إسرائيليون يعترضون على موافقة الحكومة على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين

أبدى مواطنون إسرائيليون من أقارب القتلى الذين لقوا حتفهم فى عمليات شارك فيها الأسرى الفلسطينيون الذين وافقت إسرائيل الليلة الماضية على إطلاق سراحهم استياءهم من قرار الحكومة، وأكدوا أنهم سيستأنفون على القرار أمام القضاء، ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين قائمة الفلسطينيين الستة والعشرين الذين سيفرج عنهم. وقالت جيلا مولخوالتى قتل شقيقها إيان فاينبيرج قبل 20 عاما للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى "لا يمكن أن تكون دماؤنا رخيصة بهذا الشكل.. هؤلاء قتلة وسيعودون للقتل"، وقد أدين أحد الأسرى الذين تضمهم القائمة التى نشرت اليوم الاثنين بالتورط فى قتل فاينبيرج، وقالت وزيرة الصحة يائيل جيرمان إن إطلاق سراح الأسرى خطوة مؤلمة لكنها إيماءة ضرورية. وقالت لراديو إسرائيل إنها كأم قتل ابنها فى الجيش، تدرك الألم الذى تشعر به عائلات القتلى لكنها تدرك أيضا أن إسرائيل يجب أن تمضى قدما فى عملية السلام وكأنها ترعى "طفلا قد يموت فى أى لحظة إذا تلقى علاجا خاطئا"، وتوقفت محادثات السلام منذ ما يقرب من ثلاث سنوات قبل أن يعود الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى إلى طاولة المفاوضات قبل أسبوعين فى واشنطن بعد وساطة أمريكية. واتفق الطرفان على العمل من أجل إبرام اتفاق فى غضون تسعة أشهر للتوصل إلى حل الدولتين لوضع حد للصراع المستمر منذ عقود. وتأتى الموافقة على الإفراج عن الستة وعشرين أسيرا فى إطار خطة أوسع لإطلاق سراح 104 أسرى وافقت إسرائيل مبدئيا على الإفراج عنهم من أجل استئناف المحادثات مع الفلسطينيين، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهوفى بيان إن 14 من السجناء الذين سيفرج عنهم سيتجهون إلى قطاع غزة و12 إلى الضفة الغربية، فى حين ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 15 منهم سيتوجهون إلى غزة و11 إلى الضفة، ومن المقرر أن تتم عملية الإفراج خلال 48 ساعة، أى قبيل الجولة القادمة من المحادثات المزمع انعقادها الأربعاء فى القدس. وقال مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد الناصر فروانة إن جميع من فى القائمة من "الأسرى القدامى" المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلووقيام السلطة الوطنية الفلسطينية فى الرابع من مايوعام 1994، باستثناء أسير واحد كان اعتقل أوائل انتفاضة الأقصى عام 2001، وأضاف أن القائمة تضمنت أسماء 15 أسيرا من قطاع غزة و11 أسيرا من الضفة الغربية ينتمون لفصائل وطنية وإسلامية مختلفة (فتح والشعبية والديمقراطية والجهاد وحماس)، فيما الغالبية العظمى كانت من فتح، وجميعهم سيطلق سراحهم إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وأوضح أن من بين الأسرى المعتزم الإفراج عنهم يوجد 17 أسيرا كان صدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد مدى الحياة، فى حين أن الباقى وعددهم تسعة أسرى كانوا يقضون أحكاما تتراوح ما بين 20-25 سنة. فى غضون ذلك، قام وزير الخارجية الألمانى جيدوفيسترفيله بزيارة للمنطقة لدعم مفاوضات السلام. ونصح الإسرائيليين والفلسطينيين بالعمل بصورة بناءة، وقال فيسترفيله الذى التقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهوفى اليوم الأخير من زيارته التى استمرت لمدة يومين "أعتقد أن محادثات السلام تقف على منحدر حاسم الآن".