الصحافة هي السلطة الرابعة وقد قيل وطرح عنها الكثير عن هذه المهنة مهنة المتاعب ولكن لربما تغافلوا عن أمر في غاية الأهمية والدقة يتعلق بالكتابة والقلم والصوت الذي يعلو منهما. و سأسعى من خلال هذا المقال أن أذكر البعض به ، وأنوه للبعض الآخر عنه لكي يستخدموه كما يجب وفي الوقت المناسب ، وللهدف الأساسي وعدم التصرف بعشوائية أو إرتجالية بتسيير القلم حسب الأهواء والأمزجة والمصالح. في المدة الأخير ( وهي فترة صعبة في تاريخ بعض الشعوب العربية ) وصل الحال السياسي العربي فيه إلى الأسفل ، فكم من صرخة لطفل أو حرة عربية أو لرجل أوفتاة أو شاب يستنجد بأعلى صوته ويكبر باسم الله العظيم وينادي .. ولكن مع مزيدٍ من الحسرة والألم لا مجيب سوى أصداء أصواتهم!. كم أرض عربية سلبت ، أغتصبت ، دنست وفي ابسط المصطلحات ( أحتلت ) ولم نرَ سوى جعجعة طحين فارغة تتمثل باستنكار هنا وشجب هناك وتفرج ٍ من بعيد . حممهم ولهيبهم وقنابلهم وصواريخهم تتساقط كحبات المطر على رؤوس الأبرياء إن كان في فلسطين أو العراق أو جنوبلبنان أو أي بقعة من وطننا العربي الكبير. أصحاب الفخامة والجلالة والسمو والمعالي والسعادة والسيادة ( وعدد فلا حرج ) يتابعون عن بعد عبر التلفاز وشبكات الانترنت تنقل كل تلك الجرائم. ويحهم يحتسون نخب ذلهم وعارهم وخنوعهم واستسلامهم .. يزحفون على الركب بالمناكب لاستجداء رضا بني صهيون والعم سام. بربكم يا إخوة هل تحدث لنا التاريخ عن مثل هكذا قصص وولاة وسلاطين؟ .. ذكروني لربما فاتني إسمٌ أو شخصية لم أقرأها من مجمل مطالعاتي. هنا حان الوقت لكل من يهوى الصحافة أن يعلن النفير العام لقلمه ويجنده في سبيل ذكر كلمات الحق ، وتحويل مداده إلى ذخيرة تطلق الأعيرة النارية تجاه عقول ولاتنا وسلاطيننا القابعين على خناقنا والمستأسدين علينا وعلى شعوبهم .. لابد أن تتحول فوّهة القلم إلى فوّهة بندقية. برأيي أن كل كاتب يعتبر نفسه إعلامياً أو صحفياً على وجه الخصوص عارٌ عليه إن يكتم أنفاس قلمه تجاه القضية .. تجاه شرف الأمة الذي أنتهكت من ولاتنا قبل أعدائنا .. تجاه من أذلنا وجعلنا أمة تسخر منها بقية الأمم ومن مجرد ذكر كلمة ( عربي). لابد أن تتحول كل الأقلام إلى بنادق .. كفى فقد صمتت البنادق .. فآن الآوان للأقلام أن تتكلم .. أن تصرخ .. أن تطلق نيرانها على من تخاذل واستسلم. ليتصور كل منا أن تتحول الاقلام إلى بنادق تصيب هدفها بدقة .. هناك مثل للأخوة الأشقاء المصريين مفاده ( العيار الذي لا يصيب يدوش). وهنا الكلمات التي ستطرح عبر الاقلام قد لا تصيب ولكنها ستفعل مفعول السحر وتتراكم الكلمة فوق الكلمة لتتحول إلى قنبلة موقوتة تطيحهم من على عروشهم وكراسيهم. التاريخ يشهد للصحافة وللكلمة وتأثيرها المباشر على المقابل ، والعديد من الحكام قديماً وحتى حديثاً يحسبون الف حساب للصحافة. إذن لتتحد الأقلام وتطلق كلماتها.