إن مليونيات ميادين "تحارير" مصر هي البديل الشرعي المؤثر محلياً وإقليمياً ودولياً خاصة في غياب المجالس التشريعية المنتخبة إنتخاباً حراً ديمقراطياً... إنه معلوم في السياسية الدولية أن صانع ومتخذ القرار يقع تحت تأثيرات وعوامل عديدة قادمة من الداخل والخارج وإذا لم يكن هناك إتزان وتكافؤ بين هذه القوى المؤثرة فإن صانع القرار سوف ينحاز غالباً ناحية القوة الأعظم... و قد تكون هذه القوة عدواً وغالباً هذا متوقع في حالة ثورة 25 يناير المجيدة ... لذلك لابد ان يفهم القاصى والداني بغض النظر عن إنتمائتهم السياسية والعقائدية قيمة أن تكون هناك مليونيات في جميع أنحاء مصر بشرط أن تكون سلمية... وعلى صانع القرار (المجلس العسكري و مجلس الوزراء) ان يفهم ويدرك ويستثمر قيمة ومحتوى ومطالب هذه المليونيات بشكل علمي وموضوعي ... وليعلم صانع القرار المصري وجميع المؤسسات الأمنية والسيادية في البلد ان هناك من يراقب هذة المليونيات عن كثب شديد وهي مراقبة علمية غاية في التعقيد المنهجي والعلمي وذلك بغرض التأثير السلبي أو الإيجابي على الثورة بما يخدم مصالحهم الخاصة.... و لذلك يجب على المجلس العسكري ومجلس الوزراء أن يكون السباق في ذلك وان يبدأ في دراسة فحوى هذه المليونيات بطريقة منهجية علمية.... هذه الطريقة تتلخص في عجالة فيما يسمى ب "تحليل مضمون" ما ترفعه هذه المليونيات من شعارات ومطالب وما تحتويه من تشكيلات إجتماعية وسياسية وعمرية.... يا مجلسنا العسكري ويا حكومتنا المنتخبة والمختارة من ميادين تحارير مصر... إعلموا أن مليونيات تحارير مصر هي أفضل وعاء ومعمل علمي وسياسي من خلاله يمكن بناء خطط وإستراتيجيات عمادها تحليل مضمون هذه المليونيات... إن أخشى ما أخشاه أنكم تدرسون هذه المليونيات الشعبية المظفرة بطريقة فهلوانية أو على طريقة أحمد عدوية "حبه فوق و حبه تحت..وزحمه يا دنيا زحمه"!!... فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون واقول ذلك بإعتباري مواطن مصري يعمل كأستاذ لمناهج البحث العلمي وخبير دولي للأمن الشامل وليس كمرشح للرئاسة... مصر فوق الجميع و الله فوق الكل...