أجمل ما كان يميز المناطق الشعبية على مر التاريخ هو الترابط بين الجيران، فتشعر أن البيوت كلها أسرة واحدة، لا فرق فيها بين أحد وآخر، في الحزن والفرح تجدهم على قلب رجل واحد، ولكن تغيرت الأخلاق، وصرنا وكأننا أغراب، نحيك الفخاخ لبعضنا البعض، وهذا ما حدث بمنطقة الوراق بالجيزة، حيث أقدم شقيقان على قتل طالب جامعي، لأنه عاتبهما لمعاكسة شقيقته! "أحمد شعبان" 22 عاما، شاب بسيط يسعى بكل طاقته لتحقيق أحلامه، يعيش وسط أسرته البسيطة بمنطقة الوراق، هو بالنسبة لهم الأخ الأكبر لتلك الأسرة، فلديه شقيقتان "آيه" تكبره بعامين، و"رضا" تصغره بعامين ونصف، لا يسعى سوى لتلبية احتياجاتهم، فالجيمع يشهد له بحسن الخلق والأحترام، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فلم يتخيل أحد ان تكون نهاية "أحمد" بتلك الطريقة! كواليس الحادث كانت الساعة الثالثة عصراً تقريباً، يقف "أحمد" أمام منزله قبل التوجه لصلاة العصر كعادته، ولكن هذه المرة كانت مختلفة تماما، حيث اشتكت له أحدى شقيقاته من "محمد" أحد الجيران، بسبب معاكسته لها، وكانت معها شقيقتها، لم يتردد "أحد" فتوجه إلي جاره، ليبدأ معاتبته مؤكداً له "أحنا جيران .. وعيب كده"، توقع انه سيعتذر ولن تتكرر مرة أخرى، ولكن المفاجأه كانت مشاجرة بينهما، انضم الى الجار شقيقه الأكبر "سيد"، ودارت معركة عنيفة، تبادل فيها الشقيقان السباب واللكمات، تدخل الجيران، ولكن كان قرار الشقيقان أسرع من حديث الأهالى! اللحظات الأخيرة اعتدى الشقيقان على "أحمد" بعصا على رأسه، ثم يشهر احدهما سلاح أبيض "مطواة" ليقوم بتسديد عدة طعنات متفرقة فى جسد المجني عليه، وواحده فى الرقبة، ليسقط " أحمد " أرضاً غارقاً في دماءه، وقتها لا يعلو صوت فوق صوت الصراخ، بدأ الجميع يجري فى كل مكان، يقترب منه أصدقاؤه ولكن بعد فوات الأوان، يحملونه فى محاولة أخيره لإنقاذه من الموت، وعلى باب المستشفى لفظ "أحمد" انفاسه الأخيرة، وقتها كان أحد المتهمين يفكر فى حيله شيطانية، ولكنها انقلبت فوق رأسه. كواليس القبض انطلق أحدهما "سيد" إلي القسم ليحرر محضرا يتهم فيه المجني عليه بالتعدي عليه بالضرب، ولكنه لا يعلم أن ضربة شقيقه انهت حياته، فتحفظت القوات بالقسم عليه، وبتكثيف التحريات السرية التى اثيتت ان شقيقه متورط معه فى الجريمة، فقاموا بالقبض عليه، وبمواجهتهما أعترفا بإرتكاب الجريمة، كما أعترفا ان الحكاية كانت من البداية معاكسة شقيقته، ولكن لم يتصورا أن تصل الأمور الى هذا الحد، لتحدث المشاجرة ويسقط المجني عليه قتيلاً، تم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق .