كشف الطلب الذي تقدم به رئيس السلطة الفلسطينية السيد "محمود عباس " إلى هيئة الأممالمتحدة لنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين ما يدور من وراء الكواليس السياسية في البيت الأبيض وما خفي أعظم من تلك الخفايا التي لن تنكشف إلا بعد سنوات عدة . فما زالت أمريكا متمسكة بما يسمى "السلام" في منطقة الشرق الأوسط وما زالت تبحث عن إيجاد حلول للخروج من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وذلك بالرجوع إلى طاولة المفاوضات والتي خدعت بها الشعب الفلسطيني على مدار سنوات طويلة فمنذ إتفاقية أوسلو عام 1993 والشعب الفلسطيني يقدم كل شي إلا أن الجمود السياسي والعنصرية لدى القادة الإسرائيليين في عدم الوفاء بتقديم تنازلات مقابل الأمن والأمان للمواطن الإسرائيلي . لا تنازلات بالإضافة إلى انحياز أمريكي بشكل علني لما تقوم به إسرائيل من بناء للإستيطان في مناطق الضفة وتوسيع بعض المستوطنات في القدسالشرقية لا يدُل على أن هناك سياسة سترسم بتحديد جدول زمني مشروط وواضح المعالم للإعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 من حزيران وعودة اللاجئين إلى ديارهم . الفشل الذريع الذي أصاب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وإدارته هو سوء الإنحياز وعدم إنصياع الإدارة الصهيونية لقراراته وعدم مقدرته على تبني السلام لذلك يجب سحب جائزة نوبل التي حصل عليها لأنه لا يملك المؤهلات السياسية والسلام المنشود ولا يستطيع إقناع الاّخرين بتحقيق السلام . فالفشل الذي سيلحق بها أيضا إستخدامها الفيتو ضد الطلب الفلسطيني وسيكون هناك ردود فعل غاضبة في حال استخدامه لأسباب كثيرة منها : أولاً : تبنيها ورعايتها لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وثانيا : حصول الرئيس الأمريكي على جائزة نوبل للسلام وعجزة عن تحقيقه كرئيس لدولة عظمى وإنحيازه لإسرائيل وتحطيم أحلام الفلسطينيين بدولتهم المنشودة . هكذا سيتم تحطيم صورة أمريكا في الشرق الأوسط كراعية للسلام بل إنها لا تؤمن بالسلام والأمن في الشرق الأوسط بل تسعى إلى تحقيق المنفعة والأمن على حساب الدول المجاورة وحفظ الأمن لإسرائيل من جهة . فمجلس الأمن ينتظر الطلب الفلسطيني حتى يتم التصويت عليه لذلك ستكون اّمال الشعب محبطة كثيراً والأمر متوقع باستخدام أمريكا الفيتو للحفاظ على حق إسرائيل وعدم إعطاء الفلسطينيين أية حقوق تذكر حتى يبقى الصراع خارج السياسة الدولية وخارج إطار الأممالمتحدة . تلك المحاولات التي تسعى من خلالها الإدارة الأمريكية والإسرائيلية لعرقلة الطلب الفلسطيني والحصول على عضوية كاملة هي محاولات فاشلة يدركها الشعب الفلسطيني وما حدث بمجلس الأمن خلال إنعقاده بشأن المشروع الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا لفرض عقوبات على سوريا إلا أنه فشل بسبب الفيتو الروسي وخروج ممثلة أمريكا غاضبة هي تأكيد على أن اللعبة ليست في يد أمريكا وحدها . فهناك مصالح روسية في سوريا وهناك تغلغل روسي واضح في سوريا وعلاقات اقتصادية لا تستطيع روسيا تمرير هذا المشروع وإدانة الأسد بجرائم حرب ضد شعبه لفرض المزيد من العقوبات على النظام في الوقت الذي قامت به إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة لم يحرك مجلس الأمن ساكناً ولم يدين جرائم الحرب الإسرائيلية بل يقوم على إفشال أي مشروع تتقدم به السلطة أو العرب ككل ضد إسرائيل فمجلس الأمن هو مجلس العار الذي لا يتمتع بالمصداقية والشفافية ولا ينظر إلا من باب المصالح والسيطرة والنفوذ ومن باب من يسعى إلى خدمة إسرائيل .