«قولوا لمرسي جوه القصر انتو عصابة بتسرق مصر .. «تبنى السجن تعلى السور يوم 30 هتغور هتغور».. هكذا كان الهتاف استعدادًا ليوم كان لابد منه بعد عام واحد من حكم الإخوان .. فلماذا كان كل هذا الغضب ؟! فى الذكرى الخامسة لثورة الغضب ضد الجماعة ومرشدها ومندوبها لدى قصر الأتحاديه نُجدد الهتاف بكل قناعة ورغم كل الظروف التى تمر بنا فما زال هذا الوطن أكبر من أن تحكمه جماعة تقدم مصلحتها على مصلحة البلاد وأهلها.. إنها مصر التى استعصت علي الهكسوس والتتار وقهرت الصليبيين وطردت الفرنسيين وقاومت الانجليز حتى الجلاء وحولت انكسار النكسة إلى انتصار الشرف والعزة.. انها مصر التى لن تنحنى ابدًا حتى وإن بدا الأمر كذلك وظهر شعبها بمظهر الطيبه والخضوع والركون إلى قبول الأمر الواقع ولكن حين ينادى المنادى سترى دائمًا العجب العجاب من هذا الشعب الخالد صاحب الفطنة والوعى حيث لا مجال لخداعه طويلًا بمعسول الكلمات أو التستر خلف شعارات الدين الزائفة وكلمات الوطنيه الخادعة. أيام طويلة عشناها على الأرض بين شباب مصر وهم يجوبون شوارع الوطن بالهتاف ضد هؤلاء الذين جاءوا من تحت الأرض ومن داخل كهوفهم المظلمة طوال ثمانين عامًا فغرتهم الأضواء وأزاغت أبصارهم فأفسدوا فى الأرض بقرارات اشاعت روح الاستقطاب واقصت كل القوى خارج مشهد الحكم والممارسة السياسية لتعقبها مرحلة هدم المؤسسات الراسخة ونشر روح الانقسام والشقاق بين أفرادها املًا فى إسقاط كل ما تبقى من شكل ثابت للدولة المصرية المدنية ولكن هيهات ففى هذا الوطن رجال اشداء تعرفهم ساعة الغضب لا تنطلى عليهم مثل هذه المؤامرات الهدامة فكان الاصطفاف فى 30 يونيو لكل فصائل ومؤسسات الدولة ضد جماعة من الأفراد يدينون بالولاء لمرشدهم الأعلى ولا يعرفون للوطن ولاءً ولا قدسية. سيظل 30 يونيو يومًا فارقًا فى تاريخ مصر المعاصر ولن ننسى ابدا تلك المواجهات الدامية التى جرت بين شباب الوطن وبين هؤلاء المحتشدين بالسلاح فى ميدان سيدى جابر يوم 28 يونيو وكيف القوا بالشباب الصغير من فوق إحدى البنايات ليلقوا حتفهم وليشتعل ابناء الثغر ضدهم فى مشهد مهيب يوم 30 يونيو فلن أنسى مسيرتنا التى كان اولها فى سيدى جابر وآخرها مازال فى ميدان القائد ابراهيم بطول كورنيش الأسكندريه والهتاف يعلو كل لحظة.. «دم ولادنا للحرية.. مش لعصابة إخوانجية».. وغيرها من الهتافات الغاضبة بين الرجال والنساء صغارًا وكبارًا .. كان الغضب عارمًا وماكان ليتوقف إلا بتدخل جيش مصر العظيم لوضع كلمة النهاية لتلك الحقبة القصيرة الدامية التى أتاهت مصر والبستها ثوبًا لا يليق بها . فى الذكرى الخامسة وبعد مرور السنوات مازلت قانعًا بأن ما حدث وما شاركت به كان عين الصواب فتجارب التاريخ تشهد بان هؤلاء ما كان ليأتى الخير من خلفهم ابدًا وانما هو الخراب والفرقة والذل والمهانة لمن يخالفهم فى الرأى والعقيدة والهدف .. فى الذكرى الخامسة نقول مازالت مصر اكبر منكم ومن كل من يحلم بكسر ارادتها أو اعادتها إلى الخلف ففى هذا الوطن شباب يعرف للحرية سبيلًا وللكرامة منزلًا وجيش وطنى مخلص لا يرضى ابدًا ان يترك ابناء شعبه تحت رحمة ظالم أو خائن أو فاسد.. دائمًا وابدًا سيظل الجيش والشعب ايد واحدة فلتحيا مصر آمنة مطمئنة فلن تهزمنا جماعة أو ارهاب مادُمنا على هذا الرباط المقدس. «قالوا حرية وقالوا عدالة.. طلعت غدر كمان وندالة .. أول يوم قطعولنا النور والتانية طبخوا الدستور والتالتة فى الاتحادية الإخوان والبلطجية قتلوا شباب بيقول سلمية»... رحم الله شهداء الوطن وكل عام وشعب مصر أقوى من الجميع .