اسئلة وعلامات استفهام كثيرة وحالة من الترقب والحذر فرضها الفوز الكبير للقوى الإسلامية في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية ، حول ما إذا كان الإسلاميون سيحافظون على مكاسبهم في المرحلتين الثانية والثالثة للانتخابات، وقدرة القوى الأخرى على الأستمرار في المنافسة . وبرزت في أعقاب هذه المرحلة تساؤلات حول أسباب هذا النجاح الذي حققه الإسلاميون سواء حزب " الحرية والعدالة " الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أو حزب "النور" السلفي ، وما إذا كانت هذه القوى الإسلامية ستدخل في تحالف مشترك بعد الانتخابات اذا حافظت على نجاحها، ما يعني اتجاه مصر لاعلان دولة اسلامية، وتأثيرات ذلك على الساحة السياسية في مصر ، وعلاقاتها الخارجية. وكشفت نتائج المرحلة الأولى للانتخابات عن تصدر حزب " الحرية والعدالة" لنتائج المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب (البرلمان)، وذلك بحصوله على ثلاثة ملايين و565 ألفا و92 صوتا، واحتل حزب "النور" السلفى المركز الثاني بحصوله على مليوني و371 ألفا و713 صوتا . في حين جاء ائتلاف الكتلة المصرية فى المركز الثالث حيث حصل على مليون و299 ألفا و819 صوتا، وحصل حزب الوفد على المركز الرابع حيث حصل على 690 ألف و77 صوتا، يليه حزب الوسط فى المركز الخامس بحصوله على 415 ألفا و59 صوتا. يرى طلعت رميح الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الاسلام السياسي، أن المفاجأة لم تكن في حصول الإسلاميين على ما حصلوا عليه من نسبة تصويت مرتفعة في الانتخابات، ولكن المفاجأة فيما حدث داخل التيار الليبرالي نفسه من صعود الكتلة المصرية، وتراجع حزب الوفد، على اعتبار أن الوفد موجود على الساحة السياسية منذ عشرينيات القرن الماضي وله تاريخ سياسي طويل على عكس الكتلة التي لم تخرج للنور إلا منذ عدة أشهر. واضاف رميح أن حصول الاسلاميين على نسبة تصويت كبيرة هو أمر متوقع بحكم ارتباطهم بتيار عريض وكبير في المجتمع ، المفاجأة جاءت من الكتلة المصرية بتقدمها على حزب الوفد ما يعني أن التصويت للمسيحيين قد بات مغلفا بغلاف حزبي خاصة في ضوء ماذكرته رئاسة حزب الوفد من " أن الكنيسة كانت اتفقت مع الحزب على التصويت لمرشحيه، وتحولت من بعدها إلى الكتلة المصرية" .