فضولى وتطفلى لمعرفة تفاصيل ما يخص عمل أصدقائى يدفعنى للتجسس عليهم

أرسل قارئ يسأل، أنا فضولى بشكل غير طبيعى لمعرفى، خبابا ماديات وطبيعة عمل أصدقائى وزملائى فى العمل، وبالرغم من أن معظم هذه التفاصيل لا تعنينى إلا أننى أكاد اشعر باختناق إذا لم أصل غلى أدق تفاصيل يومهم وحياتهم، وقد بدأت التجسس عليهم؟ فما العمل؟ أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب، أستاذ علم النفس الأسبق، بجامعة القاهرة أن الاهتمام بدواخل الأشخاص غير المقربين بشكل غير طبيعى، يلمسه الشخص بنفسه، فهو الوحيد القادر على التفرقة بين ما هو الطبيعى وبين غير الطبيعى، وفى هذه الحالة المشكلة قد تكون كامنة فى الرغبة الدفينة للشخص فى التطور والحصول على النفوذ والطمع فى المال ولكن هى رغبة عقلية نفسية لا يعيها هو نفسه وتترجم على شكل سلوكيات غير طبيعية. وفى هذا السؤال يؤكد السائل أنه عانى من أمر غير طبيعى، وأنه يتجسس عليهم، ولكنه لا يستطيع التخلص منه، وهنا يجب أن نعترف أنه يعانى من مشكلة نفسية، وأنه يجب أن يحاول القضاء عليها حتى لا يفقد صلته مع أصدقائه، وإمكانية التواصل معهم. أهم الخطوات لدرء التطفل والرغبة فى التجسس على الأمور المادية للغير، هى الانشغال بالذات، بحيث ينشغل هذا الشخص بعمل جديد يملأ وقته بالكامل وينهمك فيه ويحاول أن يحدث فيه تطور ونوع من السيطرة المفقودة لديه، وكذلك تكوين لبعض الأموال والنجاحات إن أمكن، ويملأ فكره أو يبدأ فى مشروع جديد يجعل معظم تفكيره ينصب عليه فقط. وسيجد أن الجزء الطبيعى المتبقى للأصدقاء والزملاء غير ضار بشكل ملحوظ، وإن لم تكن إمكانية لهذا الأمر عليه، أن يفكر بمميزاته المادية والمعنوية، ومكانته بين عائلته أو بين جيرانه على سبيل التعويض. وأن يجلس المريض مع ذاته، ويحدد ما الموقف الذى طرأ عليه فجأة أو مس شخصيته وتفكيره وتكوينه العقلى، حتى يصبح بهذا التطفل، وعندما يضع يديه على المشكلة عليه أن يتخلص منها ومن رواسبها بمواجهة ذاته بها، وألا يجعلها تنتصر عليه وتؤذيه نفسيا، ويقرر أنه من بعد هذا اليوم لن يترك نسه لتطفله غير المستحب. وأن يشرك باقى عائلته فى المشكلة، يحدث معهم بصراحة مطلقة ويطلب منهم مساعدته ومسامحته. تناول بعض المهدئات والأدوية المنومة، ولكن بالطبع إذا أمر الطبيب المعالج بذلك، وليس الشخص من تلقاء نفسه.