محمد فودة يكتب : فتش عن يوسف بطرس في كارثة ديون البترول

السؤال الذي طرحته بالأمس عن السبب الذي أدي إلي جعل قطاع البترول مديناً بمبلغ 61 مليار جنيه أجاب عنه المهندس عادل الدرديري الخبير البترولي ونائب رئيس هيئة البترول الأسبق في تصريح له لجريدة "الجمهورية".
قال: إن هذه الديون جاءت نتيجة لبيع حصتنا من البترول بالأجل للشركات العالمية لحساب وزارة المالية.. أي أن مصر كانت تبيع حصتها مقدماً لعدة سنوات وتأخذ الثمن وتعطيه لوزارة المالية ليكون مكوناً من مكونات الميزانية.
هذه إذن.. كانت سياسة حكومة الدكتور أحمد نظيف ووزير ماليته يوسف بطرس غالي الذي خربها ولم ينتظر ليجلس علي "تلها" بل هرب إلي الخارج قبل أن تصل إليه يد العدالة.
الغريب أن النظام الذي أطاحت به ثورة 25 يناير كان يعتبر يوسف بطرس غالي فلتة زمانه وأنه الوزير العبقري الذي عقمت النساء أن يلدن مثله.
يوسف بطرس بسياسته الخرقاء ضيع مصر اقتصادياً وأفقر الشعب معيشياً.. افترض أكثر من 60 مليار جنيه من بيع البترول مقدماً ليسد بهذا المبلغ عجز الموازنة.. وضاعف الضرائب علي الطبقة الكادحة من الشعب دون أن يمس الطبقات الأعلي والأغني.. واستولي علي مئات المليارات من الجنيهات الخاصة بأصحاب المعاشات وكان أبخل عليهم من "كلبة يزيد" كما يقول المثل العربي.
كان لا سامحه الله كثير التهكم علي هذه الشريحة من المجتمع التي يقدر عددها بنحو 6 ملايين مواطن.. ومن بين أقواله التي اتسمت بقلة الذوق: أصحاب المعاشات جالسين واضعين رجلاً علي رجل لا يفعلون شيئاً ويطالبون بمزيد من النقود.
نظرة استعلاء واستخفاف من وزير فاشل لملايين من المواطنين أدوا دورهم في خدمة وطنهم. وكان يتمني لو أنهم ماتوا جميعاً ليستريح من مشاكلهم ومطالبهم التي تمثل أدني حد للمعيشة.
جمعتنا الظروف أو مناسبة معينة مرة منذ ثلاث سنوات تقريباً بأحد وزراء المجموعة الاقتصادية في وزارة نظيف. وكان هذا الوزير بمثابة "الفاسوخة" لا يخلو تشكيل وزاري من وجوده. وطرحنا نحن الصحفيين رأينا في سياسة يوسف بطرس غالي منتقدين أسلوبه. لكن الوزير الموجود انبري للدفاع عنه بشدة وأثني علي أدائه. ولاشك أن هذا الوزير كان يعلم خبايا تصرفات وزير المالية وسياسته العرجاء التي قادتنا إلي ما نحن فيه من مشاكل اقتصادية طاحنة.
كان الرأي العام في مصر يكن مشاعر معادية للوزير الهارب فيقال رداً علي ذلك: إن وزير المالية الناجح دائماً ما يكون محل كراهية من المواطنين!!
ولكن الحقيقة المرة التي ظهرت أكدت أن يوسف بطرس غالي لم يكن وزيراً ناجحاً.. بل كان وزيراً محتالاً.. ويستحق كراهية الشعب.. بل ولابد من محاكمته علي ما ارتكبت يداه!