ساد الغضب أرجاء مصر عقب الأحكام التى صدرت بحق الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وخاصة بعد الحكم ببراءة علاء وجمال مبارك، ومساعدى حبيب العادلى.. وبراءة المخلوع من جريمة الفساد المالى.. الأمر الذى أثار حالة من الغليان فى شوارع وميادين مصر. الإعلاميون أيضاً تفاوتت مشاعرهم تجاه هذه الأحكام، ولكن واجبهم حتّم عليهم كبت مشاعرهم حفاظاً على الحياد الإعلامى.. ونحن هنا نكشف عن شعور نخبة من أبرز الإعلاميين عقب صدور الأحكام. * فى البداية يقول الإعلامى معتز الدمرداش: أنا منفعل جدا لما حدث وأنا من ضمن المشاهدين الذين شاهدوا محاكمة مبارك وبعد انتهاء النطق بالحكم جلست لبعض من الوقت أتساءل «هو فى إيه وإيه اللى بيحصل أين حكم جمال وعلاء مبارك؟ ولماذا مساعدو وزير الداخلية الأسبق أخذوا جميعهم براءة؟ ما هو الشىء الذى يبرد نار آباء وأمهات فقدوا آبناءهم وكانوا ينتظرون القصاص، ولكنى ضد نزول الميدان حتى لا يحدث شغب مرة أخرى، فمن الممكن أن نعبر عن ردود أفعالنا ولكن ليس بهذه الطريقة فنحن كنا على أعتاب الاستقرار واختيار رئيس جديد، وما يحدث الآن هو نتيجة هذه المحاكمة التى لم تلق قبولا من المصريين، وعرض المحاكمة على الهواء كان أمراً يجب فعله ووأعتقد أن هذا ليس السبب فالمصريون سيعرفون.. * ويقول الإعلامى وائل الإبراشى: كنت جالساً فى قاعة المحاكمة وقت إعلان الحكم على مبارك ولاحظت أن ردود الأفعال كانت مرضية فور النطق بالحكم على مبارك والعادلى بالسجن المؤبد ولكن بعد استكمال النطق بالحكم سرعان ما سادت حالة من الغضب الشديد انتابت جميع الحاضرين من ضمنهم أنا، وبعد انتهاء النطق بالحكم حدثت أحداث شغب كثيرة وهناك أشخاص أصيبوا وكنت أتمنى ألا يحدث هذا، وكنت أتمنى أيضا ألاينزل الثوار مرة أخرى لميدان التحرير ولكن ما يحدث الآن هو أقل رد اعتباراً لدم الشهيد الذى سال من أجل الدفاع عن مصر والتخلص من عناصر الفساد، وأعتقد أن أكثر شىء استفز الشعب المصرى هو الحكم ببراءة جميع المتهمين من الفساد المالى وبالتالى فلماذا قامت الثورة من البداية فالكل يعلم أنهم مذنبون ولكن الا نحاكمهم هذا ما يجب أن نتوقف عنه لنقول لابد من محاكمتهم وبكل قوة حتى يكونوا عبرة لمن سيأتى رئيساً فى الأيام القادمة، وبالنسبة لعرض المحاكمة على الهواء كان هذا هو مطلب الشعب وليكون مبارك عبرة لغيره من الرؤساء الذين يفكرون فى نهب ثروة بلادهم.. * وتقول الإعلامية لبنى عسل: كنت أقدم محاكمة مبارك على الهواء مباشرة فور إعلانها وكنت فى حالة ذعر شديد وغضب فور إعلان النتيجة ولا أخفى شيئا فعندما تم الإعلان أن مبارك والعادلى تم الحكم عليهما بالسجن المؤبد شعرت بفخر القضاء المصرى ونزاهته ولكن عندما تم إعلان براءتهم فى جميع التهم الموجهة لهم بصدد الفساد المالى شعرت بغضب شديد وكنت أحاول أن أتمالك أعصابى أنا والإعلامى شريف عامر حتى لا نظهر بدون حيادية، وقد كنت أتمنى الاستقرار الدائم لمصر والشارع المصرى لكن للأسف الثوار سرعان ما نزلوا الميدان ليعبروا على الغضب الشديد تجاه نتيجة المحاكمة، لأن أهالى الشهداء قلوبهم لم تهدأ حتى الآن وكان أقل شئ يبرد نيران قلوبهم الحكم على جمال وعلاء مبارك بالسجن ولكنهم أخذا براءة وهما الآن محبوسان على ذمة قضية أخرى.. ولا أعرف هل نزول الثوار لميدان التحرير أمر صحيح أم خاطئ ولكنه سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من عدم استقرار البلد، كان لابد أن يعبروا عن غضبهم بأى طريقة وأن يثبتوا لهم أنهم من الممكن أن ينزلوا الميدان فى أى وقت إذا لم يعجبهم أى شئ ولعل هذا رسالة للرئيس القادم لكى يفكر ألف مرة قبل أن يخون هذه البلد، إذاعة المحاكمة على الهواء أمر حتمى وأعتقد أن عرضها مباشرة هو أكبر عقاب لمبارك وأعوانه.. * ويقول الإعلامى عمرو رمزى تعقيبا على ما حدث قائلا: المحاكمة كانت أشبه بالمسرحية الهزلية السخيفة، الحكم لا يكفى للقصاص لدماء الشهداء وأرواحهم التى راحت فداء للوطن ومن أجل التخلص من عناصر الفساد وبعد كل هذا الحكم ببراءة جميع مساعدى وزير الداخلية فى نفس القضة والحكم بالبراءاة لكل المتهمين من قضية الفساد المالى هذا الأمر سخيف وأنا مع نزول الثوار ميدان التحرير حتى نصل بمصر لبر الأمان ..