800 أسرة بورسعيدية كانوا يقطنون منطقة زرزارة العشوائية منذ ما يقرب من 20 عاما، وقامت المحافظة بمنحهم وحدات سكنية بقرية المناصرة غرب بورسعيد، والتى تبعد عن المدينة ما يقرب من 20 كيلو، وتفتقر هذه القرية التى يقطنها صيادو بحيرة المنزلة للخدمات والمرافق والمواصلات والأسواق، وتحولت حياتهم إلى جحيم نظرًا لقلة المورد والرزق المحدود، فهم شريحة من الأسر الأولى بالرعاية، أرامل ومطلقات وحالات مرضية لا تجد ثمنًا لعلاجها. وبحزن شديد يعتصر قلبها، قالت أم يوسف نعيش مأساة حقيقة لا يعلم سواها إلا الله، مياه المجارى تحيط بوحداتنا السكنية، بالإضافة إلى سقوط مياه الصرف على رؤوسنا بحجرات النوم، ورفعنا شكوانا للمسئولين ولكن دون جدوى، وأضافت سيدة أخرى لم نجد سوى النكران لأسر لا تملك قوت يومها، وتعيش على مصادر الزكاة والجمعيات الخيرية من قبل الأحزاب السلفية. ويروى محمد إبراهيم حسن، معاناة قلة مياه الشرب التى لا تدخل المساكن إلا بمواعيد محددة، والتى تبدأ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، ثم تأتى مرة أخرى من الساعة السادسة وحتى الثامنة مساءً، وأوضح إبراهيم أن المياه لا تدخل الدور الأرضى إلا بمواتير تضخها، فما بالنا بالأدوار العليا فهذا الأمر يتعذر علينا لأنه فوق مقدرتنا المالية ولا نملك ثمنها. وتستكمل نور الهدى مصطفى، ربة منزل، أرملة، أن الحياة فى قرية المناصرة تفتقر إلى كل الخدمات الحيوية والمرافق والمواصلات التى تنقلنا إلى الأسواق ببورسعيد. وأضافت، أم هاشم مطلقة، أن أولادها تسربوا من التعليم الأساسى لعدم مقدرتها على توفير مصاريف أجرة السرفيس لبورسعيد التى تصل ل2 جنيه للفرد الواحد. ووسط حالة من الحزن أكد سكان عمارة 35 أنهم توجهوا للمحافظ ليرحمهم من عذاب هذه المنطقة، وينقلنا لوحدات سكنية بمشروع الأمل الجديد ببورسعيد، أسوة بمن كانوا يقطنوا معهم بمنطقة زرزارة العشوائية من جيرانهم، ولكنه على حد قولهم تركهم يصارعون الفقر والجوع والمرض، فى منطقة جرداء، رغم وعوده وتصريحاته الوردية. وأكد الأهالى أن حياتهم تحولت إلى جحيم بسبب إهمال المسئولين من كبار التنفيذيين، وغيرهم من الذين أسهموا بعزلتهم خارج كردون المدينة ليسددوا الثمن، وناشدوا اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى واللواء عادل الغضبان الحاكم العسكرى التدخل لاحتواء أزمتهم لمنحهم وحدات بديلة بمشروع الأمل الجديد ببورسعيد لأنهم غير قادرين على نفقات المواصلات وتحمل رائحة المجارى، وتلال القمامة وتشريد أبنائهم وأسرهم.