ذكر خبراء في الألغام وفي منظمات حقوق الإنسان، اليوم الخميس، أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي زرعت ألغاما أرضية في مناطق حول بلدة أجدابيا، ما يضيف بعدا جديدا خطيرا للصراع على الجبهة الشرقية لليبيا. وتشمل الألغام ألغاما مضادة للأفراد برازيلية الصنع، وألغاما مضادة للدبابات مصرية الصنع. واكتشف مراقبون حقلين للألغام في الأيام التي تلت انسحاب قوات القذافي من أجدابيا يوم السبت الماضي، ويبدو أن الألغام زرعت خلال الأيام العشرة التي سيطرت فيها قوات القذافي على البلدة التي تقع على بعد 150 كيلو مترا جنوبي مدينة بنغازي، معقل المعارضة الليبية المسلحة. لكن قوات القذافي عادت بهجوم مضاد بعد انسحابها، وتقف مجددا، اليوم الخميس، على أبواب أجدابيا. وقال بيتر بوكيرت، وهو مراقب في منظمة هيومان رايتس ووتش في بنغازي لرويترز: إن حقل الألغام الأول زرع حول أبراج للكهرباء على مقربة من الطريق بين أجدابيا وبنغازي في منطقة رملية قريبة من البوابة الشرقية لأجدابيا. وقال كما جاء بالشروق نقلا عن رويترز: إن لغما انفجر يوم الاثنين في شاحنة تصليح كهرباء، ثم انفجر لغم آخر أثناء محاولة أشخاص نزعه، لكن لم يسقط ضحايا. وأضاف، أن خبراء في نزع الألغام عثروا على 24 لغما مضادا للدبابات، وما بين 30 و40 لغما مضادا للأفراد، وأن الكثير من السيارات والأشخاص يمرون من المنطقة. كما اكتشف حقل ثان به عدد مماثل من الألغام بالقرب من مجموعة من المباني على بعد كيلو مترا، ويبرز استخدام الألغام الأرضية بعدا خطيرا جديدا للصراع الذي يدور في مئات الكيلو مترات في أنحاء من الشريط الساحلي الرئيسي لليبيا الرابط بين الغرب والشرق. وتعتبر أغلب قوات المعارضة الليبية من متطوعين غير مدربين وأنصارهم، و تفتقر إلى الانضباط إلى حد كبير، وهي متفرقة في مساحة واسعة. وقال بوكيرت: إن فريقه عثر أيضا على مخزونات من الألغام خلفتها قوات القذافي وراءها. وتابع، "عثرنا على 12 مستودعا للألغام المضادة للعربات في بنغازيبعا عشرات الآلاف من الألغام." واكتشف الفريق أيضا 35 مستودعا للذخيرة في أجدابيا، ولم يعثر في تلك المستودعات على ألغام أرضية، لكن كانت بها كميات كبيرة من قذائف المدفعية وقذائف مورتر والصواريخ المضادة للدبابات. ولم توقع ليبيا على معاهدة حظر الألغام التي أبرمت عام 1997، ما لا يمنعها بأي حال من استخدام الألغام المضادة للعربات. وقال خبير دولي في الألغام، طلب عدم ذكر اسمه لحماية سرية مهمته: "الألغام الوحيدة المحظورة هي الألغام المضادة للأفراد، لذا يمكنهم زرع أي عدد من الألغام المضادة للدبابات. إنه جزء من اللعبة".