بمجرد أن تنتهى من درجات السلم الصاعدة والهابطة التى يراها كل شخص حسب وجهته، تشاهد عشرات من الباعة الذين افترشوا أجسام الكبارى التى تعبر طريق سكة حديد أو طريق سريع أو حتى مجرى مائى بمختلف أنواع الإكسسوارات سواء للمحمول أو للسيارات أو حتى للسيدات. على كوبرى ناهيا الذى يعبر شريط السكة الحديد من نهاية شارع جامعة الدول العربية إلى الجانب الآخر بمنطقة ناهيا افترش البائعون الكوبرى بداية من المدخل المؤدى إلى سلالم الصعود مرورا بالسلالم حتى الكوبرى نفسه، على جانبى الكوبرى الذى لا تتعدى مساحته الثلاثة أمتار، حاول الباعة استغلالها إلى أقصى قدر مستغلين كلا الجانبين تاركين مساحة لا تتعدى النصف متر من أصل متران ونصف لعبور الناس، كل منهم يحاول أن يعرض بضاعته قدر الإمكان ما بين بيع الإكسسوارات والنظارات الشمسية وإكسسوارات المحمول والشباشب وفوط المطبخ.. تحت شعار "للفقراء فقط"، بالإضافة إلى بعض باعة الملابس وبائعى العيش والجبن القديم، ولكنهم على عكس باقى الأسواق فإنها تخلو من الخضراوات والفواكه. "معندناش وقت نروح نتظاهر ولا نروح نعترض.. إحنا كل همنا ندور على لقمة عيشنا.. خلى المظهرات للناس اللى لاقية تاكل ومعاها عربيات.. أما إحنا فخلينا ندور على لقمة عيش"، هذا ما قاله حاكم عبد الجابر أحد بائعى الملابس الداخلية الذى يقف بفرشته على كوبرى ناهيا منذ أكثر من 12 عاما، متابعا بقوله "إحنا بندور على لقمتنا وعلى أكل عيشنا بندور نبيع أى حاجة بجنيه علشان نكسب منه ربع جنيه، نجيب بيه رغيف عيش، ومعظم الحاجات اللى بنبيعها حاجات صغيرة، مش غالية يعنى أغلى حاجة مكمن تلاقيها مبتزيدشى عن 2.5 وبعدين كل يوم فى ناس كتيرة بتعدى من على الكوبرى علشان تروح شغلها أو ترجع منه، ودى بتكون فرصة لينا نسترزق منها ناكل منها عيش، بس للأسف الحال اليومين دول واقف ومحدش بيشترى زى زمان. أحمد فتحى طالب كلية علوم الطبية صاحب فرشة بيع بخور وعطور على كوبرى الخشب الذى يبعد عدة أمتار قليلة عن محطة مترو البحوث، يقول إنه يساعد والده فى العمل بهذه الفرشة "اللى بتأكلهم عيش وبتصرف على تعليمه"، حيث يبيع أحمد بخور وعطور بالإضافة إلى بعض المحافظ الجلدية والأحزمة، ويبرر هذا "لو أنا مساعدتش أبويا ووقفت جمبه، مين اللى هيساعده ويقف جمبه وبعدين الحال اليومين دول مريح. "مصطفى صلاح" موظف بإحدى الشركات الخاصة وقف يشترى نضارة شمسية من إحدى الفرشات الموجودة على كوبرى ناهيا معللا ذلك ببقوله "النضارة اللى هنا نفس اللى بتكون موجودة فى أى فرش بس على الكوبرى بتكون معظم السلع أرخص لأنه بتكون فى رجل عليها أكتر".