"أنا خليفه الله في الأرض والإمام ده ابليس، وكان لازم يموت، ودي ساعته، ولو رجع تاني كنت قتلته ألف مرة"، هذا ما ظل يردده قاتل إمام مسجد الرحمة، استاذ الجامعة المفصول، بعد أن أمسك به المصلون، وسلموه للشرطة. الساعة الثانية عشر، منتصف الليل توقفت سيارة نقل الموتى أمام مسجد "الحمد" بشارع سهل حمزة بالهرم، وقف الاب أمام نعش ابنه، وعيناه كجمرة نار لم تطفئها الدموع بعد، يصرخ من شدة الألم، فمازلت روحه معلقه بابنه المسجى داخل الصندوق، كيف يمكن أن ينساه، وقف وعيناه أغرورقت بالدموع، هو يعلم أنه لن يعود، ما يصبره أن مات ساجدًا في بيت من بيوت الله، مات وهو يؤم بالمصلين بعد خطبة الجمعة، رغم صغر سنه الذي لم يتعد 25 عامًا، دقائق، امتلأ المسجد عن آخره في مشهد مهيب، وبمجرد أن انتهت الصلاة، أسرع محبوه الى حمل النعش، لوضعه في سيارة تكريم الموتى متجهة الى محافظة أسيوطمسقط رأس الشيخ "محمد خالد". من هو الشيخ محمد؟! شاب في منتصف العقد الثاني من محافظة أسيوط، جاءت عائلته منذ صغره هو وأشقاؤه الى القاهرة من زمن طويل ليمكثوا بأحد الشوارع بمحافظة الجيزة، وجه بشوش محبوب بين أهل منطقته وجيرانه، منذ صغره حريص على حفظ القرآن واتمام الصلوات في وقتها، ليمر يوم تلو الأخر ويكبر "محمد" وسط عائلته الصغيرة، تخرج "محمد" من جامعه الأهر، ليصبح أمام جامع الرحمة بمنطقة التعاون بالقرب من مسكنه، هي بأدق زاوية صغيرة يقوم برفع الأذان فيها، وبالرغم من صغر سنه لم يعترض أحد على ذلك، فكان يراه الناس عالمًا، وصوته في قراءة القرآن جميل. الجريمة صباح يوم الجمعة الماضي استيقظ "محمد" استعدادًا لخطبة الجمعه، أعدها عن أحكام الطلاق، تكملة لما سبقها الجمعة قبل الماضية، الجميع داخل المسجد كان منصتا باهتمام، حتى حان موع الصلاة، فجأة طلب منه أحد المصلين تلاوة أيه الكرسي، لم يعره محمد اهتماما، ليبدأ بالصلاة، وفي الركعه الثانية وحين كان ساجدًا، سمع المصلون صوت الشيخ "محمد" وهو يئن بشده، وقف الجميع ليفاجأوا بأحد المصلين، الذي طالبه قبل لحظات أن يقرأ آية الكرسي، يقف بجانب الشيخ "محمد" ويطعنه في ظهره والدماء تسيل منه، هرول المصلون وأمسكوا بالمجرم وقيدوه، ليلقي المجني عليه حتفه في الحال، الغريب أن المجرم ظل يتحدث قائلا، "دي ساعته ولو رجع تاني كنت قتلته ألف مرة، ده أبليس ياجماعة، وأنا المهدي المنتظر"! في الوقت نفسه كان قد ورد بلاغ للمقد محمد الصغير رئيس مباحث قسم شرطة الهرم من المصلين بمقتل إمام جامع الرحمة بمنطقة التعاون، على الفور تم إخطار اللواء رضا العمدة مدير مباحث الجيزة، الذي أمر بسرعة الأنتقال الى مكان الواقعة وضبط المتهم، لكن من هو؟!، اسمه "أحمد.م" من محافظة المنيا، متزوج ومقيم بالمنطقة منذ 4 سنوات تقريباً، كان يعمل أستاذا جامعيًا بكلية الزراعة جامعة المنيا، قبل أن يتم فصله، أمر اللواء الدكتور مصطفى شحاته مدير أمن الجيزة، بإحالة المتهم الى النيابة لتتولى التحقيق.