تسبب الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين والتجارة الداخلية في أزمة برلمانية عنيفة في مجلس الشعب كادت تصل إلي حد التشاجر مع النواب بالأيدي. فوجيء النواب بأن الدكتور جودة هو الذي يرد علي طلبات الإحاطة والأسئلة الخاصة بقضية البطالة و التي كانت موضوع الجلسة المسائية للمجلس. وبمجرد أن وقف علي المنصة قال جودة انه باسم الحكومة يرفض كلام بعض النواب الذين قالوا ان الحكومة لا تنوي حل مشكلة البطالة و انما تنوي تقليل عدد المصريين.
ورفض الأعضاء أسلوب الوزير في الحديث وقالوا للوزير لا يجب ان تعلق علي حديث النواب حيث انهم يقولون مايشاءون تحت القبة. لكن الوزير استمر في توجيه اللوم للنواب وقال انكم لاتستمعون وكل نائب يتحدث مع زميله ويقول احدكم ان الحكومة تتآمر علي الشعب وهذا كلام يجب حذفه من المضبطة وان يتم محاسبة النائب محمد عبدالله الذي قال هذا الكلام الذي يري فيه اتهام مبطن للحكومة . وقال جودة في لغة حادة لأحد النواب إجلس في مكانك فضجت القاعة بالثورة ضد جودة.
وتدخل الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب وطلب من الوزير ألا يحدث النواب إلا آن الوزير ظل يثيرهم بيديه وهو يشير لهم بالجلوس وإزدادت ثورة النواب واشاروا له بالإنصراف إلا أن الوزير أصر علي استكمال بيانه وتدخل الكتاتني مرة أخري قائلا ليس من حق الوزير التعقيب علي النواب إلا في نهاية الجلسة وطلب الكتاتني من الوزير مغادرة المنصة والجلوس في مقعد الوزراء وهنا صفق النواب وأضطر الوزير إلي العودة لمقعده في بصورة احبطته والغضب علي وجهه. وكان حسين إبراهيم رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة قد تزعم النواب لمنع جودة عبد الخالق من الكلام وتوجه النائب يوسف البدري نحو الوزير لإزاحته من المنصة وقال للوزير انت معين ولست منتخبا وتدخل النواب للحيلولة دون وصول النائب البدري للوزير.
وحاول المستشار محمد عطية وزير شئون مجلسي الشعب والشوري تهدئة الموقف محاولا اقناع جودة بترك المنصة والعودة إلي مقاعد الوزراء إلا أن جودة رفض ترك المنصة وقال لن أعتذر وهنا تدخل الكتاتني وطلب حضور وزير القوي العاملة الحضور بدلا من الوزير جودة مؤجلا استكمال مناقشة ملف البطالة إلي جلسة أخري حتي تهدأ الأوضاع. وقد جاء ذلك في الوقت الذي استجاب فيه المستشار عطية الي طلب الكتاتني بضرورة الإعتذار للمجلس وذلك بعد أن غادر جودة القاعة بعد أن ظل جالسا لمدة خمسة دقائق.