قالت هيلين كلارك، رئيسة برنامج الأممالمتحدة الإنمائى، إن هناك أدلة متزايدة على أن الحرب على المخدرات فشلت، وأن تحويل الأمر إلى عملية جنائية يضر أكثر مما يفيد فى حل المشكلة. وقالت كلارك، وهى رئيسة وزراء سابقة لنيوزيلندا، أمس الخميس، إن زعماء دول أمريكا اللاتينية يجب أن يشجعوا على تطوير سياسات مختلفة لعلاج مشكلة المخدرات، وكانت تتحدث قبل أن يقدم برنامج الأممالمتحدة الإنمائى تقريره عن التنمية البشرية لعام 2013. وقالت كلارك "لقد عملت وزيرة للصحة من قبل، وما من شك أن موقف الصحة هو أن تعالج قضية المخدرات على أنها قضية صحية واجتماعية فى المقام الأول لا كقضية جنائية". وأضافت "فور أن تبدأ العملية الجنائية أنت تزيد من المخاطر، بالطبع عالمنا تحرك على أساس أن العملية الجنائية هى التوجه الصحيح". وخلال السنوات القليلة الماضية بدأ عدد من حكومات دول أمريكا اللاتينية فى المعارضة العلنية "للحرب على المخدرات" التى تقودها الولاياتالمتحدة منذ 40 عاما، والتى تسعى للقضاء على زراعات وتوزيع المخدرات مثل الماريوانا والكوكايين. وأحجمت كلارك عن التعليق على المسئولية التى يجب أن تتحملها الولاياتالمتحدة فى أى سياسة جديدة بشأن المخدرات، ونصحت حكومات أمريكا اللاتينية بالتخلى عن سياسة "نحن وهم" فى التعامل مع الولاياتالمتحدة والدول المستهلكة للمخدرات. ووسط شعور من الإحباط، وبأن الولاياتالمتحدة لم تفعل ما فيه الكفاية للحد من استهلاكها للمخدرات، بدأ عدد من زعماء المنطقة يتحدثون علنا عن إمكانية إباحة المخدرات. وفى المكسيك قتل أكثر من 70 ألفا فى أعمال عنف ذات صلة بالمخدرات منذ عام 2007. وبتأييد من الولاياتالمتحدة، شن الرئيس المكسيكى السابق فيليبى كالديرون الذى ترك الرئاسة فى ديسمبر حملة عسكرية على عصابات الإتجار بالمخدرات فور توليه الرئاسة عام 2006، وبدلا من أن يقضى على العنف زادت عمليات إراقة الدماء وتخلى كالديرون تدريجيا عن موقفه المتشدد.