالم العربي"، أعطى ثمانية من أصل كل عشرة عرب تقييماً سلبيّاً للدور الأميركي - حيث صنف في مرتبة أدنى بكثير مقارنة مع دور فرنسا وتركيا والصين؛ وفي أربعة من ستة بلدان عربية، جاء في مرتبة أدنى حتى من إيران! ومن ناحية أخري، وجد الاستطلاع أن شعبية الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أكبر من شعبية الرئيس الأمريكي أوباما، حيث عبر 20? من المصريين المشاركين في الاستطلاع عن أنهم معجبون بسياسات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد. بيد أن الموقف الأمريكي المتردد إزاء الثورات العربية في بدايتها، خاصة تلك التي كانت ضد حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط في تونس ومصر، والتناقض الراهن في مواقفها من الثورات والاحتجاجات المستمرة في ليبيا وسوريا واليمن قد أدى إلى تدهور شعبية إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، والتشكك في حقيقة النوايا الأمريكية إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط . كما أن العرب دائما ما ينظرون الى القضية الفلسطينية على انها حجر الزاوية لاحداث الاستقرار في الشرق الاوسط والولاياتالمتحدة لم تحقق أي تقدم يذكر على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي. خاصة بعد فشل المفاوضات المباشرة بين الطرفين برعاية امريكية بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي من تجميد الاستيطان وعدم قدرة واشنطن الضغط على تل ابيب من اجل احداث أي تقدم ملموس بالنسبة لقضايا اللاجئين والاستيطان والقدس، وهذا ما دفع الفلسطينيين الى المضي قدما نحو حشد الدعم العربي والدولي من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية .