أعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس أمس أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية اعتذر عن المشاركة في قمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها في طهران أواخر الشهر الحالي "حتى لا تكون مشاركة الحكومة مدخلا لتعميق انقسام فلسطيني وعربي وإسلامي". قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة في تصريح صحفي "وجهت دعوة كريمة ومقدرة من الرئيس الإيراني لدولة رئيس الوزراء للمشاركة في قمة عدم الانحياز وهي استمرار لموقف إيران الداعم للقضية الفلسطينية". وأضاف "عبر دولته خلال الأيام الماضية عن إمكانية مشاركته ولكن رأى الاعتذار حتى لا تكون مشاركة الحكومة مدخلا لتعميق انقسام فلسطيني وعربي وإسلامي حول القضية الفلسطينية، مغلبين المصلحة العليا للقضية الفلسطينية ومتحلين بالمسؤولية العالية". وكان إعلام حركة حماس ممثلا "بالمركز الفلسطيني للإعلام" قد كشف عن مشاورات مكثفة جرت في الساعات الأخيرة بين الأطر العليا في قيادة الحركة والحكومة المقالة التي تديرها الحركة ذاتها في غزة، أسفرت عن اتخاذ قرار بعدم المشاركة في قمة دول عدم الانحياز المزمع عقدها في طهران الأسبوع الحالي. وأكدت الحركة استنادا الى مصادر لم تكشف عن اسمها أن عاملين رئيسين كانا سببا في اتخاذ هذا القرار، أولهما الحرص على توحيد الصف الفلسطيني وعدم ترسيخ الانقسام والحرص على عدم ظهور غزة وكأنها كيان منفصل عن الوطن، أما العامل الثاني فيتمثل بالموقف الحالي مما يجري في سورية، والتباين الحاصل في المواقف إزاء الأزمة واستمرار سفك الدماء. إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن إيران أبلغت السلطة الفلسطينية رسميا بأنها لم توجه أي دعوة لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران. وقال المالكي لوكالة الصحافة الفرنسية "اجتمع سفير فلسطين في طهران وكذلك سفير فلسطين في الأممالمتحدة رياض منصور مع وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي في مقر وزارة الخارجية الإيرانية في طهران، وقد أبلغهم الوزير الإيراني أنه لم توجه أية دعوة ولا بأي شكل من الأشكال للسيد هنية لحضور قمة دول عدم الانحياز". وأوضح المالكي أنه "بناء على هذا التوضيح سوف أغادر الى ايران لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز". لكنه أشار إلى أن حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس "سوف يتأكد بعد وصولي إلى طهران، حيث سأطلب مزيدا من التطمينات والإيضاحات وسوف يتحدد حضوره القمة بعد اتصالي معه بناء على لقاءاتي مع الجانب الإيراني". وحذر المالكي من أن "وفد فلسطين سوف ينسحب بالكامل من أعمال المؤتمر إذا حضر هنية وبأي صفة كانت إلى المؤتمر مع أننا نتوقع أن تسير الأمور على ما يرام"