ما زال الغموض يحيط بملابسات مقتل رئيس اركان قوات المعارضة الليبية اللواء عبد الفتاح يونس . وقد اعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي المعارض أن اللواء عبد الفتاح يونس قد قتل مع اثنين من رفاقه أثناء توجهه الى اجتماع مع لجنة تحقيق بعد استدعائه حول بعض الامور المتعلقة بالشؤون العسكرية عندما تعرض الى اطلاق نار من قبل احد افراد مجموعة . واوضح عبد الجليل ان رئيس المجموعة اعتقل، وجاري التحقيق في ملابسات مقتل القائد العسكري . ولم يكشف النقاب عن مكان وقوع الحادث أو مكان وجود جثث القتلى . وكان عبد الفتاح الذي شغل منصب وزير الداخلية في نظام القذافي وكان من المقربين جدا اليه قد انضم الى المعارضة الليبية المسلحة منذ اندلاعها في شهر فبراير/شباط الماضي . ووجه عبد الجليل تحذيرا الى المجموعات المسلحة الموجودة في المدن، ودعاها الى الانضمام الى قوات المعارضة، او قوات الامن الوطني المسؤولة عن الامن في المدن التي تسيطر عليها المعارضة، او مواجهة السلاح . وقد ساعد عبد الفتاح يونس العقيد معمر القذافي في اعتلاء السلطة بانقلاب عسكري أطاح بالملك إدريس عام 1969 أصبح من أقرب مستشاري القذافي لمدة أربعة عقود، ورقي إلى رتبة لواء وتولى لفترى تدريب القوات الخاصة التابعة للقذافي . وعين وزيرا للداخلية وهو المنصب الذي شغله حتى انشقاقه عن النظام في 22 فبراير/شباط 2011 إثر اندلاع الانتفاضة في ليبيا . وعين قائدا لقوات المعارضة الليبية في أبريل/نيسن 2011 لكنه تعرض لتشكيك من بعض الأوساط في ولائه للمعارضة بسبب صلاته بالقذافي . وتشير بعض الانباء الواردة من جانب قوات المعارضة الى ان يونس كان قد اعتقل من قبل معارضين مسلحين لاستجوابه حول علاقات مشبوهة مزعومة لبعض افراد اسرته مع نظام الزعيم الليبي معمر القذافي . ويقول ايان بانيل مراسل بي بي سي في مدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضة إن هناك شائعات حول احتفاظ عبدالفتاح بعلاقات مع نظام القذافي . ويضيف إن مقتل عبدالفتاح سيغذي الشكوك الدولية حول " إمكانية الثقة بالمعارضة الليبية المسلحة" . في سياق متصل حذر مبعوث جنوب افريقيا لدى الأممالمتحدة الخميس من أن الذين يدعمون المعارضة الليبية يواجهون خطر انتهاك قرارات الأممالمتحدة، ووجه انتقادا للحكومات الغربية التي تطالب بتنحي القذافي . وتقول مراسلة بي بي سي لدى الأممالمتحدة بربارا بليت إن التوجه المتنامي للاعتراف بالمعارضة الليبية يواجه معارضة في مجلس الامن الدولي ويذكر أن 30 دولة قد اعترفت بالمعارضة حتى الآن. وقد سمعت اصوات ثلاثة انفجارات قوية في العاصمة طرابلس بحدود العاشرة والثلث مساء الخميس بالتوقيت المحلي (الثامنة والثلث بتوقيت غرينتش)، اي بعد وقت قصير من الاعلان عن مقتل اللواء يونس . وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان اصوات طائرات سمعت وهي تحلق في اجواء طرابلس، التي كانت عرضة لعدة غارات شنتها طائرات حلف الناتو خلال الاسابيع الماضية .