على مفترق الطريق يكون الإختيار صعباً ومحيراً وقد يتوقف العقل عن التفكير ويبدو الافق أكثر إتساعاً ورحابة .. تبدو الأحلام أقل إستحالة مع أشعة الصباح الأولى اذ لا شئ يعادل لحظة إنسلاخ النهار المشرق من الظلام الحالك. على مفترق الطريق تبدو المسارات شاسعة وطويلة وغير واضحة المعالم قد يصيبنا توهان او هذيان كيف نبدأ ؟ وكيف نختار ؟. ونتساءل : ما الذي ينتظرنا على الجانب الآخر من الطريق ؟ وما هى خطوتنا التى سنخطوها ؟ وهل سترافقنا حظوظ الدنيا طيلة الرحلة أم ستتخلى عنا أمام أول موجة من الاحباط والفشل ؟. لاشئ يبدو واضحاً حينما نمضي في رحلة مجهولة خاليين الوفاض من كل شئ سوى الامل وصوت القلب وهمسات الامانى. هل بأيدينا أن نرتب ونظبط حياتنا على هوانا ؟. هل بأيدينا أن نعرف الحلول الصحيحة والمناسبة لما يقابلنا من مواقف أو عثرات ؟. هل نرضى عن مانختار ونتوقع أن يكون هو القرار الأنسب وليس ما يودى بنا الى مهالك ومسالك واودية لاعلم لنا بها ولا دراية ؟. لحظات فاصلة -تفصل حياة عن حياة ,دقائق معدودة هى الفيصل الذى قد يعيد بناء مالم يبنى من قبل أو قد يستمر الأمر على نفس المنوال. سؤال يتردد فى الأعماق قبل أن يطفو صداه فى النفس حائر هو لا يجد رد أو حتى اجابة تريح العقل أو تهدأ الخاطر : ماذا تحمل يازمن بين طياتك هل هو خير .. أم هو غير ؟. ماذا تخبئ الأيام القادمة : أهى حلاوة الحلم أم هو مرار العلقم ؟ .. سؤال يبحث عن مجيب فهل أجد ؟. لقد ضاع السؤال بين الصدى وبين الحنين الى أمل يخبو ويطفو ,تتأرجح المشاعر هنا وهناك حيرى لا تعرف لها مرفأ ولاشطئان ولا تهتدى حتى بفنار غرقى هى بلا شك لا تجد ايد تنتشلها أو حتى تظن أنها موجودة وتأبى الا أن تنتشلها. هاهى اللحظات الفاصلة تأتى بلا مقدمات أو حتى استئذان على استحياء فقد هبطت هبوط مفاجئ يشل كل الاطراف أو حتى الأوصال فلا تجد غير التلعثم أو حتى لا تجد إلا سراب فى سراب تلك هى الحقيقة الخافية أو التى كانت تخفى عن الأعين ولم تدركها النفس لأنها كانت حالمة لم تدرك الواقع أو حتى تنتبه لاشاراته. غرقى أنتى يانفس فى بحر الأحلام أو حتى الأوهام لافرق فكله فى الخيال ضرب من المحال .. هل نرشف من رحيق الامل أم سيطول الانتظار ؟. فلنعيش الحلم وكأنه قد تحقق لنسعد لانه سيأتى سيأتى لا محالة مهما تأخر فهو ات بلا شك فمن كان ربه الله الرحمن الرحيم فلن يريد بنا الا الخير. هنالك أقف على مفترق الطريق أناشد روحى وأرفع عينى الى السماء لعلى أجد بريق يضئ لى الطريق فلا أجد غير صدى صوتى يهتف بداخلى : ألا يحق لى أن أحيا ؟ .. ألا يحق لى أن أحلم ؟. وها أنا أحلق فى السماء باحثه عما فقدته وما ضاع منى أبحث عن أحلامى التى تاهت بين النجوم. أخيراً قد أكف عن البحث فقد وجدتها...