الماضي لن يعود مرة أخري، وهذا الشعب الطيب الذي خُدع من قبل، وصدق بأنكم الوحيدون المتحدثون عنه وعن رب العباد، لن ينطلي عليهم مكركم مرة أخرى...، فلو عقلوا لفطنوا كيف تطرد جماعة شعبًا بأكمله، هكذا يعلمنا التاريخ...، أسلمة الدولة لم تبدأ حين سكت المتجمهرون يوم 28 يناير 2011، في ميدان التحرير، وظهور عصابة الإخوان والأصوليين الذين أجهزوا على ثورة 25 يناير، وأقصوا شبابها عن صدارة المشهد، وبين عشية وضحاها أصبحت مصر تحت قبضة الإسلاميين، وظن المتسلطون باسم الدين أن البلاد لن تفلت منهم أبدًا، أسلمة الدولة في الواقع بدأت سنة 1928، مع نشأة عصابة الإخوان المسلمين، كأول حركة إسلامية أصولية تخطط لا لأسلمة المجتمع فقط، وإنما لأسلمة كوكب الأرض بأكمله، فلم يكن رجل ثورة يوليو القوي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مؤمنا يومًا بأفكار هذه الجماعة على عكس ما يردد خصوم ناصر، ومع ذلك وقبل أن يقوم بثورته في يوليو 1952، أخبر المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي، بأنه على وشك أن يقوم بالثورة، فطلب منه المرشد أن يؤجل القيام بها ولا يتعجل لأننا »الإخوان« فى غضون خمس سنوات سنتحكم فى التعليم، وأظن أنهم الآن يتغلغلون في الجسد التربوي، وقد حكى لي أحد قيادات وزارة التربية والتعليم أن المدرسين التابعين للجماعة يتسابقون لأخذ الحصص الاحتياطية. ولأن التاريخ لا يعيد نفسه وإنما قد تتكرر حوادثه...، وصلت معلومات تفيد بأن جماعة الإخوان أعدت مخططًا لاعتقال القيادات المهمة فى البلاد من قادة عسكريين وأمنيين وسياسيين وإعلاميين، كانت الخطة تقضى بالتنفيذ أثناء خطاب المعزول مرسى والذى سيلقيه مساء السادس والعشرين من يونيو، أى قبل الموعد المحدد للمظاهرات العارمة بنحو أربعة أيام، ولم يتردد الفريق أول عبد الفتاح السيسي الرجل الاستثنائي وقتها، حاملًا رأسه على كفيه ليحمي الوطن من شبح نفق مظلم تجره عصابة الإخوان إليه، اجتمع بالمعزول خمس ساعات متواصلة، ولجأت جماعة الإخوان كعادتها إلى المراوغة، ولكن الرئيس السيسي أدرك وقتها بحسه الوطني والمعلومات المؤكدة التي توافرت إليه أن خطة خداع عصابة الإخوان قد بدأت، وأنهم لن يستجيبوا إلى النقاط الخمسة التي تلبي مطالب الشعب، فأركان عقيدتهم هي الكذب والخداع والتجارة بالدين، وقبل أن تنتهي المدة المحددة للمعزول كانت القوات المسلحة أكملت مهمتها فى الانتشار، وأمسكت بالأماكن والمنشآت الحيوية فى البلاد، خاصة بعد صدور حكم محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية والذى طالب صراحة بالقبض على محمد مرسى و34 من قيادات جماعة الإخوان متهمون بالتخابر وارتكاب العديد من الجرائم الجنائية، وأتى يوم الثلاثين من يونيو الذي أصبح يومًا فاصلًا في تاريخ مصر، لتدخل البلاد بعدها إلى مرحلة الصدام المباشر وتصفية الحسابات. نعم، الماضي البغيض انتهى أبدًا إلى غير رجعة. [email protected]