منارة ثقافية تتألق في سماء ميلانو بسواعد أبنائنا في الخارج التي قامت بأنشاء أول مدرسة مصرية في ميلانو تحمل أسم نجيب محفوظ بالجهود الذاتية حتي لا يفقدوا صلاتهم بالوطن الأم ومن أجل المحافظة علي العادات والتقاليد والثقافة المصرية. وبرغم المعاناة التي عاشتها الاسر المصرية في المدن الإيطالية من أجل الخروج من هذه الازمة التي عانوا منها لسنوات مريرة من خلال تصادم الثقافات بين ابناءهم فكانت الفكرة الوحيدة من الخروج من هذه الازمة أنشاء مدرسة مصرية لتعليم ابناءهم اللغة العربية والمناهج الدراسية المصرية في جميع المرحل التعليمية المختلفة. وعلى هذا الاساس تجمعت الأسر المصرية في اجتماع لم الشمل بينهم والحافظ علي الهوية المصرية من الذين يعيشون مدينة ميلانو وضواحيها التي يعيش بها أكثر من 130 ألف نسمة واتخذوا القرار بالبدء فورا في انشاء مدرسة مصرية تحمل بين طياتها الثقافة المصرية والثقافة الإيطالية حتى يتأقلموا بثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه ولا يفقدوا هويتهم المصرية. ورغم كل هذه الصعوبات التي واجهتهم في البداية من أجل تدشين المدرسة فلا ننسي الجهود الدبلوماسية التي بذلت في ذلك الوقت في عهد السفير السابق أشرف راشد في روما والقنصل العام السابق في ميلانو شرين ماهر والقنصل العام عمرو عباس في ميلانو من خلال المتابعة المستمرة لدي السلطات الإيطالية في بداية مراحلها الأولي حتي استطاعوا في عهدهم إنشاء أول مدرسة في ميلانو لأبنائنا في الخارج تحت الأشراف المباشر والمتابعة الدائمة من القنصلية المصرية بميلانو لتذليل أي عقبات تواجه أبناءنا في الخارج. وتفخر مصر بأنشاء هذه المدرسة التي أنشأت بأيدي الاسر المصرية وبالمجهود الذاتي والدعم المالي ولم تحصل مدرسة نجيب محفوظ علي أي دعم مالي خارجي أو أي مساعدات من أي جهة حكومية ، ويرجع الفضل الامل والأخير من دعم ومساهمات أولياء الأمور الذين لهم أبناء في المراحل التعليمية المختلفة. فأصبحت مدرسة نجيب محفوظ صورة مشرفة لكل المصريين والعرب المقيمين في ميلانو من خلال فاعليات الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة والمناسبات القومية والدينية. وقد أشادت الصحف الإيطالية الرسمية والخاصة بهذا الحدث التاريخي وتم اختيار طلابها تمثل مصر في المعرض الدولي (الاكس بو 2015 ) والمقرر إقامته في مدينة ميلانو هذا العام 2015. ومن المعروف عن قصة مدرسة نجيب محفوظ المصرية التي تأسست عام 2005 وحصلت علي تصريح رسمي من قبل وزارة التربية والتعليم الإيطالية في نوفمبر 2006 رغم ذلك استمرت المدرسة نشاطها بداية من العام الدراسي 2006/2005. وتم الاعتراف بها من قبل الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم السابق من خلال المباحثات الرسمية التي تمت في القاهرة عام 2006 مع الوزير الإيطالي السابق فيروني كنوع من التبادل الثقافي بين البلدين ، وتم حينها توقيع اتفاق انشاء الجامعة الإيطالية بمصر. وتم الحصول رسميا على مبنى من وزارة التربية والتعليم الإيطالية قسم الأبنية التعليمية بالتعاون مع بلدية ميلانو اعتبارا من يناير 2011 وذلك من خلال المجهودات الدبلوماسية المستمرة للقنصل العام السابق عمرو عباس الذي ترك بصماته من حب المصريين له لهذا الإنجاز الذي تحقق في عهده لتسجل له في قائمة الشرف الدبلوماسية. لتبدأ مدرسة نجيب محفوظ التي تقع في فى ميلانو استعدادها لامتحانات هذا العام التي تبدأ يوم 8 ابريل القادم وتنتهي يوم 14 ابريل لطلاب وطالبات المدرسة في جميع المراحل التعليمية الذي يتراوح عدد المسجلين بها حتى الآن ما بين 220 إلى 250 طالب سنويا وهي السعة القصوى للمكان مقسمين ما بين المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية. وتعتبر مدرسة نجيب محفوظ منارة ثقافية مضيئة في ميلانو التي تحققت بأيدي أبناء الجالية المصرية المغتربين في ميلانو بالمجهودات الذاتية ويستحقون ووسام علي صدورهم جميعا لإنجازهم هذا الصرح الثقافي والعلمي لأبنائنا في الخارج. ويتكون مجلس إدارة مدرسة نجيب محفوظ برئاسة محمود محمود عثمان وأعضاء مجلس إدارة المدرسة كل من سمير محمد علي الحفناوي ومنير عبد الحليم ميت كيس ومحمد لبيب البس ونبوي عبد الله نبوي ويحيى الطوخي وسمير درويش عطية وعاطف عبد العزيز عبد النبي ووليد فوزي عبد الخالق عبد الواحد وأحمد عبد الله عبد الحليم وسماح جمال ومن الجانب الإيطالي سنيورة ليا.