سؤال نطرحه لاننا نعرف ان من لايكون له ماضى فمستقبله فى مهب الريح واذا نظرنا الى الماضى البعيد نجد ان الشعر الجاهلى كان اداة للتاريخ الجاهلى فكانت العرب فى العصر الجاهلى تسمى مواقعها الحربية بايام العرب وكان شاعر القبيلة هو لسانها ووزير اعلامها فقام الشعر بدوره فى تلك الايام مثل حرب البسوس و حرب داحس والغبراء او يوم خزازى التى قال فيها عمرو بن كلثوم : ونحن غداة أُوقد في خزازى .. رفدنا فوقَ رِفد الرافدينا. او كما قال الاعشى فى وصف يوم ذى قار بين العرب وفارس : وجند كسرى غداةَ الحِنو صَبّحهم منّا كتائب تزجي الموت فانصرفوا إذا أمالوا إلى النُشاب أيديهم مِلنا ببيض فظلّ الهامُ يختطف وخيلُ بكرٍ فما تنفك تطحنُهم حتى تولَّوا وكاد اليوم ينتصف لو أنّ كلَّ مَعَدٍّ كان شاركنا في يوم ذي قار ماأخطاهم الشَرَفُ واذا انتقلنا الى ماضى البوادى العربية وخاصة بادية سيناء فاننا نجد ان اهل هذه البوادى ساروا على نفس النهج فسيناء كانت مسرحا للحروب القبلية فى القرن التاسع عشر وربما حتى اوائل القرن العشرين منها على سبيل المثال حرب السواركة والترابين وغيرها من الحروب القبليه والاحداث التاريخية التى مرت بها سيناء وخاصة ان موقعها الجغرافى جعلها مطمعا لاعداء كثر ومنهم الكيان الصهيونى الذى غزا سيناء واغتصب فلسطين قبلها فتبارى شعراء البادية فى سيناء فى تأريخ هذه الاحداث فمثلا االشاعر مصلح بن عامر عاصر العدوان الثلاثى على مصر وسيناء فخلد هذه الحداث فى ابيات يقول فيها : واللى حصل فى عام ستة وخمسين توافقوا ع غدرنا من هواها طبع اليهود الغدر حين بعد حين نكثوا عهود الانبيا من عماها بريطانيا وفرنسا ها الملاعين لما اعتدوا على مصر ما الله هداها وهذا هو شاعر الدواغرة الراحل عيد ابو عودة يؤرخ شعرا لحرب اكتوبر فيقول : ستة اكتوبر صار لها تواصيف ورجال فيها تنتحى للنطاحى عدوا القنال وحطموا خط بارليفومسلحين وحاميين السلاحى وهكذا سطروا الشعراء ملاحم شعرية فى كافة الاحداث التى مرت بها سيناء او حتى دول الجوار بما فيها فلسطين جرح العرب والمسلمين النازف منذ اكثر من نصف قرن. فها هو الشاعر صبيح ابو رويعى يتاضمن بالشعر مع قضية القدس : طالت عليها القدس حسه ينادى بيقول انا وين من الظلم منهان ياريت لنهى تقوم كل السعادى للى امنوا من كل بدو وفلحان يجوك مثل السيل مع كل وادى من الخليج وديرة الشرق ومعان والى الملتقى مع سالفة سيناوية جديدة ..