قرر اتحاد الكرة المصري برئاسة سمير زاهر تجميد نشاط الدوري المصري تمهيد الإلغائه بعد الكارثة المروعة التي شهدها ستاد بورسعيد مساء أمس الأول عقب مباراة الأهلي والمصري وراح ضحيتها أكثر من 77 قتيلا، فضلا عن الف مصاب سقطوا اثر اعتداء جماهير بورسعيدعلى جماهير الأهلي ولاعبيه وجهازه الفني. ياتي ذلك في الوقت الذي قرر فيه البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي الرحيل عن مصر نهائيا مع جهازه المعاون بعد الصدمة التي تعرض لها عقب الاعتداء الوحشي عليليه وعلى فريقه. في الوقت ذاته قررت جماهير ألتراس الأهلي والزمالك التضامن معا والانتقام للضحايا الذين سقطوا في بورسعيد وقرروا التظاهر ضد وزارة الداخلية التي اكتفت بموقف المتفرج تجاه ما حدث. على صعيد اخر اعلن محمد ابو تريكة نجم الأهلي والمنتخب اعتزاله اللعب نهائيا بعد المذبحة التي حدثت في بورسعيد مساء أمس الأول وسقط العديد من الضحايا بين يديه. من ناحية أخرى قرر مسئولو نادي الزمالك تجميد النشاط الرياضي وإعلان الحداد تضامنا مع الأحداث المؤسفة التي حدثت في مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد وما نتج عنها من حدوث وفيات وإصابات. وقال رؤف جاسر نائب رئيس نادي الزمالك أن مجلس الإدارة في حالة إنعقاد مستمر لمتابعة ما ستسفر عنه نتائج الأحداث الأخيرة التي شهدها ستاد المصري البورسعيدي وما صحبها من سقوط ضحايا ومصابين مشيرا الى ان مجلس الإدارة كان مع قرار حسن شحاته المدير الفني بعدم إستكمال لقاء الزمالك والإسماعيلي تضامنا مع أحداث بورسعيد. ووصل أمس إلى مطار قاعدة شرق بالقاهرة طائرتان حربيتان تحملان جثامين ومصابي أحداث بورسعيد حيث وصلت طائرة حربية على متنها 51 جثمانا من مشجعي الأهلي، ثم طائرة حربية أخرى عليها 42 مصاباً من مشجعي الأهلي. وكانت طائرة حربية أقلعت مساء أمس الأول إلى مطار بورسعيد وأجلت الجهاز الفني للنادي الأهلي واللاعبين وبعض المشجعين المصابين 'الألتراس'. وتم نقل الجثامين إلى المستشفيات لحين تعرف ذويهم عليهم واستخراج تصريح النيابة باستلامها ودفنها، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وكانت مدينة بورسعيد شهدت كارثة مروعة مساء أمس الأول عقب مباراة الأهلي مع المصري حيث قامت جماهير المصري باقتحام الملعب عقب نهاية المباراة رغم فوز فريقها 3/1 لتعتدي على لاعبي الأهلي وجهازهم الفني وتلحق بهم بعض الإصابات، قبل أن تتجه نحو مدرجات الضيوف لتعتدي على جماهير الأهلي، ليسقط عشرات الضحايا ومئات المصابين، بخلاف المفقودين الذين لم يتم العثور عليهم حتى الأن. وعقب الكارثة المروعة قرر سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة تجميد النشاط الكروي في مصر تمهيدا لإلغائه التحقيق في ما حدث وملابساته وتوفير الضمانات الأمنية اللازمة لاستكمال المسابقة، وإلا سيتم إلغائها تماما، فيما قرر عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة عقد اجتماع طارئ مع مجلس إدارة اتحاد الكرة لاتخاذ قرار حاسم حول مستقبل النشاط الرياضي. فيما قرر مجلس إدارة الأهلي تجميد النشاط الرياضي تماما لحين القصاص للضحايا، في الوقت الذي تضامنت فيه أندية الدوري مع الأهلي وقررت تجميد نشاطها وعلى رأسها نادي الزمالك الذي كان أول من بادر بالإعلان عن تجميد نشاطه الكروي تماما وإعلان الحداد، وطالب بالغاء الدوري. ورفض الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة استكمال مباراته أمام الإسماعيلي والتي أقيمت مساء امس باستاد القاهرة بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل 2/2 وذلك بعد معرفة أخبار الكارثة المروعة التي حدثت في بورسعيد. وحرص المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة على استقباللاعبي الهلي في مطار ألماظة بعدما أقلعت طائرة حربية بامر منه 'شخصيا' لإجلاء لاعبي الفريق والجهاز الفني والجماهير المحاصرة بعد وقت ليس بالقصير. من ناحية اخرى دعا الإعلامي أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة السابق لتنظيم وقفة احتجاجية أمس بميدان سفنكس بالمهندسين في الثانية عشرة ظهرا بالملابس السوداء حدادا على كارثة الأمس. وفي بورسعيد تقدم مجلس إدارة المصري برئاسة كامل أبو علي باستقالته عقب الأحداث، حيث أكد ان ما حدث من أعمال شغب مدبرة من فئة مندسة وسط الجماهير، وأن جماهير بورسعيد بريئة مما حدث. كما تقدم التوأم حسام وإبراهيم حسن باستقالتهما من تدريب المصري احتجاجا على ما حدث وقررا عدم التدريب مجددا. واسفرت المذبحة غير المسبوقة عن سقوط 77 قتيلا بين الجماهير بخلاف مئات المصابين الذين قدر عددهم بحوالي ألف. المريب في كارثة الأمس هو التخاذل الأمني غير المبرر من البداية في التعامل مع الانفلات الجماهيري، والذي تكرر قبل وأثناء المباراة أكثر من مرة الأمر الذي كان ينذر بوقوع كارثة مروعة لكن أحدا لم يلتفت للأمر وكأنه لا يعنيهم من قريب او بعيد، وهو ما كان عاملا مؤثرا ومحفزا للجماهير التي وجدت فرصة ذهبية لإقتناص صيدا سهلا مستسلما أمامه، حيث إقتحمت الملعب في النهاية للفتك بالأهلي وجماهيره. وعقد كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً عاجلاً للجنة الوزارية الخاصة بمناقشة الوضع الأمنى، صباح لمناقشة تداعيات الكارثة، فيما عقد مجلس الشعب جلسة طارئة أمس لمناقشة الأحداث في حضور وزير الداخلية محمد إبراهيم. إلى ذلك اعتصم عشرات الألاف منذ صباح أمس في ميدان التحرير احتجاجا على الكارثة المروعة وطالبوا بالقصاص للضحايا مطالبين بالقصاص للضحايا المصدر : القدس العربي.