إن ظاهرة تواجد الميلشيات المسلحة المتصارعة والمتحاربة تتجلي عادة في الدول والمجتمعات الفيدرالية واللامركزية في قاعدة نظام الحكم والتي لها إنتماءات وإمتدادات إيديولوجية إقليمية ودولية والتى تشهد صراعات وحروب أهلية أو قبلية أو جهوية أو طائفية أو عرقية أو مذهبية أو جميعها أو غيرها. علماً بأن الميلشيات المسلحة هي الجناح العسكري للقبائل أوالفصائل أوالتيارات السياسية أو الدينية المتصارعة لتكريس وتعظيم سلطاتها وتواجدها في مواجهة سلطة الدولة المركزية , وكذا علماً بأن النتائج السلبية والعكسية لثورات دول الربيع العربي وكذا غياب مظاهر الإستقرار الأمني والإجتماعي والإقتصادي كما هو الحال في مصر وليبيا واليمن وتونس وسورية وغيرهم قد أنتجت سخطاً شعبياً وجماهيرياً هائلاً كما أفرزت ميلشيات وجماعات وحركات وتنظيمات وعناصر مسلحة نظامية وغير نظامية قد ساهمت جميعها في تقويض وإضعاف مظاهر مركزية وسلطة وهيبة الدولة. وكذا علماً بأن الحكومات العربية ومنها الحكومة الليبية واللبنانية واليمنية وغيرهم مطالبة بإنهاء جميع مظاهر عسكرة المجتمعات وذلك بالبدء في دعوة جميع الميلشيات المسلحة في المشاركة في منظومة الحكم وكذا إدماج جميع الميلشيات المسلحة في العمل السياسي والمدني والإجتماعي والأمني والعسكري وكذا إطلاق مبادرة وطنية لنزع جميع أسلحة الميلشيات المسلحة وكذا البدء في إطلاق مبادرة وطنية للبدء في حوار وتكامل وتعاون جميع الإئتلافات السياسية والإيديولوجية والثورية وغيرهم, وكذا علماً بأن المواجهات بين الميلشيات المسلحة والدولة المركزية الموحدة هو بداية حركات الإنفصال وإستقلال الأقاليم وكذا تقسيم الدولة على أسس جهوية وقبلية وطائفية وعرقية وغيرها. وكذا علماً بأن القوي الناعمة والقيادات الشعبية والتاريخية والزعامات القبلية والدينية وغيرها هي من تستطيع لجم وتحجيم نفوذ الميلشيات المسلحة داخل سلطة الدولة. وكذا علماً بأن دعوة الحكومات العربية وغيرها بإنهاء الوجود المسلح للميلشيات في العواصم والمدن العربية كما هو الحال في طرابلس الليبية وبيروت اللبنانية وصنعاء اليمنية وغيرهم يجب أن تكون دعوة مدعومة بخارطة طريق مستقبلية متكاملة تحدد مصير ودور ومستقبل وإنهاء مظاهر تواجد الميلشيات المسلحة في مدن الدول العربية. وكذا علماً بأن وجود التشكيلات المسلحة داخل المدن كما هو الحال في طرابلس الليبية قد يساهم في إندلاع المواجهات بين أجهزة الأمن الحكومية وبين الميلشيات المسلحة كما قد يعظم من مظاهر إزدواجية السلطة الأمنية في المدن العربية ومنها طرابلس كما أنه أخطر مظاهر إضعاف سلطة وهيبة القانون والدولة كما هو الحال في ليبيا وجميع الدول العربية.