جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخرج الدفعة 22 من كلية العلاج الطبيعي بحضور قيادات الجامعة (صور)    حركة مؤشر الذهب عالميا بعد تثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة    بتكلفة تتجاوز 90 مليون جنيه.. متابعة أعمال تطوير وصيانة المدارس ضمن برنامج «المدارس الآمنة»    رسميًا.. صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بالزيادة الجديدة خلال ساعات    75 شهيدا في غزة بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم    البرلمان العربي: تعزيز مشاركة المرأة والشباب في العمل البرلماني ضرورة حتمية    حماس ترفض الدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار قبل تحسين الوضع الإنساني في غزة    إدارة ترامب تطالب حكومات محلية بإعادة مساعدات مالية لمكافحة كورونا    نجم الأهلي يتلقى عرضين من السعودية وفرنسا    جيسوس يصدم جواو فيليكس بعد مشاركته الأولى مع النصر.. تصريحات مثيرة    استعدادا للموسم الجديد.. الأهلي يواجه بتروجت والحدود وديًا الأحد المقبل    ضبط 333 كيلو أسماك مملحة غير صالحة للاستهلاك ب كفر الشيخ (صور)    محافظ قنا يستقبل مدير الأمن الجديد ويؤكد دعم التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار    طاحونة أبو شاهين في رشيد، معلم أثري يروي حكايات طحن الحبوب في زمن الدواب (فيديو وصور)    بعد ساعات من طرحه.. عمرو دياب وابنته جانا يكتسحان التريند بكليب «خطفوني» (تفاصيل)    مثالي لكنه ينتقد نفسه.. صفات القوة والضعف لدى برج العذراء    طريقة عمل المهلبية بالشيكولاتة، حلوى باردة تسعد صغارك فى الصيف    رئيس مجلس الوزراء يشهد إطلاق وزارة الأوقاف مبادرة «صحح مفاهيمك»    وزارة العمل تبدأ اختبارات المرشحين للعمل في الأردن.. بالصور    وزير الثقافة وأحمد بدير ومحمد محمود يحضرون عزاء شقيق خالد جلال.. صور    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    نتنياهو: أسقطنا المساعدات على غزة وحماس تسرقها من المدنيين    انطلاق المؤتمر الجماهيري لحزب الجبهة الوطنية بسوهاج لدعم المرشح أحمد العادلي    بواقع 59 رحلة يوميًا.. سكك حديد مصر تُعلن تفاصيل تشغيل قطارات "القاهرة – الإسماعيلية – بورسعيد"    الكونغ فو يحصد 12 ميدالية ويتوج بالكأس العام بدورة الألعاب الأفريقية للمدارس    تحليل مخدرات والتحفظ على السيارة في مصرع شابين بكورنيش المعادي    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    فيديو.. ساموزين يطرح أغنية باب وخبط ويعود للإخراج بعد 15 عاما من الغياب    تايلاند وكمبوديا تؤكدان مجددا التزامهما بوقف إطلاق النار بعد اجتماع بوساطة الصين    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    الليلة.. دنيا سمير غانم تحتفل بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    هبوط أرضي مفاجئ في المنوفية يكشف كسرًا بخط الصرف الصحي -صور    نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    لماذا ينصح الأطباء بشرب ماء بذور اليقطين صباحًا؟    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    البورصة المصرية تطلق مؤشر جديد للأسهم منخفضة التقلبات السعرية "EGX35-LV"    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار الحوادث مع : قاهر القراصنة
القبطان المصري أحمد علام أول ربان يتغلب علي قراصنة البحر الاحمر
نشر في أخبار الحوادث يوم 05 - 10 - 2010

حادث فريد.. لكنه هذه المرة في أعماق البحار.. القراصنة نصبوا كميناً لا يخطر مكانه علي بال في جنوب جزيرة جنيش.. السفينة التجارية القادمة يقودها طاقم من أربعة عشر بحاراً مصرياً بينما مركب القراصنة مختبئ يحمل خمسة أشخاص مسلحين عادة بالآلي وال»آر.بي.جي«!
نجاح القراصنة مضمون بنسبة 001٪، حدث هذا في مائتي عملية سابقة تمكنوا خلالها من مباغتة سفن تحمل أعلام عشرات الدول المختلفة ويقودها بحارة من جنسيات من الشرق والغرب والجنوب والشمال.. عشرات البحارة وقعوا أسري.. ملايين الدولارات دفعتها دول عديدة لإنقاد رعاياها من موت محقق! وذل وهوان الرهائن كان هو الآخر موت من نوع آخر طوال عمليات التفاوض! وكل هذا كان ماثلاً أمام الطاقم المصري بقيادة القبطان أحمد علي علام.. وهاهي السفينة تدخل منطقة الخطر.. وتمر 08 دقيقة كأنها الدهر.. وتحدث المعجزة.. ويطير الخبر إلي جميع المحافل البحرية الدولية.. وتتلاحق البيانات.. ويصبح اسم مصر فوق كل لسان.. انه أول قبطان في الشرق الأوسط يواجه القراصنة ويتغلب عليهم وينجو منهم.. ويطلب بحارة العالم بياناً بخطة المواجهة المصرية لتستفيد منه جميع سفن العالم! وتكرم مصر قبطان السفينة أحمد علام بمنحه وسام الشجاعة الفائقة في الاحتفال العالمي بيوم البحرية الدولي ويتم اختياره ضمن عشرة أشخاص هم شخصيات العام المتميزة في عالم البحار لعام 0102 ويسلمه رئيس قطاع النقل البحري بوزارة النقل والمواصلات الجائزة!
الأهم من هذا- من وجهة نظر القبطان أحمد علام- أن الأسلوب الذي واجه به القراصنة تكتشف المحافل الدولية البحرية أنه تعلمه حينما كان ضابطاً بالقوات البحرية المصرية.. وهكذا تطل علينا القوات المسلحة المصرية في كل خبر سار يلمع فيه اسم مصر دولياً.
ما هي القصة؟!
وكيف كانت المواجهة؟!
وكيف تحقق هذا النصر علي يد هذا القبطان وطاقم سفينته؟!
»أخبار الحوادث« حققت الواقعة التي ستصبح دليلاً تاريخياً بحرياً.. تكلمنا مع القبطان أكثر من ساعتين وهو في أعالي البحار.. التقينا أسرته.. وتحدثنا مع القبطان محمد عبدالعظيم محمد رئيس القطاع البحري بشركة ماريدايف مالكة السفينة والذي كان رئيساً لغرفة العمليات أثناء المواجهة المثيرة بين الطاقم المصري والقراصنة!!
لحن الخوف!
قبل أن يروي لنا أحمد علام قصة المواجهة، عرفت من خبراء البحر أن من أهم أسباب نجاح القراصنة لحن الخوف الذي يظل مسيطراً علي الأجواء داخل السفينة وبين أفراد طاقمها.. وهو إحساس قاتل يؤدي إلي بطء في الاستجابة لمتطلبات المواجهة كما يؤدي لارتباك يقلل من اليقظة والرغبة في السيطرة علي الموقف.. ويضيف القبطان محمد عبدالعظيم إلي هذا أيضاً نقص التدريب الذي أصبح مطلوباً بكثافة بعد أن أصبحت مافيا القراصنة ظاهرة عالمية!
إيه الحكاية.. يا ربان؟!
كان القبطان المصري قائد السفينة 915 يتحدث بسعادة عن لحظة تلقيه خبر العودة إلي مصر من دولة الإمارات لتجهيز السفينة في أرض الوطن ثم معاودة الإبحار إلي تونس لاستكمال العمل.. ارتسمت الفرحة فوق وجوه الطاقم لأن الوصول إلي أرض الوطن ولو لساعات يمدهم بطاقة قوية من الحب ولحنين لمقابلة الأهل أو الاستماع إلي أصوات عائلاتهم عبر الهاتف.. كانت آشعة الشمس تعانق مياه البحر، وكأنه لقاء حب في صباح هدأ فيه البحر وأهدته الشمس دفئاً كأنه عربون المحبة! لكن هذا الإحساس بالسعادة بين أفراد الطاقم سرعان ما امتزج بالقلق، لأن الإبحار من مصر إلي تونس سوف يتطلب المرور من المنطقة الخطرة التي ينشق فيها البحر عن مركب القراصنة، ويوماً بعد يوم تتوالي الأخبار عن وقوع سفينة جديدة أسيرة بين أيديهم!.. عموماً.. ما بين السعادة والقلق والمواجهة كانت الساعات التي شمر فيها الريس حسني بيومي المسئول عن ماكينة السفينة عن ساعده ليعلن بعد أن استمع إلي تعليمات القبطان أنه وزملاءه »صعايدة« رجالة وسوف ينفذون التعليمات بالحرف الواحد ويتدربون عليها حتي يعبروا المناطق الخطرة بأمان!
النقطة الفاصلة التي يجب أن يتعرف عليها القارئ هي تلك الفكرة التي طرأت علي ذهن أحمد علام، فالقوات الدولية التي
تحمي منطقة الخطر توفر الحماية للسفن العابرة، لكن القبطان المصري توقع أن يغير القراصنة من استراتيجيتهم وينتقلوا إلي مكان آخر مباغت للسفن بعد باب المندب.. هذه كانت أولي خطوات النجاح!
سألت أحمد علام: إيه الحكاية.. يا ربان؟!
قال: تم إعداد السفينة وتجهيزها للإبحار إلي الوطن الأم مصر ومنها إلي تونس للعمل هناك.. هذه الرحلة كانت لها طبيعة خاصة حيث إنه سيتم العبور خلال منطقة من أشد المناطق خطورة في العالم وهي منطقة خليج عدن وباب المندب حيث تكثر أعمال القرصنة البحرية وتزداد وينتشر مداها بعيداً يوماً بعد يوم.. ففي بادئ الأمر كانت التحذيرات البحرية تنصح بعدم الاقتراب من الساحل الصومالي لمسافة 05 ميلاً بحرياً أي ما يقرب من 29كم.. أما اليوم أصبحت التحذيرات تفيد بانتشار أعمال القرصنة 006 ميل بحري من الساحل الصومالي أي ما يقرب من 0111 كيلومترات، وذلك نظراً لقيام القراصنة بتحميل أو قطر قوارب القرصنة علي السفن التجارية المخطوفة التي لها مدي إبحار كبير وكذا لديها القدرة علي تحمل قوة البحر، وكذا الانتشار بالقرب من السواحل العمانية واليمنية والساحل الغربي لافريقيا خاصة المناطق غير المحروسة واصطياد فرائسهم من مناطق غير متوقعة من السفن التجارية المبحرة بالمحيط الهندي وخليج عدن، وبالإضافة إلي تطور تسليح هؤلاء القراصنة وأصبح اليوم أغلب تسليحهم من البنادق الآلية والبعض منهم مسلحة ب»آر.بي.جي« وهي مقذوفات خارقة للدروع، وكنت علي علم ودراية بطبيعة هذه المنطقة والمناطق شديدة الخطورة بها، فقد سبق لي المرور من هذه المنطقة عدة مرات.. لذا كان من الطبيعي أن يتم الإعداد لهذه الرحلة إعداداً خاصاً عن طريق إدارة الشركة المالكة للسفينة وكذا عن طريق السفينة نفسها علي السواء.
غرفة عمليات!
وتم فتح غرفة عمليات بإدارة الشركة علي اتصال دائم مع السفينة عن طريق الأقمار الصناعية والأجهزة اللاسلكية، وكذا فتح قنوات اتصال مع جميع سفن الشركة المنتشرة بالخليج العربي والجنوب الافريقي وبآسيا والبحر الأحمر.
كما قامت إدارة الأمن بالشركة بالتنسيق مع قوات الحماية الدولية بخليج عدن وأبلغها ببيانات السفينة والموعد التقريبي للوصول إلي ممر الحماية الدولية وهو عبارة عن طرقة بحرية بطول 005 ميل بحري، مقسمة إلي طرقة للسفن المتجهة من الغرب إلي الشرق، وأخري من الشرق إلي الغرب.. بينهما ممر فاصل تتحرك به السفن الحربية القائمة بالحراسة، ويقع بخليج عدن جنوب السواحل اليمنية وشمال الساحل الصومالي.. ويتم عبور السفن في توقيات زمنية مختلفة طبقاً لسرعة هذه السفن بحيث تكون جميع السفن متجمعة أثناء سيرها في منطقة تحت الحراسة للسفن الحربية وهي تعتبر أشد المناطق خطورة من وجهة نظر قوات الحماية الدولية.. وعلي الرغم من ذلك تقع أعمال قرصنة داخل ممر الحماية الدولية.
وتم فتح اتصال مباشر مع قيادة قوات الحماية لتحديث بيانات السفينة بصفة دورية، كما قامت الشركة بتزويد السفينة بالرصدات الجوية عن منطقة الإبحار والمناطق المحيطة بها بصورة يومية كل 21 ساعة عن طريق محطات أرصاد خاصة حتي تتيح لي إمكانية تقدير الموقف الجوي ومعرفة حالة البحر بصفة دائمة لتجنب تعرض السفينة لأي أخطار خاصة ان السفينة كانت تبحر في بداية موسم الأعاصير بالمحيط الهندي.
وبدأ تحرك السفينة ماريدايف 915 من أبوظبي يوم الخميس في تمام الساعة الثامنة مساء لتشق صفحات المياه الهادئة، وبدأ العمل الجاد والمكثف من داخل السفينة وإدارة الشركة علي التوازي وتتبع تحرك السفينة عبر منظومة الكترونيه بإدارة الشركة.
المراقبة البصرية!
وقمت بالمرور علي السفينة للتأكد من تنفيذ الإجراءات الأمنية، وأثناء ذلك كنت أري في أعين الطاقم نظرات الفرح بالعودة إلي الوطن الممزوجة بنظرات القلق، وتم عقد اجتماع مع الطاقم بغرض رفع الروح المعنوية والتأكيد علي الجدية في التدريب وعدم التراخي في العمل، وعن دور كل فرد من أفراد الطاقم في حالات الطوارئ وكيفية مواجهة أعمال القرصنة والإجابة علي تساؤلات الطاقم.
وفي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي بدأ التدريب العملي للطاقم علي مواجهة أعمال القرصنة، واستمر التدريب يومياً رغم سوء الأحوال الجوية بعد الخروج من الخليج العربي، وفي كل يوم يرتفع مستوي أداء الطاقم وكنت أسعد بارتفاع مستوي تدريب الطاقم وارتفاع الروح المعنوية لهم والإصرار علي الوصول إلي أرض الوطن بسلام، وقبل الوصول إلي نقطة التجمع والتي تبعد حوالي 02 ميلاً بحرياً من ممر الحماية علي مسافة 005 ميل بحري، صدرت تعليمات من إدارة الشركة تفيد برفع المستوي الأمني للسفينة، وعلي الفور تم رفع الحالة الأمنية للسفينة وغلق جميع الأبواب والفتحات المؤدية إلي داخل السفينة من الداخل ورفع سلالم التحرك الخارجية علي الدك وبدأ تكثيف أعمال المراقبة الفنية والبصرية التي كان يشترك فيها جميع أفراد الطاقم البحري والهندسي طوال ساعات النهار والليل.
وكل يوم يتم تجميع ودراسة البيانات عن أعمال القرصنة بالمنطقة وتوقيعها علي الخرائط وتبادل المعلومات والبيانات مع إدارة الشركة.
وفي يوم السبت وقبل الوصول لنقطة التجمع بيومين تم استقبال معلومات تفيد قيام القراصنة بالاستيلاء علي سفينة صيد تايوانية الجنسية ويحظر الاقتراب منها.
ويوم الأحد تم اختطاف سفينة تجارية جنوب شرق باب المندب علي بعد 5 ميل من الساحل اليمني، وقد تعدت نسبة أعمال القرصنة هذا العام 002 عملية، وبالطبع ليست كلها بمنطقة القرن الافريقي ولكن معظمها من الصومال.
منع الإضاءة!
ويستطرد القبطان علام قائلاً: وفي يوم الاثنين الساعة الواحدة تم دخول الحد الشرقي لممر الحماية الدولية طبقاً للتوقيت المحدد وتم الاتصال يقوم الحماية الدولية العاملة بالمنطقة عن طريق الأجهزة اللاسلكية وكذا بإدارة الشركةو قيادة قوات الحماية الدولية عن طريق الأقمار الصناعية، وهنا توقف التدريب وبدأ العمل الفعلي والاستعداد لصد أي هجوم من القراصنة، وفي المساء زادت سرعة الرياح وارتفعت الأمواج ضاربة جانب السفينة ولكن رغم هذا الطقس السيء شعرت بالسعادة نظراً لانحسار أعمال القرصنة في أحوال الطقس السيء ومر اليوم بسلام وتم المرور بقوات الحماية الدولية في الساعات الأخيرة من الليل، وكانت سفينتين حربيتين مزودتين بطائرات هليكوبتر، ومع الساعات الأولي لليوم التالي والسير داخل خليج عدن بدأت الرياح في الانحسار وتحسن حالة البحر مما زاد من مخاطر أعمال القرصنة، وتم بحمد الله الخروج إلي الحد الغربي لممر الحماية الساعة السادسة مساء يوم الأربعاء، وهنا بدأت مرحلة عبور المنطقة غير المحمية من خليج عدن وجنوب البحر الاحمر مروراً بباب المندب، وبالطبع قمت بإصدار تعليمات إضافية بمنع ظهور أي إضاءة خارجية من السفينة وتم إغلاق جهاز التعارف بين السفن، وكذا إطفاء أنوار الملاحة بالسفينة وتقليل إضاءة الردارات والأجهزة الالكترونية بغرفة القيادة البريدج، وذلك لتوفير الاخفاء للسفينة مستغلاً عدم سطوع القمر فترة طويلة من الليل، وتم التركيز علي المراقبة الفنية لتلافي خطر التصادم مع السفن الأخري كان يتم الاتصال بها علي أجهزة اللاسلكي وفتح أحد أنوار الملاحة الذي يسمح لها برؤيتنا وتوجيهها للعبور الآمن ومنع التصادم وهي مرحلة كانت في غاية الصعوبة خاصة عند باب المندب نظراً لضيق عرض الممر وسرعة السفن في هذه المنطقة خوفاً من عمليات القرصنة وظللنا هكذا أنا وجميع أفراد الطاقم نراقب الأفق حتي شروق الشمس فتنفسنا الصعداء لعبورنا باب المندب بسلام واقتربنا من نهاية المنطقة الخطرة وإمكانية الرؤية بوضوح علي صفحات المياه الهادئة.
وفي تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس دق جرس التليفون الدولي ليقطع الصمت الذي كان يخيم علي السفينة لاتصال مدير القطاع البحري للاطمئنان علي أحوال السفينة وأبلغته أن كل شيء علي خير ما يرام وأبلغ تحيته لجميع أفراد الطاقم.
المناورة المثيرة!
وفي تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق وعلي بعد ما يقرب من 06 ميلاً شمال باب المندب وجنوب شرق جزر حنيش، تم إبلاغي عن طريق البحرية باقتراب لنش من مؤخرة السفينة وعلي بعد ميل ونصف، وقمت بالتأكد من ذلك بنفسي ووجدت لنشا سريعا به 4 أفراد ذوو بشرة سوداء مسلحون يتجهون نحو السفينة، وعلي الفور تم زيادة سرعة السفينة إلي السرعة القصوي وتغير خط السير 09 درجة نحو السواحل اليمنية، فقام هو الآخر بتغيير خطر سيره نحو السفينة وبدأت مسافته تقترب من السفينة، فقمت بالسير في خط سير متعرج وذلك لتوليد موجات في البحر تؤثر علي اتزانه وأمرت بدق أجراس الإنذار معلناً هجوم قرصنة علي السفينة وفي ثوان معدودات أصبحت السفينة كخلية النحل وكل فرد يقوم بالدور المكلف به، وتم الاتصال بإدارة أمن الشركة والتي قامت بدورها بالاتصال بقيادة قوات الحماية الدولية لإبلاغها وتشغيل خط الحريق واندفع أفراد الطاقم بخراطيم الحريق علي أجناب السفينة لحين تشغيل مدافع الحريق التي لديها القدرة علي إغراق هذا اللنش في دقائق معدودات في حالة اقترابه من السفينة.
وبعد عشرين دقيقة من المطاردة واندفاع أعمدة المياه ابتعد القراصنة عن السفينة بعد تأكدهم من يقظة الطاقم والاستماتة في الدفاع عن سفينتهم وصعوبة الوصول إلي السفينة وتيقنوا من فشل الهجوم.
وعادت السفينة إلي خط السير لأرض الوطن بعد التأكد من ابتعاد القراصنة وعدم معاودة الهجوم وارتسمت في أعين الطاقم نظرات الفرح والفخر لتصديهم لعملية القرصنة بوسائل الدفاع السلبي المحدودة علي ظهر السفينة.
وهذه أول مرة تحدث عمليات قرصنة مسجلة في هذه المنطقة مما يدل علي امتداد وانتشار مسرح عمليات القراصنة إلي داخل البحر الأحمر.. وكان التدريب الجيد والروح المعنوية العالية والتعاون الوثيق بين السفينة وإدارة الشركة الأم له أكبر الأثر في عودة السفينة بسلام إلي أرض الوطن لتستكمل مسيرتها ورفع اسم مصر.
أسرة القبطان
وكان لابد من مقابلة أسرة القبطان بالإسكندرية بعد أن عاشوا تلك التجربة المريرة وكان الوقت يمر عليهم كالدهر!
قالت السيدة عنايات السوهاجي حرم القبطان أحمد علام: إنها لم تنم ليلتين كاملتين بعد أن عرفت باقتراب السفينة التي يقودها زوجها من مناطق القراصنة، فالاتصال بزوجها انقطع ولم تستطع أن تحدثه عبر الهاتف لصعوبة الاتصال، ورغم أن الشركة طمأنتها إلا أنها لم تتنفس الصعداء إلابعد أن سمعت صوت زوجها حينما وصل إلي ميناء تونس وتمكنت من الاتصال به.
وقال السيدة عنايات السوهاجي إنها كانت تتأثر بشدة حينما تقرأ أخبار أطقم القيادة البحرية الذين يتحولون إلي رهائن وينزل الخبر علي عائلاتهم كالصاعقة.. لكن فضل الله كان كبيراً عليها بنجاة زوجها.
وقالت رانيا (الابنة الكبري وطالبة بالثانوية العامة) إنها وأختها »رنيم« شعرتا أن عقارب الساعة لا تتحرك وأن الزمن كأنه توقف بعد أن علما بوصول والدهما لمنطقة الخطر، وبمجرد أن سمعتا صوته بعد يومين انهمرت دموع الفرحة من عيون كل منهما.
وقال شريف- التلميذ بالابتدائي- إن والده كان يحدثه دائماً عن أن الإنسان يجب أن يكون رجلاً في المواقف الصعبة ولهذا ظل صوت أبيه في أذنيه وهو يتابع الموقف مع أسرته!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.