الاحتكار كلمة أصبح لها معان مذلة لكل جماهير العالم، وفي معظم بطولات العالم أصبحت لغة المال أو لعنة المال التي تسيطر على جمهورية كرة القدم في العالم والتي هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم. وفارق كبير بين لعبة شعبية والإكسكلوسيف (الحصريات) من القنوات الخاصة صاحبة السيطرة والسلطة والنفوذ من تحت الترابيزة، وهي التي تريد احتكار المشاهد في كل أنحاء العالم، والكلام ينطبق أيضا على القنوات الأوروبية والعالمية، ولأن الاحتكار أصبح حقيقة لدى الاتحاد الدولي الأب الشرعي للكرة. بل وأصبح هناك اتجاه سائد لدى الاتحاد الأوروبي والبلدان صاحبة البطولات الكبرى للإنفاق على صفقات للاعبين تخطت حاجز ال150 مليون يورو للاعب الواحد، وبنظرة بسيطة هناك عدة مدارس سعت بشكل جاد إلى الحصرية والاحتكار وأخصها «البريمر ليج» بعد دخول العرب في منافسة شرسة ما بين القنوات العربية التي آخره أبو ظبي الرياضية برقم خرافي وهائل قدر ب330 مليون دولار لثلاث سنوات من أصل 47 مليونا كانت في السابق محتكرة من قبل قنوات ردايو وتليفزيون العرب. تخيلوا أن الرقم زاد من نسبة مداخيل الأندية الإنجليرية 10٪ لكل فريق ليستفيد الإنجليز من أموال شعوب تعاني من الفقر والجهل لمجرد احتكار بطولة كما هو الحال لدوري أبطال أوربا الذي قدر ب205 ملايين يورو لقنوات الجزيرة وكان العرب يتباهون في إنفاق الأموال على بطولات لمجرد التباهي بأنهم أصحاب الحقوق. واسألوا هل العائد لهذه القنوات من إعلانات لا يناسب حتى 1٪ من ثمن البطولة، ولكن أنا هنا أتحدث عن احتكار آخر مستحق وحقيقي لبطولة أقرب إلى قلب الأهلاوية هي بطولة الدوري المصري، التي أصبحت كأنها حكر على قلعة الجزيرة منذ النشأة. 36 بطولة تعني أكثر من نصف البطولات التي حققتها الأندية المصرية بأكملها، وفي هذا من الصعب أن نقاضي النادي الأهلي على احتكاره البطولة كما فعل أحد المحامين بدعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي ضد الاحتكار ليوقف أبدا ابتزاز شعوب عالمية تعشق كرة القدم، فهل من الممكن أن نرى مشجعا زمالكاويا وإسماعيلاوي؟ فالباقي احتكر لمجرد الاحتكار ودون معايير أو تقييم، لكن الأهلي احتكر لأنه اشترى ما يثبت له ذلك، بل وعلى النقيض تماما، فإن ما عرضه الأهلي من أجل احتكار تلك البطولة لم يكلفه جهدا أو مالا، اللهم إلا مجرد فكرة جنونية أعادت إليهم مدير الاحتكار، وهو مانويل جوزيه.