تظاهر اليوم آلاف المواطنين في جميع أنحاء الجمهورية اعتراضا علي بطء حركة التغيير منذ قيام الثورة المصرية وحتى الآن بالرغم من مرور خمسة شهور عليها ، بالإضافة إلي الخروج للمطالبة بعدد من الطلبات التي نادي بها الثوار من قبل ولم تتحقق حتى الآن ومنها محاكمة قتلة الثوار بشكل عاجل وعلني . ففي القاهرة توافد المتظاهرون علي ميدان التحرير للمشاركة في جمعة "الوفاء للشهداء" حيث تواجد بميدان التحرير عدد كبير من أهالى الشهداء فضلا عن بعض القوى السياسية التي أعلنت مشاركتها وذلك للمطالبة بضرورة إعدام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وسرعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته وكل رموز النظام البائد. كما طالب المتظاهرون بسرعة القصاص من الضباط والمسئولين الذين استباحوا دماء الشهداء، وكذلك المحرضين على موقعة الجمل، وذلك من خلال محاكمات علنية وعادلة، كما طالبو أيضا بضرورة وقف الضباط والمسئولين المتهمين عن العمل حتى لا يستطيعوا استغلال نفوذهم في التأثير على التحقيقات بأية صورة. وقد تمكن المعتصمون من ضبط رجل يرتدى زي المنتقبات وسلموه لرجال القوات المسلحة ، في الوقت الذي استمر فيه الغياب الأمني داخل ميدان التحرير والمنطقة المحيطة به منذ أحداث الثلاثاء عندما وقعت اشتباكات بين بعض أهالي الشهداء وقوات الأمن وكانت بدايتها أمام مسرح البالون بالعجوزة وانتقلت إثرها لمنطقة ميدان التحرير وأمام مبنى وزارة الداخلية. كما شهد ميدان التحرير تواجد العديد من الباعة الجائلين الذين يستغلوا أيام لجمعة لبيع منتجاتهم وهو ما افتقدوه خلال الفترة الماضية وذلك لهدوء الأوضاع نسبيا. وفي الإسكندرية احتشد المئات من المتظاهرين المنتمين لحركة 6 إبريل وائتلاف شباب الثورة عقب صلاة الجمعة في مظاهرات غاضبة خرجت للتنديد بتأخير محاكمات قتلة الشهداء. وشهدت المظاهرات أحداثا مثيرة، كان أبرزها منع سيارة محملة بمكبرات صوت وأفراد قالوا إنهم ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمون" الأمر الذي لم يقبله المتظاهرون وهتفوا ضددهم قائلين" يا إخوان برا برا .. مصر بلادي هتفضل حره ". وقال إسلام أبو شبانه عضو المكتب التنفيذي لإئتلاف شباب الثورة في الإسكندرية،إن الإخوان كل مرة يحضرون فيها إلى المظاهرات يقومون بتشغيل أغنيات حماسية للفت أنظار المحتجين إليهم ثم فجأة يعلنون عن فض المظاهرة ويصرفون الجميع في إطار خطة منهجية يتبعونها لإفساد المظاهرات ، وهو ما يتكرر في كل مظاهرة الأمر الذي رأى معه المتظاهرون اليوم ضرورة إخراجهم حتى لا يفسدوا المظاهرة. وفي المنوفية تظاهر ظهر اليوم الجمعة عدد كبير أعضاء حركة شباب 6 أبريل وكفاية وشباب حزب التجمع أمام مسجد العباسي بشبين الكوم عقب إعلان المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية عن تدشين حملة لنظافة المحافظة بمشاركة شباب الثورة. وردد المتظاهرون هتافات "المحاكمة المحاكمة العصابة لسه حاكمة، لا متحدث باسم الثورة ولا وصاية على الثوار، رد علينا يا مشير هو فين بس التغيير، ثورتنا من غير ميعاد مش محتاجة مكتب إرشاد، حد أدنى للأجور للي ساكنين القبور، حد أقصى للأجور للي ساكنين القصور ". وطالب المتظاهرون بتكريم شهداء الثورة وتطهير مؤسسات المحافظة ومديرية الأمن من فلول النظام السابق والمتورطين في قضايا فساد وتربح وتزوير الانتخابات واستخدام العنف ضد المتظاهرين .فيما قام المتظاهرون بنقل وقفتهم إلى ديوان عام المحافظة للتنديد بموقف المحافظ من مطالب الثورة وكذلك اعتباره لحملة النظافة بالمنوفية من أهداف ثورة 25 يناير. وفي الغربية نظم المئات من أهالي شهداء وائتلاف الثورة والحركات السياسية مسيرتين للتنديد بأحداث العنف التى شهدها ميدان التحرير ليلة الثلاثاء الماضي ، حيث انطلقت المسيرة الأولى بمدينة المحلة الكبرى، من ميدان البندر من أمام مسجد عبد الحي خليل عقب صلاة الجمعة ومرورا بشارع البحر الرئيسي حتى ميدان الشؤون سابقا والثورة حاليا، مرددين العديد من الهتافات "يا مشير لازم تختار بين القتلة والثوار" "يا مشير ساكت ليه .. ولا دى أوامر البيه" و" مش ناسيين مش ناسيين دم أخويا فى التحرير". ورفع المتظاهرون لافتات معبرة عن تخاذل النائب العام فى عدم اتخاذ إجراءات فورية لمحاكمة أعضاء النظام السابق ومنها "النائب العام إيه نظامك!" و"الغلابة فى السجون ومبارك قاعد فى التكييف" " أنتبه من فضلك الثورة ترجع للخلف". وقامت بعض الفتيات المشاركات في المسيرة بارتداء الملابس السوداء وهن يحملن لافتات "أم الشهيد زعلانه... والقتلة إفراج" و" مش زهقان مش زهقان.. ثورة كاملة يا إما بلاش ". فيما انطلقت المسيرة الثانية بمدينة طنطا، من ميدان مسجد السيد البدوي، مرورا بشارع البحر والتجمهر أمام مديرية أمن الغربية مرددين الهتافات المنددة بأحداث العنف بميدان التحرير ومنها "يا مشير يا مشير خذ أوامرك من التحرير" و"ثورة ثورة .. الضباط قتله" و"مبارك والجيش أيد واحده" و" العيسوي والعادلي أيد واحده"، رافعين عديد من اللافتات منها "المحاكمة المحاكمة.. العصابة لسة حكمه" و "حضرات السادة الضباط بإيداكم قتلتوا كم واحد منينا". فيما ارتدى أعضاء حركة شباب 6 إبريل الملابس السوداء تعبيرا عن غضبهم عما قامت به أجهزة الشرطة وتعاملها بعنف مع أهالي الشهداء والمتظاهرين في ميدان التحرير ليلة الثلاثاء الماضي. وفي محافظة البحيرة نظم العشرات من ائتلاف شباب الثورة بالبحيرة، وقفة احتجاجية في ميدان الساعة بدمنهور،عقب صلاه الجمعة للتعبير عن رفضهم ما وصفوه بالانفلات الأمني ،وعدم وجود الإرادة السياسية الحقيقية والجادة في القضاء علي فلول النظام ، وغيرها من المظاهر التي تبدو تراجعا عن الثورة ونكوصا علي أهدافها ، كما انتقدوا ما وصفوه بالتباطؤ الشديد وغير المبرر في محاكمة قتلة الشهداء، ورفض استقالة يحيي الجمل. ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تقول "دم الشهداء مش حيروح"،"الضرب مش هيرجعنا تأني لأن صوتنا بقي عالي"،و"القصاص من قتلة الشهداء" كما قاموا بتوزيع بيان مطبوع علي المارة وسيارات التاكسي بشأن ما حدث ليلة الأربعاء بميدان التحرير. وأشار البيان إلي أحداث التحرير وأعتبرها أعادت للأذهان مرة أخري تصرفات الداخلية ما قبل 25 يناير، من ضرب وقمع للناشطين والمتظاهرين،مع تغطية إعلامية غير أمينة، تصف كل من تواجدوا في الميدان بأنهم بلطجية. كما وجه بيان الائتلاف، الذي يضم (شباب حزب الغد،والجمعية الوطنية للتغيير،وحملة دعم البراد عي ،وشباب من أجل التغيير،وائتلاف شباب الثورة بأبو المطامير شبراخيت والمحمودية )،اللوم إلي حكومة الدكتور شرف لكونها كما قال البيان "لم تلجأ إلي مصدر شرعيتها الحقيقي وهو ميدان التحرير حينما غل المجلس الأعلى يد رئيس الحكومة وانتقص من صلاحيته " وطالب المشاركون في الوقفة بالإقالة الفورية لكافة القيادات المتورطة في الفساد والقمع ووقف كافة الضباط المتورطين في جرائم القتل أو تعذيب، وتعقب القتلة الحقيقيين وخاصة القناصة وتقديمهم للمحاكمة العادلة والسريعة. كما شهدت محافظة السويس قيام شباب الثورة بالمحافظة وعدد من أسر الشهداء بمظاهرة بعد صلاة الجمعة والتي أدانوا من خلالها التعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين وأسر الشهداء بميدان التحرير والذين طالبوا بالقبض على المتهمين الهاربين في قضية قتل المتظاهرين وأيضا سرعة المحاكمات. وجاءت المظاهرة بميدان الأربعين بعد قيام شباب الثورة بالسويس بالاعتصام في الميدان منذ مساء أمس الخميس إلى موعد صلاة الجمعة بمسجد الأربعين والذي أعقب الصلاة المظاهرة بالميدان التي أحتشد بها المواطنون. ومن جانبها قامت مديرية أمن السويس، بإخلاء الميدان وشارع الجيش من أي تواجد شرطي داخله واكتفت فقط بالتواجد حول أقسام الشرطة لعدم الاحتكاك بالشباب الغاضب بميدان الأربعين الذي شهد خروج الشرارة الأولى للثورة المصرية واستشهاد شباب السويس. وردد المتظاهرون هتافات " دم أخوتنا مش هنسيبوا والثورة قامت ومش هتموت وعاوزين المحاكمة في السويس" في إشارة إلى رفض أسر الشهداء نقل محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين خارج المحافظة.