رفضت قادة بارزون فى المعارضة اليمنية ما تضمنه خطاب الرئيس على عبدالله صالح من استعاده لانتقال سلمى للسلطة عبر انتخابات مبكرة يشرف على تنظيمها والتزامه بالمبادرة الخليجية واعتبروا ذلك جزءا من ألاعيبه السياسية. وقالت الناشطة البارزة فى الثورة اليمنية توكل كرمان: إن الشباب ليسوا مع مقترح مجلس التعاون الخليجى...إننا نعارضه ونطالب بمحاكمة صالح على كافة الجرائم التى ارتكبها. وأضافت: بالنسبة لنا فإن على صالح ليس رئيسا لليمن لقد تمت الإطاحة به منذ شهور. وقال صالح فى خطاب بثه التلفزيون الرسمى: إنه ملتزم بتسليم السلطة, واقترح لتحقيق ذلك انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية مبكرة وأكد التزامه بالمبادرة الخليجية, وبتفويض نائبه عبد ربه منصور هادى للتوقيع عليها وعلى آلية تنفيذها. استمرت أكثر من ثلاثة أشهر إثر إصابته فى هجوم على مسجد قصره – خصومه بالركض وراء السلطة, وطلب منهم الجلوس إلى طاولة الحوار والاحتكام إلى صناديق الأقتراع. وندد الزعيم البارز فى حزب الإصلاح اليمنى المعارض, على الجرادى, بما جاء فى خطاب صالح قائلا: إنها لعبة سياسية لتهدئة الضغط الدولى مضيفًا إن علي صالح حاول التصرف وكأن مشكلة اليمن سياسية وليست ثورة. أما الزعيم البارز فى حزب الحق المعارض أحمد البحرى, فقد اعتبر أن على صالح لم يقدم جديدا, وأنه يضيع المزيد من الوقت كالمعتاد. وحذر من أن الشباب المؤيد للديمقراطية سيصعد من موقفه لأنهم فقدوا الأمل فى أى شىء يقوله صالح. من جانبها, قالت الناشطة البارزة فى صفوف شباب التغيير فايزة السليمانى: إن خطاب على عبدالله صالح مضيعة للوقت, ولم يقدم جديدا...صالح يحاول أن يوجد ذريعة لقنل الناس, ويسعى دائما إلى الهروب من المسئوليات. وأكدت استمرار الحركة الإحتجاجية ضد حكم صالح, قائلة: سنستمر فى تصعيدنا السلمى, والشباب يعرفون ما هى مهمتهم. وسرت شائعة منذ الجمعة بأن على صالح سيعلن استقالته, لكن المتحدث الحكومى عبده الجندى سارع إلى نفى ذلك. وجاء الخطاب بعد يومين من عودته المفاجئة التى أججت وضعا امنيا مضطربا أصلا,وكام مشهده الأساسى صدامات مسلحة بين الحرس الجمهورى الذى يقوده نجله أحمد وقوات مؤيدة للمتظاهرين, سقط فيها منذ مطلع الشهر مئات القتلى والجرحى. ويواجه صالح منذ فبراير الماضى مظاهرات حاشدة تطالبه بالرحيل, لكنه تمسك بالسلطة قائلا أنه يرديد أولا ضمان انتقالها سلميا ,وتراجع ثلاث مرات متتاية عن توقيع مبادرة خليجية تنص على تنحيه خلال شهر من إمضائها وتسليم سلطاته إلى نائبه, وتشكيل حكومة وفاق وطنى بزعامة المعارضة, مقابل منحه هو وحاشيته الحصانة من الملاحقة. وتزامن الخطاب مع دعوة إلى تنحى صالح وجهها إليه أهم حلفائه واشنطن والرياض. فقد طالبته واشنطن مجددا بنقل كامل وفورى للسلطة واعتبر ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز فى خطاب أمس المبادرة الخليجية التى تنص على تنحى صالح المخرج الوحيد للأزمة. كما حثه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى على توقيع المبادرة, ودعا كل أطراف الأزمة إلى وقف العنف وإطلاق حوار جدى. ودان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى السبت أحداث العنف وطلبوا تشكيل لجنة تحقيق فيها, ودعوا على صالح إلى التنحى, وحثوا أطراف النزاع على ضبط النفس إعلان وقف تام لإطلاق النار.