قال مسئولان رفيعا المستوى بإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إن الإدارة ما زالت تحدد الأهداف الرئيسية لأى ضربة عسكرية محتملة على سوريا، كما تدرس الردود المحتملة للحكومة السورية، بينما تقوم وكالات الاستخبارات الأمريكية بإعداد أدلة إضافية لإثبات مسئولية حكومة بشار الأسد على الهجوم الذى وقع الأسبوع الماضى بأسلحة كيماوية. وقال أحد المسئولين، إن الإدارة تدرس ما هو أكثر من الضربات العسكرية. وأضاف "الاختيارات ليست محدودة ليوم واحد"، مضيفا أنه لم يتم نشر أسلحة دفاعية أمريكية إضافية فى المنطقة. وتوجد بالفعل بطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ فى الأردن وتركيا. وقال المسئول الآخر، إن الإدارة يمكن أن تحتوى أى رد عسكرى سورى محتمل فى حال أمر الرئيس باراك أوباما بهجوم عسكرى، والذى يرجح أن يبدأ بصواريخ كروز يتم إطلاقها على مستوى منخفض من أى من المدمرات البحرية الأمريكية الأربع الموجودة قبالة الساحل السورى، لكن طريقة وتوقيت استجابة سوريا ستكون ضمن ما يسمى بأسئلة اليوم التالى التى ما زالت الإدارة تفكر بها، حسبما قال مسئولون. وطلب المسئولان عدم الكشف عن هويتيهما كى يتمكنا من مناقشة المداولات الداخلية بشأن المسائل الحساسة والمعقدة للغاية التى تحيط بعملية صياغة الرد على الهجوم الذى وقع فى الحادى والعشرين من أغسطس، والذى قتل فيه مئات المدنيين السوريين. وتعتقد الإدارة، خلال الأيام الأخيرة، أنها يجب أن تتخذ إجراءات عقابية ضد سوريا لاستخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية، المحرمة وفقا للمواثيق الدولية. ونفت سوريا التى تملك واحدا من أكبر مخزونات الأسلحة الكيميائية فى العالم، الاتهامات الموجهة لها باستخدام أسلحة كيميائية فتاكة. وقال مسئولون بارزون بالإدارة الأمريكية إن بعض القضايا القانونية والدبلوماسية لا تزال محل نقاش داخليا. الخطوط العريضة لأهداف الضربة الأمريكية هى إلحاق الضرر بالجيش السورى وأسلحته بحيث تعيق شن أى هجوم كيماوى آخر، وحمل الأسد على التفكير مرتين قبل استخدام أسلحته الكيماوية مرة أخرى. وقال مسئول بالإدارة الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن الإدارة تنتابها مخاوف أيضا من أنه فى حال عدم معاقبة الأسد فإن القادة الدكتاتوريين فى دول أخرى ممن يملكون أسلحة كيماوية، ككوريا الشمالية، ربما يرون فى عدم اتخاذ أى خطوة ضد مثل هذه الهجمات تصريحا بأنه يمكنهم أيضا الإفلات بها. وكان مسئولو الإدارة قد صرحوا بأن تصرفات الأسد تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومى الأمريكى، مما يمنح أوباما مبررا قانونيا لشن ضربة عسكرية دون تفويض من الأممالمتحدة أو الكونجرس. لكنهم لم يتطرقوا لتفاصيل هذا التهديد المباشر للولايات المتحدة وهو يقع داخل الحدود السورية، كما لم يقدموا أى دليل ملموس على مسئولية الأسد عن ذلك. ويوم الثلاثاء، قال جاى كارنى، الناطق باسم البيت الأبيض: "إن السماح باستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع دون رد سيمثل تحديا كبيرا للأمن القومى الأمريكى وتهديدا له". ومن غير المرجح أن تتخذ الولاياتالمتحدة وشركاؤها الدوليون أى خطوة عسكرية قبل يوم الخميس، وهو الموعد الذى سيعقد فيه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون اجتماعا طارئا للبرلمان، حيث يتوقع أن يصوت النواب على اقتراح يمهد الطريق لرد بريطانى على الهجوم الكيماوى المزعوم. وقالت بريطانيا، إنها ستطرح مشروع قرار، يوم الأربعاء، أمام مجلس الأمن الدولى يدين هجوم الحكومة السورية الكيماوى المزعوم.