نعم ، قمنا بثورتين وأسقطنا نظامين ! .. هذا واقع مهما إختلفت وجهات النظر فى الأسباب والنتائج !. لكن يبقى سؤال ملح يؤرق كل مصرى يحب هذا البلد ويحمل همومه ، ماذا تغير فى حياة المصريين منذ 25يناير 2011 وحتى الآن ؟. الإجابة بكل تأكيد محزنة ليس فقط لأننا لم نتقدم خطوة واحدة للأمام ولكن لأننا عدنا خطوات وربما أميال إلى الخلف. فالثورة بالتعريف : هى فعل التغيير القوى والسريع لكل ما هو سائد سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً من أجل الأفضل. ومعنى ذلك ببساطة أن يكون للثورة عقل و فكر أو ما يمكن أن يسمى بالفكر الثورى ، الذى يأتى بالجديد ليغير الحياة إلى الأفضل ، ويقدم المقابل العادل لكل التضحيات التى بُذلت من أجل الثورة. ورغم مضى ثلاث سنوات، تغير فيها عشرات الوزراء ، ومن تعديل دستور قديم إلى دستور جديد ، و لم نر فكراً جديداً ولا حلولاً غير تقليدية لمشكلات وأزمات نعانى منها وكانت سبباً للثورة !. إن من يتأمل حال القاهره الآن - والتى كانت يوماً من أجمل مدن العالم ، يعرف حجم المأساة التى نعيشها فالعاصمة الآن هى تجسيد حى للفقر والعجز الفكرى قبل المادى. ولا يمكن لدولة وشعب قام بثورة أن تكون عاصمة دولته بهذا القبح !. ويوم أن تعود القاهرة كما كانت فالمؤكد أن مصر كلها ستمضى إلى الأفضل ، ويتأكد فعل الثورة الغائبة.