مصر تحتاج لرؤية.. ده كان أساس كلام الدكتور أحمد زويل في حواره مع برنامج مصر النهارده، بعد قرار التخلي عن السلطة للقوات المسلحة.. في الحوار د.زويل اتكلم عن مصر في الفترة اللي جاية، وطرح نقط مهمة قوي بتشارك في رسم صورة مصر في المستقبل القريب والبعيد.. تعالوا نتعرف على رأي الدكتور زويل في السطور القادمة. ماذا نفعل بمصر الحديثة بعد الثورة؟ في تفكيري أن الإعلام المصري والمثقفين والنخب المصرية يجب أن يتعاملوا مع الحدث، ليس على إن العملية دلوقتي تصفية حسابات مصر، ومش عملية مراكز مصر، مش كيكة وكل واحد هياخد منها حتة.. دي بداية جديدة لمصر "ماذا نفعل بمصر الحديثة ومصر المستقبل.. إحنا رايحين فين.. هل هتبقى مصر العلمية، هل ستصبح مصر المشاركة في الصراعات السياسية، هل ستصبح مصر في بحر خمس أو عشر سنين من أكبر الدول الصناعية والتكنولوجية في العالم، ولا هنقعد نضيع القوة.. أنا بشبه الثورة ب مياه ورا السد العالي وفي طاقة رهيبة اتولدت.. هتستخدم الطاقة دي إزاي؟ هتقعد تضيعها في كلام مش مظبوط، ولا هتاخد الطاقة دي وتوجهها لحاجات أساسية ترفع من شأن البلاد.. ودي أهم حاجة أنا شايفها لمستقبل مصر.. ودي تتعمل بكذا حاجة: 1- وجود رؤية مفهومة وواضحة لوضع مصر في القرن الواحد والعشرين، وأيضا خلال العشرة أو عشرين أو تلاتين سنة اللي جايين، ولا يصح العمل بها سياسيا فقط. 2- مصر عايزة مرحلة انتقالية للحياة المدنية الديمقراطية في أقرب وقت ممكن.. وأنا بحترم القوات المسلحة جدا في بياناتها الواضحة والصريحة بأن الدولة مدنية وكل همها الانتقال السلمي للسلطة. السؤال "كيف نبدأ؟" في اقتراح أنا برجحه، إنه يبقى عندنا دستور مؤقت للمرحلة الانتقالية بحاجات بسيطة جدا محددة، لحد ما يجي الرئيس الجديد، وتتكون الانتخابات البرلمانية الصح، ونعمل الدستور الكامل لمصر للخمسين سنة اللي جاية. لازم يبقى عندك في وقت قصير من دلوقتي رؤية.. بجانب إننا نشتغل في خطوط متوازية.. ناس للدستور، وناس للتنفيذ، وناس للتخطيط وهكذا.. بس أهم نقطة هي الرؤية "إلى أين تذهب مصر؟" وأنا النهارده لما أفكر في رؤية لمصر، لعمل نقلة كبيرة جدا، لازم تتواجد أعظم العقول في مصر حتى لو بتتعارض مع آرائي، إنت عندك طاقات بشرية هايلة في جوانب كتيرة، ويبقى حرام على الدولة لما يبقى عندها كل الطاقات دي وتمنعها من الرؤية الوطنية، ومثال على ده.. مش بنتكلم على مشكلة التعليم في مصر وخلينا نفرق بين التعليم والبحث العلمي.. إحنا عندنا حوالي 30% أو أكتر مابيعرفوش يقروا أو يكتبوا، شوف بقى أنا كان ليا الشرف إني آخد دكتوراه فخرية من كندا، واكتشفت وقتها إن اللي بيحط الخريطة التعليمية لكل كندا مصريين!!! كنت أقعد معاهم وأسألهم "إنتوا فين من مصر؟" يقولوا لي "ماحدش في مصر سألنا سؤال واحد"، وعلى العكس كندا بتسألهم وبتستفيد منهم... إحنا مش عارفين نستفيد من الطاقات الفكرية والعلمية بطريقة صحيحة، العالم كله مليان علماء ومفكرين مصريين كانوا بيترفضوا لما بيجوا مصر! 1- يجب أن تبدأ بالإصلاح الاجتماعي بصورة منظمة.. إنت عندك فيما قبل الثورة كان دكتور الجامعة الشريف بيعاني علشان يعرف يعيش، والطبقة المتوسطة كانت بتتآكل، في حين هناك طبقة لا تتعدى ال 1% من المجتمع هي اللي بتنعم بالحياة، وده خلق قنبلة موقوتة في المجتمع وجه الشباب علشان يفجرها... يبقى لازم تتحاسب على مجهودك، ويتلغي أسلوب الرواتب اللي بيعتمد على وجود أساسي وعلاوات وحوافز كل ده لازم يتغير. 2- إنت عندك 35% أقل من 14 سنة يعني جيل تحقق بيه المعجزات "ثروة بشرية هائلة"، بس ماتقدرش توجه الثروة دي إذا كانت المعامل والإمكانيات مش متشكلة صح، هل يعقل إننا بنصرف على الطالب الجامعي من 300 ل 400 دولار، وبلاد زي تركيا بتصرف حوالي 10 آلاف دولار؟! في تقديري إن الفترة القادمة لمصر حرجة جدا، واللي هيطلعها من عنق الزجاجة هو التفكير العلمي، الشعوب اللي عملت قفزات في العالم إمكانياتها محدودة لكن اهتمت بالبحث العلمي. في الهند "نهرو" اتجه لحاجتين، هم الديمقراطية والعلم.. واللي شايفينه في الهند دلوقتي هو نتاج لده.. في أثناء خطبة من خطب نهرو وقتها طلع واحد بيقول له "إنت عمال تتكلم عن العلم ومش عارف إيه وإنشاء معهد التكنولوجيا الهندي، وإحنا المياه النضيفة مش لاقينها، نهرو رد عليه وقال له "إنت مش هتقدر تنضف المياه دي إلا إذا كان عندك علم". وكان عندنا مبدأ سيئ جدا، إن أي فرد يتولى مكان ماكانش بيكمل الحاجة اللي بدأها اللي قبله، عشان بنحب نثبت إن اللي كان قبله ده كان غلط، وبنبدأ كل مرة من أول وجديد.. ثقافة المنظومة اللي بتمشي بغض النظر عن القائد من أهم الثقافات اللي لازم التعليم يغرسها في الأجيال اللي جاية... لازم البحث والتعود على العمل الجماعي والفهم مش الحفظ، علشان يبقى متعود بعد كده على التفكير العلمي في كل حاجة في حياته. لا يمكن أبدا إنك تدخل القرن الواحد والعشرين، وعندك 30% من الشعب لا يقرأ ولا يكتب.. وفيه طرق بسيطة ومعروفة لحل المشكلة دي. نحتاج لورقة رؤية "كل واحد يكتب في ورقة رؤيته للمستقبل" بحيث نجمع والرؤى الخاصة بمصر على مختلف الأوجه في الفترة القادمة... بطريقة بسيطة وواضحة، ويجب أن يشارك فيها الشباب لأنه صاحب هذا المستقبل... ونساعدهم من خلالها على رؤية العالم والمستقبل، وهم في الأساس ليهم رؤية لمستقبلهم وده مهم جدا. عن العلم والدين ودور الدين الفترة القادمة 1- أنا لا أرى أي تناقض بين العلم والدين في أي شيء.. وأكبر العلماء والمفكرين في العالم متدينين.. فالعلم بيبحث في الحقائق ولا يعرف الغيب، ولكن يقدر يتنبأ بالمستقبل بناء على الظواهر الكونية والتجارب العلمية التي يتم بحثها.. أنا بشوف ناس كتير بتتكلم في الدين على الفضائيات وغير الفضائيات، بدون أي تفكير علمي .. معظم الفتاوى اللي بتطلع ساعات بحس إنها لا تليق أبدا بالقيمة الدينية الحقيقية لوضع مصر، والذي كان رائدا في العالم العربي كله. 2- إن شاء الله سنتلاقى أنا والدكتور أحمد الطيب لعمل أمسية كاملة بين العلم والدين لكل المصريين، أنا في كلامي مع الدكتور أحمد لقيت إن فيه تلاقي كبير جدا بين العلم والدين في نقاط كثيرة جدا. 3- عصر الجهل الديني لازم يقف ولازم نتكلم في العلوم الحديثة ويبقى ده من ضمن المنظومة الإعلامية الحديثة. أول ما تحط المنظومة السياسية السليمة المبنية على التفكير العلمي، كل حاجة هتبدأ تمشي في نطاقها الطبيعي لمستقبل أفضل.