دعا الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى، المسلمين والعرب إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه لحمايته من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، رافضا في الوقت نفسه الدعوات والفتاوى التي ترددت حول تحريم زيارة القدس لغير الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وقال الشيخ محمد حسين في مقابلة مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط الى رام الله "شد الرحال إلى المسجد الأقصى عبادة، ويجب أن يدرك العربي أو المسلم الراغب في زيارة القدس والمسجد الأقصى أنه ليس قادما للسياحة بل لأداء عبادة شديدة الأهمية". وأضاف "زائر القدس لم يحضر لزيارة المعالم السياحية في إسرائيل، بل جاء ليزور المسجد الأقصى الأسير، وعليه أن يقيم في فنادق فلسطينية في القدس، وأن يستقل وسائل مواصلات فلسطينية، وأن يزور المدن الفلسطينية ، وأن يشترى من المتاجر الفلسطينية .. بهذه الطريقة يكون قد دعم الفلسطينيين والمقدسيين بزيارته بدلا من دعم اقتصاد الاحتلال". وقال "الرسول محمد عليه الصلاة والسلام زار مكة وهي تحت حكم المشركين، واعتمر رغم وجود أصنام حول الكعبة، ولم يقل أحد أن هذا تطبيع مع المشركين، لأنه حق للرسول أن يزور بيت الله ويعتمر في أي ظرف، وقياسا على تلك الواقعة تصبح زيارة الأقصى وهو بيت الله وذكر في القرآن تحت الاحتلال لا ضرر فيها". وأضاف "أما ترك القدس لأهلها يدافعون عنها دون دعم بشري أو معنوي فهو أشبه بقوم موسى الذين قالوا له "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"، مؤكدا أن المساجد لا تذهب عنها صفة دار الإيمان في ظل وجود الاحتلال. وأشار الى ان التتار عندما احتلوا بغداد، لم تصدر فتوى من أي من علماء المسلمين بتحريم زيارة بغداد لأنها تحت حكم الاحتلال، بل دعا علماء المسلمين إلى شد الرحال إليها لتحريرها . وأشاد الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى بالدور المصري في حماية القدس والمسجد الأقصى، مؤكدا أن تصريح الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيس الأركان، بأن المساس بالمسجد الأقصى هو مساس بالأمن القومي المصري أثلج صدور جميع المقدسيين. وقال "نقدر دور مصر غاليا فمصر هي قائدة العرب وهي الشقيقة الكبرى التي نعلق عليها آمالا كبيرة، وهي حامية القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أنه خلال زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي لمس بنفسه مدى التأييد والدعم المصري للقضية الفلسطينية على كافة المستويات، من المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة وشيخ الأزهر ومجلس الشعب. وأوضح أنه استقبل الأسبوع الماضي السفير ياسر عثمان سفير مصر لدي السلطة الوطنية المصرية الذي نقل له رسالة دعم ومساندة من القيادة المصرية ووزارة الخارجية، وحرص على الوقوف على أخر التطورات الخاصة بالانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. من جهة أخرى، دعا الشيخ محمد حسين حركتي فتح وحماس إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني والتوحد مرة أخرى خلف القضية الفلسطينية، وقال "الانقسام الفلسطيني عار ونقطة سوداء في التاريخ الفلسطيني يجب أن تنتهي بلا رجعة". وأضاف "نحن بلا وحدة لا قوة لنا.. والاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من هذا الانقسام، ويرغب في استمراره ليظل الفلسطينيون مشغولين بقضاياهم الداخلية بدلا من الالتفات إلى القدس وما تنفذه فيها إسرائيل من مخططات". وقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى أن المسجد الأقصى يستقبل يوميا وفودا إسلامية من آسيا وأفريقيا وكل دول العالم باستثناء الدول العربية، مضيفا "لو تواجد يوميا في الأقصى ألف مصل فقط ما جرؤت إسرائيل على اقتحامه أو مواصلة ممارساتها المستفزة". وأعرب الشيخ محمد حسين عن أمله في أن يكون الدعم العربي للقدس على مستوى احتياجات أهل القدس، لأن الدعم الحالي لا يرقى لصمود المقدسيين الذين يرابطون وحدهم للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية من الاعتداءات الإسرائيلية. وأضاف "نواجه كأهل القدس ضغوطا إسرائيلية كبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ونطلب العون والسند من أشقائنا العرب كي نستطيع مواصلة التصدي للممارسات الإسرائيلية التي أقل ما توصف به إنها متطرفة وعنصرية". وأشار إلى أن الممارسات العنصرية الإسرائيلية امتدت لتشمل استهداف الشخصيات المقدسية مثله هو شخصيا ومثل نواب القدس الذين تعتقلهم إسرائيل لأنهم ولدوا في تلك المدينة المقدسة وانتخبهم أهلها نوابا عنهم. وأوضح أنه تعرض قبل شهر لحملة إسرائيلية شرسة بسبب كلمة له استشهد فيها بحديث نبوي عن علامات آخر الدنيا وقيام الساعة، وقال "زعموا أني أحرض على قتل اليهود ". وقال "عقدت مؤتمرا صحفيا عالميا وأوضحت فيه موقفي وما قلته تحديدا، ولكن الحملة استمرت، وللأسف انساقت بعض الدول الغربية خلف المزاعم الإسرائيلية وأصدرت بيانات إدانة لي"، مشيرا إلى أنه التقى الفترة الماضية بممثل الاتحاد الأوروبي، وسفراء هولندا والنرويج وحرص على توضيح موقفه لهم. وأضاف "أعتقد أنه كان يجب على الدول التي تتشدق بالديمقراطية والعدل أن تتحقق مما قلته أولا قبل أن تدينني على شيء لم أقله". ووصف الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى الوضع الحالي في المسجد الأقصى بأنه صعب للغاية، وما زاد في صعوبته هو أن المسجد تحول لورقة انتخابية، فمنافس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في انتخابات حزب الليكود الحاكم في إسرائيل أراد أن يزيد من مؤيديه فدعا لاقتحام الأقصى وهدمه وإخراج غير اليهود منه، وهي الدعوة التي وفرت لها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحماية . وحذر الشيخ محمد حسين من خطورة الأنفاق التهويدية والحفريات التي تتم تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، والتي وصلت إلى بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن هذا الأسبوع حدثت انهيارات قرب مسجد عين الحلوة بسلوان جراء تلك الحفريات. وقال "إنهم الآن يعملون على ربط الأنفاق في حائط البراق والبلدة القديمة بالأنفاق في سلوان .. لقد أقاموا مدينة أسفل المدينة"، مشيرا إلى وجود مشروعات تهويدية خطيرة مثل بناء مجمع سياحي ضخم في ساحة حائط البراق على مساحة 4000 متر، وإنشاء مقبرة يهودية في القدس تشمل 35 ألف قبر ومشروع إنشاء الحدائق التلمودية في سلوان". واعتبر أن تلك المشروعات الاستيطانية والتهويدية هدفها تغيير الوضع على الأرض في القدس، وقال "لقد نجحت إسرائيل في تقسيم المسجد الأقصى زمنيا إذ أن الفترة منذ الثامنة صباحا حتى صلاة الظهر مخصصة لدخول السياح الأجانب، وتستخدمهم إسرائيل لدخول المستوطنين المتطرفين، وهي تسعى حاليا للتقسيم المكاني، عبر الإعلان عن خطط للاستيلاء على متحف الأثار الإسلامية الملاصق لباب المغاربة وتحويله إلى كنيس يهودي، كمقدمة لخلق وجود يهودي داخل المسجد الأقصى وتقسيمه كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية".